“الكسرة” تعود إلى موائد السودانيين بعد ارتفاع أسعار الخبز

عادت ”الكسرة“ إلى موائد السودانيين بعد غياب؛ بسبب ارتفاع أسعار الخبز، ورفع الدعم عن دقيق الطحين مؤخراً.
و“الكسرة“ خبز منزلي تصنعه النساء السودانيات على الصاج، ويشبه ”الخبز الشامي“، لكنها تختلف عنه بطعمها المالح.
وظلت أزمة الخبز في السودان تتجدد يوما بعد آخر، وسط زيادات مضطردة في سعر قطعة الخبز الواحدة التي تتراوح بين 30 إلى 50 جنيها.
وتشير آمنة النضيف، بائعة كسرة في الخرطوم، إلى ”إقبال كبير من المواطنين لشراء الكسرة في ظل ارتفاع أسعار الخبز“.
وأضافت أن ”سعر تكلفة إنتاج الكسرة للأسرة قد يصل إلى 3 آلاف جنيه، أما أقل سعر لبيع المنتج فهو 50 جنيهاً (10 سنتات)“.
وذكرت النضيف، لـ ”إرم نيوز“، أنها تعمل في هذه المهنة لتغطية احتياجات أسرتها اليومية حتى وإن لم يكن هنالك دخل أو عائد كاف منها.
و“الكسرة“ نوع من الأكلات الشعبية عرفها السودانيون قبل الخبز، حيث تُصنع من دقيق ”الذرة“ بعد تخميره وإضافة الملح والماء عليه.
وتنصح أخصائية التغذية الدكتورة نهى هاشم جميل بضرورة تناول الكسرة دون الخبز؛ بسبب فوائدها الغذائية المتعددة.
وقالت جميل لـ ”إرم نيوز“ إن ”الكسرة التي تصنع من دقيق الفتريتة – ذرة حمراء- لها عدة فوائد، والألوان تلعب دورا كبيرا في الفائدة الغذائية“، لكنها حذرت المصابين بالسكري من تناول الكسرة.
وقديما كانت السودانيات يصنعن الكسرة بالموقد أو ”اللدايات“- ثلاث كتل من الطين الجاف أو الطوب توضع على الأرض ويدخل بجوانبها الحطب- لإشعال النار تحت الموقد، الذي تطور من الفخار إلى ”الصاج“ من الحديد، لمواقد كهربائية وأخرى تعمل بغاز الطهي.
بدورها، تدعو الحاجة سعدية الأمين إلى ”ضرورة تعليم الجيل الجديد من الفتيات كيفية صناعة الكسرة في منازلهن، حيث يلاحظ عدم معرفة الفتيات صغيرات السن بصناعة الكسرة“، على حد تعبيرها.
وترى الأمين، في حديثها لـ ”إرم نيوز“، أن ”ذلك يمكن أن يشكل لهن خبرة في حالة اضطرارهن للجوء إلى صناعة الكسرة في حال عدم توفر الرغيف“.
وأشارت إلى أن ”مثل هذه المأكولات متوارثة بين الأجيال السودانية، ولا يمكن الاستغناء عنها مع مرور الزمن في المنازل السودانية، خصوصا في الأرياف والمناطق الطرفية التي تعتبر الكسرة وجبة أساسية، خلافا عن سكان الخرطوم والمدن الأخرى الذين يعتمدون على الخبز بشكل كامل ويضطرون لشراء الكسرة من السوق بدلا من صناعتها في المنازل“.
وتوقف عدد من الأفران عن العمل بالطحين المدعوم من الحكومة وهو الأقل سعرا واستبداله بالتجاري، في خطوة بررها اتحاد المخابز بالتكلفة العالية للتصنيع التي قادت أصحاب المخابز للعمل بالطحين التجاري، والتخلي عن المدعوم الذي انعدم في بعض الأحياء.
الكويت.. هل يتحول انتحار “البدون” إلى وسيلة ضغط لحل قضيتهم؟
ملايين السعوديين يحتفلون بأول نسخة من يوم التأسيس الوطني
وأكد أمين اتحاد المخابز في السودان، عصام الدين عكاشة، عدم توفر الطحين المدعوم في البلاد، وقال إن ”الحصة التي تأتي إلى المخابز منقوصة، بمنح كيس واحد من الطحين المدعوم يوميا“.
وأوضح عكاشة، لـ ”إرم نيوز“، أن ”أصحاب المخابز اضطروا لشراء الدقيق التجاري من السوق الذي بلغ سعره 17 ألف جنيه للكيس (50 كيلو)، لسد الفجوة، ما جعل سعر قطعة الخبز الواحدة 35 جنيها“.
وأشار إلى العديد من التحديات، من بينها انقطاع الكهرباء، وانعدام الغاز، وارتفاع أسعار التكلفة.
إرم نيوز






