مقالات متنوعة

أيوب صديق يكتب: الثورة بين الأصالة والصناعة

لا يزال بعض الناس يتحدثون عن طبيعة الثورة التي أودت بنظام الإنقاذ، ما بين من يرونها ثورة سودانية خالصة لم تحركها جهات أجنبية، وهكذا يدعي جماعة قحت، ومن يرونها ثورة مصنوعة أجنبيا، تخطيطا وتمويلاً ودعاية، ولذا يستخدمون في وصفها (الثورة المصنوعة). وما كتبه الدكتور ياسر أبشر عبد المجيد في سلسلة مقالاته بعنوان (صناعة ثورة الندامة) وفي مقاله الثامن منها نجده ينتصر لمن يقولون بصناعتها، حيث تحدث عن تخطيط إسرائيل مع سودانيين لهم علاقة بها أي بإسرائيل لقلب نظام حكم الرئيس عمر البشير في 11 إبريل 2019. وما ساقه من تفاصيل في هذه الحلقة ينسف الادعاء بأن الاحداث التي عصفت بنظام البشير كانت جهداً سودانيا خالصا من بدايته إلى نهايته. لا خلاف على أن الثورة كانت في بدايتها احتجا على الغلاء الذي جعل ثمن رغيفة الخبز يصل جنيها كاملا، وغير ذلك من ضروب الغلاء، إلا أن تلك الاحتجاجات تضخمت حجماً واتسعت مدىً واستُخدمت فيها وسائلُ فوق ما لدى المحتجين، نجحت في تحويلها من احتجاجات بسبب صعوبات الحياة إلى احتجاجات على نوع الحكم والطعن في رجاله وفي توجههم الإسلامي، بل وتجرأ بعضهم على الطعن حتى في الإسلام نفسه، باعتباره دينًا يقوم على الظلم والتفرقة بين الناس، ولذا يجب إزالته من الدولة وإزالة من يتمسكون بحاكميته، على الرغم من أنه يدين به ثمانية وتسعون في المئة من سكان البلاد.

وفي خضم تلك المظاهرات التي أخذت تتسع، أطلع رئيس تشاد إدريس دبي، على عزم إسرائيل بمعاونة سودانيين من داخل نظام الإنقاذ بإسقاط البشير. والرئيس الشادي كان مدينا للبشير ونظامه، لأنهما دعماه ودخل تشاد حاكما من السودان. قال الدكتور ياسر أبشر عبد المجيد، في مقاله الذي ذكرته في بداية هذا المقال: ” في فبراير عام 2019 استدعى المرحوم إدريس دبي رئيس تشاد السابق لإنجمينا، شخصا سودانيا له معه صلة وقال له أريدك أن تذهب لصديقنا البشير وتقول له إن إدريس يريدك أن تتخذ بعض لإجراءات للمحافظة على حكمك ولاستقرار السودان، لأن الإسرائيليين ومعهم شخصيات سودانية، وأحدهم كان في نظام البشير ائتمنني مصدري على اسمه، يعملون على تقويض حكمك” فجاء رسول دبي إلى الخرطوم والتقى بالبشير ونقل إليه رسالة دبي، ولم يبد البشير انزعاجا لذلك، وكانت المظاهرات وقتها في أوجها. ورجع رسول دبي إليه وأطلعه ما علم من البشير. ويقول الرجل إن دبي طلب منه أن يأتي إليه في مكتبه الساعة العاشرة صباحا اليوم التالي، وأن يحرص أن يأتي وهو لابس زي سوداني كامل. وقال الرجل:” إنه ذهب بالفعل في الموعد الذي ضربه له دبي ووجد معه أشخاصا بيضا، وقام دبي بتعريفهم به كشخص سوداني موثوق وله تأثير في دار فور، وعرَّف الآخرين بأنهم ضباط كبار في الموساد الاسرائيل. وقال الرجل إن ضباط الموساد تحدثوا عن التغيير الذي سيُحدثونه في السودان، وقال إنه سمع في ذلك الاجتماع اسم الأصم (الشاب دكتور الأصم) وإسماعيل التاج (معروف بالتاج أب مشاط) لأول مرة في حياته”. وقال الدكتور ياسر في مقاله عن ذلك الرجل:” إن ضباط الموساد قالوا له إنهم لم يلاحظوا وجودا كثيفا لأولاد دارفور في المظاهرات وإنهم يريدون وجودا كثيفا لهم فيها.” ويقول:” رجع الرجل للخرطوم يوم 27 مارس 2019 ونقل للبشير رسالة دبي الثانية وما سمعه في الاجتماع مع الموساد.” ويقول: “إنه لاحظ أن البشير أبدى اهتماما أكبر هذه المرة برسالة دبي.

