مقالات متنوعة

معاتبة حول خطاب الانقلابيين !!

عاتبني صديق من الزملاء الصحفيين المغاليظ المغاليط (وهذه لغة في تفاسير الإمام القشيري) فأغلظ علينا وقال بعدما نمأ إلى علمه أني لا اسمع خطب البرهان وحميدتي.. وقال إن ذلك لا يسعفني بمعرفة مجريات الأمور وما يُراد بالوطن وتسويقه بين موسكو وتل أبيب!! وأفتى بأن علينا أن نسمع خطابات “الجنرالين” الانقلابيين من باب (أعرف عدوّك) حتى نحلل ما يقولان ونعرف توجهاتهما..! قلت له: وأنت حتى الآن لم تعرف أعداءك يا رجل..؟! فأي تحليل وأي توجهات وأي خطابات يا صاحبي تريدني أن اسمعها..؟! وهل تحتاج دوافع هذين الرجلين ونواياهما إلى تحليل وتعليل وتفسير..؟! أم انك يا صديقي من صنف الذين يغيظون أنفسهم باستطعام الحنظل في حين أن تجارب السابقين كشفت عن تركيز المرارة في خلايا الصبّار، ومن ثم فلا يمكن أن تتحلّب منه غير الحناضل وما يماثل المخلفات المتفسخة الزنخة من عصارات (الحندقوق) ومنقوع مياه السعف والترمس..!!
هذا الوطن يا صاحبي بلد العبقرية السامقة..ألم تسمع جواهر الحديث الذي يضاهي شذرات الذهب من شباب المقاومة..والآن تريدنا أن نسمع من الذين اغتصبوا الوطن أحاديث ماسخة هجينة (ملولوة مكعوجة) مشحونة بالعي والحصَر، مليئة بأخطاء النطق وعيوب (التأتأة والفأفأة والنفنفة) فقيرة المعني، ضعيفة المبنى، عاجزة عن الإبانة، (مهرشمة الصياغة مكرضمة التركيب) عقيمة التصوير.. فسلة التعبير.. عصية التفسير..خالية من المنطق وخارجة عن السياق..تعجب أن تصدر من بلد التجاني الماحي وجمال محمد احمد وعبد الله الطيب والتجاني يوسف بشير وادريس جماع والطيب صالح ومحجوب شريف وحميد ومحمد المكي إبراهيم.!! .نحن يا صاحبي نسمع لمن يقول (من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر..من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدة والسير.. من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة..جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمه..هزم المحالات العتيقة وانتضى سيف الوثوق مطاعنا..ومشى لباحات الخلود عيونه مفتوحة وصدوره مكشوفة بجراحها متزينة..متخيراً وعر الدروب وسائراً فوق الرصاص منافحا..جيل العطاء لك البطولات الكبيرة والجراح الصادحه.. ولك الحضور هنا بقلب العصر فوق طلوله المتناوحه.. ولك التفرد فوق صهوات الخيول روامحا..)..!! ما أغناني أن اترك الوقت يضيع في سماع جماعة (صرف البركاوي والمديدة حرقتني)..!
الانقلاب ينبئ عن نفسه ويتحدث عن غرضه ومراميه.. وما زاد عن ذلك فهي اكليشهات لا معنى للوقوف عندها.. وإذا أردت يا صاحبي أن تزيد معلوماتك وذخيرتك اللغوية بالمداومة على سماع ما يصدر من جماعه الانقلاب فأما انك شخص متبلد الحس تكره نفسك وتعمل على إغاظتها.. وأما انك من طائفة الزبالعة و(الملاماتية) الذين يرتكبون الآثام جهراً حتى يهينوا أنفسهم..فأي الرجال أنت..؟! أما الانقلاب فإغراضه معلومة للأعشى والأغشى..والحصيف و(اللفيف).. والكبير والصغير والظاعن والمقيم والتركي والمتتورك ..فانظر فقط إلى توقيت الانقلاب والذين قاموا به.. ثم انظر إلى الذين استهدفهم وقام باعتقالهم وملاحقتهم..ثم انظر للمبتهجين به..والمنتفعين منه..والذين سايروه وتهافتوا عليه و(انبطحوا أمامه) ومن تم استدعاؤهم وتوظيفهم….ثم ألقي نظرة على الرعاع الذين أيدوه من صحفيين وإعلاميين (أجارك الله) ومن “خبراء استراتيجيين” (العياذ بالله) وعلى الذين ساروا في زفته من عطالى وزلنطحية وسوقة وآكلي سحت و(مماسيخ) طبع الله قلوبهم على الذل ومحبة لعق الأحذية….ثم تريدني بعد هذا أن اسمع حتى أعلم النوايا والخبايا…؟؟ لا أراح لك الله جانباً يا صديقي ..!!

مرتضى الغالي
صحيفة التحرير

تعليق واحد

  1. المكرضم هو فكرك المعوج … والبرهان ومن ورائه الجيش والامن والشرطة هم صمام الامان … اما انتو يا حطب جهنم فلن تنالوا الا الضرب بالشلوت …
    ليه ليسه ما قبضوا عليك … انت تحرض على العنف وتتريس الشوارع وطالقنك كدا سااااي …. ليك يوم … اصبر ولاتهرب. … لو هربت انا ح ازعل منك …