مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي يكتب: الاتحاد الأوروبي والخرطوم

(1)

من الواضح أن الاتحاد الأوروبي مارس ضغوطاً على الخرطوم، وذلك لانتزاع موقف علني يدين الاعتداء الروسي على أوكرانيا وقد ينجح في ذلك في مقبل الأيام، وفي سبيل الحصول على مبتغاه ، ومن أجل استجلاء موقف الخرطوم الذي بدا غامضاً للغرب أطلق سفراء الاتحاد الأوروبي في مذكرتهم للخارجية السودانية، وفي تصريحات رئيس وفد السفراء الأوروبيين تهديداً مبطناً وتحذيراً واضحاً لكن لغة الدبلوماسية المعهودة هي ما خفف وطأة التهديد والتحذير..

(2)

في مثل هذه الحالات التي تشهد نزاعاً بين الأنظمة في كل العالم يحدث الانقسام في المواقف والاستقطاب والاصطفاف بين الدول، ويسعى الكل للاستقواء بالكل لتعزيز موقفه، الذين هم في حلبة الصراع أو القريبون منها يريدون من الدول والحكومات أن تختار فقط بين موقفين، فإما مؤيدة لهذا الطرف أو ذاك… الاستقطاب والاصطفاف وطلب دعم المواقف سواء بالحسنى أو بالضغط لا يكون إلا من خلال اتصالات سرية أو محادثات مغلقة، ولكن ما حدث مع السلطات في الخرطوم لم يكن كذلك فقد كان على الملأ وفي الهواء الطلق وبدون أية مواربة، فكأنما المقصود هو نسف ما تحقق من اتفاقيات في زيارة نائب رئيس المجلس السيادي حميدتي، وفضح الموقف الذي عبر عنه الأخير لإحداث أي نوع من الحرج وما يُفهم من تراجع عما تم بين الخرطوم وموسكو….

تصريحات رئيس الوفد والمذكرة تفيدان أن الاتحاد الأوروبي يريد من الخرطوم أن تدين الاعتداء الروسي جهاراً وبلغة واضحة، وقد أبدى رئيس الوفد روبرت فان اهتماماً واضحاً بإعلان الموقف السوداني، وتعشم أن يكون داعماً ومسانداً لمجموعة الدول المناهضة للاعتداء الروسي.. ومهما يكن فإن استجلاء الموقف السوداني بهذه الطريقة وتحت وطأة التهديد أمر يعطي إنطباعاً غير جيد وينم عن مكيدة، ولو أن ذلك تم بطريقة غير هذا السفور لكان أخف وطأة.. أما الطبيعي هو أن ترفض الخرطوم الإعتداء الروسي دون إملاء من أية جهة، ودون الحاجة إلى ضغوط أو تهديد مبطن…

(3)

الحقيقة التي لا تقبل الجدل هو أنه لولا زيارة نائب رئيس مجلس السيادة في هذا التوقيت غير المناسب إلى موسكو وإبرام معها كل تلك الاتفاقيات لما التفت أحد إلى استبيان الموقف السوداني ولما حاز أصلاً على الاهتمام الأوروبي… فالمقصود بهذا كله روسيا أكثر من السودان لبعث رسالة لها مفادها : (أن الذي قدمت له الدعوة لزيارتك وأبرمت معه الاتفاقيات واستقطبتيه في أول الطريق، ها هو قد تنصل عنكِ وأدان اعتدائك وقد أخذناه من بين يديك، ليكون لمن خلفه آية، وليعلم العالم كله أينا أقدر على استقطاب الدول وسحب البساط من تحت أقدام الآخر… وفي النهاية أن الزيارة التي جاءت في التوقيت الخاطئ هي التي فتحت هذه الثغرات وعرضت سمعة البلاد وهيبتها إلى التدخل السافر من السفراء الأوروبيين.

(4)

الدول التي تُدار بالحكمة والحنكة والدهاء تتجنب مثل هذه المواقف الحرجة وتحسب كل خطواتها بدقة، وتقف في الحياد بالقدر الذي يكون فيه الحياد مطلوباً بشدة، ورجال الدولة الدهاة الأذكياء هم من يزنون كلماتهم بميزان الذهب فلا تخرج منهم عبارة أو كلمة تكلف البلاد ثمناً باهظاً، ولا يتصرفون تصرفاً يرتدُّ إلى نحر الدولة…… اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. أخى الكريم أحمد هل استقلالية الدول وقراراتها أصبحت تدار بواسطة الغرب السودان كان عندو أقتصاد قوى ودولة قانون ومؤسسات ومحترم ولايتدخل فى شؤوون الغير ويعمل لمصلحة الوطن ان شاءالله نتحالف مع الجن الأحمر وفيهو فائدة ليه لا . صحفيين بارعيين فى المساعدة على تفتيت الوطن ما فى وطنية حسنى مبارك قال أتحالف مع الشيطان من أجل مصلحة مصر أسألك سؤال دول كثيرة الآن فى موقف ضبابى ليه السودان والله لوكنت المسؤول ( البرهان ) فورا الأتجاه الى شرق آسيا ( روسيا …..الصين …….الأتراك ……حتى كوريا الشمالية ) صحفيين أى كلام .

  2. نحن احرار لا ندين الروس ، اين انت يا حزب الأمة التى اصبحت تتهدد حميدتى من التدخل فى شئون الدول الأخرى ،،،،،،، لماذا لا تدين الإتحاد الأوربى للتدخل فى شئون السودان

  3. قلنا ونكرر ان من اسباب ازمة البلد ليس فشل الساسة فقط انما النخب والان هذا الكاتب غير موضوعي مع اننا نحترم بعض مواقفه.
    ي كاتب الموقف الرسمي هو ما صدر عن وزارة الخارحية بان السودان مع الحوار ويدعو الجميع للحل السلمي وهذا هو موقف جامعة الدول العربية والامارات ومصر والاردن ولم ينحازوا لاي جهة ولم نسمع بكاتب مصري او اماراتي يوبخ حكومته بل مل الصحفيين يؤمنون علي موقف حكوماتهم الا انتم في محاولات نفخ الذات ونقد الدولة حتي لو كان موقغها سليما. ما يجب قوله ان الموقف صحيح وزيارة حميدتي قد بررتها الخارجية بانها دعوة مقدمة سلفا.ما يجب نقده بمنظور وطني واخلاقي هو تدخل سفراء الغرب بهذه الطريقة الوقحة مما يدل علي انتهازية وابتزاز هذه الدول حيث وقفنا معهم في كل مواقفهم وها هم يحاصرون البلد ويطبقون العقوبات الغير شرعية وغير اخلاقية ويجب محاكمة الواقفين خلفها دول وافراد.
    ما يجب نقده هو موقف بعض الافراد والاحزاب المنحاز للغرب دون الحصول علي ضمانات لا يجب ان تقف ثم تطلب الثمن لاحقا فلا توجد اخلاقيات عند الغرب انما نفاق وخيانة عهود مجربة الف مرة.
    اذا كان الغرب يعاقبنا لماذا يطلب الوقوف معه هذا موقف غير عقلاني والشعب يرفض الوقوف خلف الغرب وهو العدو الأول حاليا وسابقا.

    .

  4. مايقدروا الأحزاب جميعها منتظرة تقسيم الكيكه هم أس البلاء النميرى الله يرحمو سألوا سؤال فى برامج قال ليهو قرار كنت دائرو تتخذو وما أتخذتو وندمان عليهو قال لبيهو ما كتلت الترابي والصادق والميرغنى وأترك الباقى ليكم .