مقالات متنوعة

سليمان الماحي يكتب: السفارة السودانية في أوكرانيا الغائبة

الأخبار الواردة إلينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن الحرب الضروس التي تشنها روسيا على أوكرانيا يمكن وصفها بالمزعجة والمخيفة بل نقول عنها هي مرعبة حيث المعارك العنيفة في المدن الاوكرانية تتفاقم بين لحظة وأخرى وهناك حيث أن العشرات من أبناء السودان الذين يقيمون في تلك المدن يرزحون تحت وطأة مآسي الحرب التي بلغت أوجها عندما بحثوا عن طاقم سفارة بلادهم لمساعدتهم على الخروج من الحرب فلم يعثروا عليهم حتى في الملاجئ .

الحرب الروسية المشتعلة الان في أوكرانيا تبدو حامية الوطيس وتتفاقم بصورة متسارعة نحو الأسوأ وأبناء السودان الذين يتواجدون هناك في غياب سفارتهم كان لهم نصيب كبير من ويلات تلك الحرب التي يشتعل لهيبها في كل المدن الأوكرانية وطبعا هي حرب مجنونة لا أحد يعرف كيف أو متى تضع أوزارها وبالتالي يجهل أبناء السودان كيف يتجنبون ويلاتها أو متى يغادرون ساحتها ويخشون أن تطول إقامتهم في الملاجئ طالما أن الدروب أمامهم كلها مغلقة جوا وبرا وبحرا .

والمفيد أن نعرف أن السودانيين لم يذهبوا إلى أوكرانيا بدافع النزهة والاستجمام بل كانت هجرة مبتغاها العلم والمعرفة والتأهيل المهني بغية ان يكونوا على أهبة الجاهزية للمساهمة في تنمية وتطوير السودان عندما يعودون إليه لكن ( تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ) فالمعارك التي تدور في المدن الاوكرانية شكلت عقبة كأداء أمام تلك الطموحات التعليمية بل هددت حياتهم حتى عندما حاصرتهم المعارك من كل اتجاه ولم يبق أمامهم من خيار غير التفكير في النجاة من ويلات الحرب الضروس .

غير أن أكثر ما يرعب السودانيين المتواجدين في ساحة الحرب الأوكرانية ليس الخوف من الطلقات الطائشة والصواريخ المنهمرة والقنابل المتفجرة إنما حرب الإهمال التي قادتها سفارة بلادهم ضدهم واعتمادا لما ذكر شخص من المقيمين في أوكرانيا عبر صفحته بصوت تشتم منه رائحة الموت بأن أبناء السودان هناك كافحوا وناضلوا واجتهدوا وتعبوا كل ذلك في سبيل الاتصال بكادر سفارة بلادهم وكان يحدوهم الأمل أن يسمعوا من القائمين عليها الإرشادات والتوجيهات التي تجنبهم الأخطار المحتملة جراء الحرب الدائرة هناك وأيضا ما ينبغي عمله للخروج من أوكرانيا بسلام لكن – بكل أسف – وجدوا أبواب السفارة مغلقة وطاقمها لا يرد ولم يسمع لهم حسا .

وما يثير في هذا الواقع المؤلم إغلاق هواتف طاقم السفارة السودانية في أوكرانيا كدليل واضح على عدم الرغبة في الرد على الاتصالات التي ترد إليهم من أبناء الجالية بعكس ما قامت به سفارات الدول الأخرى مثل المغرب والجزائر وتونس التي أبدت حرصا على إيجاد حل لجميع مشاكل رعاياهم عندما تواصلت معهم حيثما وجدوا وقدمت لهم الإرشادات والمساعدات التي مكنتهم من مغادرة أوكرانيا إلى الجهة التي توفر لهم السلامة بينما لم يجد الطلاب السودانيون ملاذا غير النزول إلى المترو .

من المؤكد ان الانجاز الوطني الحقيقي في مثل ظروف الحرب الأوكرانية هو عودة السفارة السودانية لممارسة دورها المتمثل في إنقاذ أبناء الوطن من كارثة الحرب الضروس ومساعدتهم في الوصول إلى ذويهم آمنين سالمين وطال عمركم .

صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. فى مثل هذه الظروف يتخطى الدور المطلوب طاقم السفارة الذي يعتبر هو فى نفس مأزق السودانيين العالقين ويحتاج العمل الدبلوماسي الى قرار سيادي واهتمام عالى من رأس الدولة فى توفير جسر جوي لنقل العالقين بعد التنسيق مع الاطراف المقاتلة ومنظمات الامم المتحدة فى توفير مسارات آمنة كما فعلت كثير من الدول مثل المملكة العربية السعودية التى الغت رحلات الخطوط السعودية لتوفير جسر جوي لنقل العالقين فى اوكرانيا … فمتى يهتم من يمثلون راس الدولة بابناء هذا البلد العظيم … فى مثل هذه الظروف يظهر القادة الحقيقيون واذكر فى حرب الخليج كيف تم اجلاء الرعايا السودانيين العالقين فى العراق والكويت وميناء العقبة بالغاء كافاة نوالين الخطوط البحرية وتسيير رحلات بحرية بين ميناء العقبة الاردى واميناء بورتسودان فى العام 1990 ايام الكيزززززززززززان الكانو بيهتموا ويحترموا الانسان السوداني ويعملوا ليه الف حساب …