وفي يوم 4 أبريل 2019 قدم دبي للخرطوم وفي لقائه بالبشير أعاد تكرر تحذيراته له التي أرسلها له عبر رسوله، وكلاهما يكن مودة لأخيه. وطلب منه تطبيع علاقته بإسرائيل لأن الإسرائيليين أبلغوه انهم قادرون على إخماد كل الاحتجاجات إذا طبع صديقه علاقته بهم. كانت النتيجة أن البشير أبلغ دبي رفضه لفكرة التطبيع.” ويقول الكاتب:” وهكذا عملت إسرائيل عبر عملائها في قحت، وكذلك عبر عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو، اللذين وجها أعدادا من العناصر التابعة لهما كطلب إسرائيل بالفعل كان وجود تلك العناصر ظاهرا.” كما احتوى مقال الدكتور ياسر على تنسيق إسرائيل مع رجال أعمال سودانيين للقيام بأدوار تضعف حكومة الإنقاذ، وقد أورد أسماء لبعضهم وبما اسهموا به في مجال إضعاف الإنقاذ. وقمة ذلك الاعتصام الذي شهدته الخرطوم، استعانة المعتصمين بالجيش ليحسم لهم الوضع بإزالة النظام، واستجاب الجيش لهم ولولاه لما سقط نظام الإنقاذ ولو استمر الاعتصام شهورا. ولما سقط النظام واستتب الأمر لقحت، ركبت متن الظلم والتشفي والكيد حيث جعلت هذه الصفات مطيتها لتحقيق شعارهم الذي رفعوه ذي الأضلاع الثلاثة وهو(حرية وسلام وعدالة) فعملوا بعكس ما يدل عليه كلُ ضلع من أضلاعه تلك. وأكبر انجاز لهم هو أن دمروا في ثلاثة أعوام ما بنته الإنقاذ في ثلاثين عاما، وما بنته الانقاذ لا ينكره إلا مكابر يُنكر الشمس في رابعة النهار، وأكبر فرية يتعلل بها مسؤولوهم لتبرير عجزهم عن إنجاز أي شيء هي (خراب ثلاثين عاما). وفوق ذلك، تنكروا لدور الجيش الذي أزاح لهم الإنقاذ، وأمعن سفاؤهم في شتمه والإساءة إليه، إلى درجة أن يُنسب إلى أحدهم استنكافه الجلوسَ مع أحد كبار العسكريين لقوله إن ذلك ينتقص من مكانته!! هذا ولما صحح البرهان الوضع بإزاحة حكومة حمدوك، سموا تلك الخطوة انقلابا عسكريا، كأن حكومة حمدوك كانت حكومة منتخبة ديمقراطيًا وكأن البرهان كان وزير دفاع حمدوك فانقلب عليه. والآن يقول الأمريكيون إن ما أحدثه البرهان من تغيير في الحكومة لم يكن انقلابًا، مما أوهن باطل حجتهم التي يرددونها ويأملون من ورائها أن ينسحب الجيش من السلطة ويسلمها لهم، لأنهم هم الذين لا ينبغي أن يحكم غيرهم، ليعيدوا الأمور سيرتها الأولى، وأن يكون ذلك التنازل من الجيش وفق شعارهم( لا تفاوض، لا مساومة، لا شراكة) فكيف يكون ذلك؟ الله أعلم.وما يثير الاستغراب حقاً علاقةُ كبار رجال الموساد بشباب من قحت مثل الأصم وإسماعيل التاج، كما أوردهم المقال، وآلُ قحت كانوا يحدثون الناس والشجر والحجر، عن طهارة الثورة وأهدافها التي تتمثل في شعارها وهو (حرية وسلام وعدالة) ترى كم مثل الأصم والتاج من شباب قحت وشيوخها لهم علاقة بإسرائيل؟ وصدق بيت زهير بن أبي سلمى:

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ.

صحيفة الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. ازالة قحت البعثية والقومية العربية لتمرير تطبيع الامارات وعبيدها واخشى ان يكون كاتبنا الكذوب منهم….البشير اكثر من الحديث عن صرف البركاوي وغلبو التراجع

  2. خلينا من كلا المشاطات ده فلان قال وعلان فعل إنتوا جريتو ورى إسرائيل لامن كرعينكم حفن وهسع برهانكم ميت موت في التطبيع مع إسرائيل.. عندكم السياسة أهم من الدين البتعامل بالظاهر.. غريبة بعيونك ديل تشوف الخفي بتاع الأصم والتاج والأفرش وتخين بتاع برهان لتحقيق رغبة أسياده في الإمارات ومصر تتغاضوا عنه.. ليهو حق الله كان جاب عيون الإتنين ..لفت.!

    1. انا و لا كوز و لا قحاتي لكن الحق يقال البرهان و حميدتي هم من قحت تماما و ضد البشير و الكيزان الى ان انقلبوا على قحت. لكن القحاتة محترفين في تزييف الحقائق ..و رؤسائهم الشيوعيون حكومة قحتية و معارضة في نفس الوقت ..هل في حرفنة اكتر من كده؟

  3. يا ايوب صديق فركت ليك ملاح باميه يا ود الشجره لكن غلبك تفركها تماما طيب اذا كان قحت واسمعيل التاج والاصم ووووو
    لم تزعفك الذاكره باسمهم تبع اسرائيل لماذا انقلب عليه الجيش مع اسرائيل بكل اجهزة قمعهم ليرجعها للكيزان بقيادة البرهان وان الكيزان كانوا يرفضون التطبيع مع اسرائيل هههههههه ههههههه ههههههه روايتك من اولها علي آخرها غير متناسقه يا كوز امريكا.بقدر ماكنت فخور بك نزلت الي الحضيض بهذا الدور الذي كلفت به لكنه اتي متناقضا تماما.