“ويلسون يونس أكول” من جوبا الى الخرطوم.. بين كمبراون، هاي لفل وطيران بدر
“ويزي الطائر في العالي”، هكذا أختار إسم صفحته على تطبيق الفيس بوك قبل سنوات،كان هذا محل سخرية وتندر من اترابه، غير أنه لم يكترث ويعبأ بهم فقد كان نظره مصوب نحو هدف حدده بدقة وسعي لأن يتحول إلى واقع، وبعد مرور سنوات فإنه نجح في تأكيد جدارته ومدى تمتعه بالعزيمة فقد قطع شوطا بعيداً في تجسد شعاره وهدفه،بعد أن بات على بعد خطوات قليلة لولوج مجال الطيران الذي عشقه من أوسع أبوابه.
إسمه “ويلسون يونس أكول” من دولة جنوب السودان، في العقد الثاني من عمره،خرج إلى الوجود في ملتقى النيلين،تلقى تعليمه في أساسية بخت الرضا الخاصة ثم ثانوية نون والقلم، وبعد نجاحه في الشهادة الثانوية التحق بجامعه كمبوني للعلوم قسم علوم الحاسوب، وفي العام ٢٠٢٠ أنهى دراسته الجامعية ووجد فرصة عمل في شركات حوسبة وكذلك الفنادق والسياحة.
ولكن لان ثمة أمنية تسيطر على دواخله لم يجد نفسه في علوم الحاسوب فكان أن ودع أسرته بالجميلة جوبا واختار العودة الي الخرطوم مرة أخرى لتحقيق حلمه، فهو حينما أختار اسم “ويزي الطائر في العالي” وهو مايزال طالبا صغيراً في السن لم يكن يمزح مثلما فعل أصدقاءه فقد عقد العزم بأنه ستشرق الشمس يوما ما ويصبح كابتن طيار كما ظل يأمل ويحلم، كيف لا وقد كان يجدد العهد مع نفسه كلما فتح حسابه في الفيس وشاهد الإسم الذي وضعه،كان يدرك أن مهمته لن تكون سهله وأن طريقه لن يتم فرشه بالورود وأن عليه بذل جهد مضن وشاق للوصول إلى مايصبو إليه.
وبعد وصوله الخرطوم التحق ويلسون بكليه كمبروان لعلوم الطيران قسم العمليات الجوية، وهنا يقول:كنت سعيدا بأنني خطوت الخطوة الأولى في المشوار الطويل الذي ينتظرني حيث ولجت عالم الطيران وتعرفت علي اقسامه وتلمست أهمية كل قسم فيه، وهنا لابد أن أشكر أكاديمية كمبروان لأنها كانت بمثابة الأسرة الاولي والسند لي، إلى أن أكملت الكورس بتفوق، علماً بان قسم العمليات الجوية ليس بالسهل إلا أن الفضل الأول لنجاحي لرب العباد ومن ثم أسرة كمبروان فلهم مني كل الحب والود”.”
رغم حصول الشاب ويلسون على شهادة العمليات الجوية إلا أنه قرر أن يمضي في طريقه دون توقف بعد أن أدرك أن الفرصة أمامه واسعة وأن باب العلم واسع وان الطيران بحر لا ساحل له، وأن حلمه طيارا لن يحققه اذا توقف عند محطة العمليات الجوية.
ليبدأ مهمته الثانية ويكشف عنها قائلا:”التحقت بأكاديمية هاي ليفل لعلوم الطيران التي هي بمثابت الوطن الثاني لكسب العلم والمعرفه لعلوم الطيران حيث أخترت قسم الضيافة الجوية وكنت ضمن الدفعه” ٣٧” التي اتسمت بوجود طلاب وطالبات على درجة عالية من التميز فقد كان من بيننا الأطباء والمهندسين وكانت وسطنا بائعة الورد مي، وبعد فترة رائعة أكملت دراسة الضيافة الجوية وكنت من ضمن الطلاب العشرة الأوائل والفضل الأول والأخير في هذا النجاح يعود الي المولي عز وجل ومن ثم الي أكاديمية هاي لفل التي أدركت فيها بعد نهاية كورس الضيافة الجوية أنني علي الخط السليم و الطريق الصحيح.
رغم إكماله كورس الضيافة الجوية لم تتوقف مسيرته الأكاديمية عند هذا الحد بل شرع في دراسة كورسات تساعده على أداء مهمته مستقبلاً في الضيافة الجوية منها كورسات في التذاكر والمناولة الأرضية.
يأمل الشاب “ويلسون يونس أكول” بعد أن بذل جهدا كبيرا ومضنيا في الدراسة خلال الفترة الماضية، أن يصبح مضيفا جويا في شركة بدر للطيران وعن ذلك يقول:”حلمي أن أصبح أحد مضيفي شركة بدر للطيران وسوف أفعل كل ما في وسعي لتحقيق هذا الحلم حتى أكون ضمن طاقم الضيافة بهذه الشركة التي عندما زرنا قبل يومين هنقرها بالمطار لإنجاز تدريب الإخلاء، وعندما صعدت الي الطائره وانا استمع إلى حديث أستاذ الصادق وهو يشرح لنا اهمية إخلاء الركاب كان شعوري لا يوصف وتخيلت نفسي مضيف وكدت أن ازرف الدمع، ولكن تماسكت بعد أن ادركت إنني اقتربت من تحقيق حلمي.
ويبدو أن الشاب “ويلسون يونس أكول” الذي تمني أن يكون فنان راب شهير على غرار ” lil Wayne” وفي ذات الوقت كابتن طيار، فإنه نجح حتى الآن في قطع مشوار من حلمه، فغناء الراب الذي تميز به في الثانوي واوقفته فترة الجامعة وحلم أن يصلح فنان راب مشهور يبدو مؤجلا إلى أن ينهي حلم الطيران كاملاً ، وربما مستقبلاً يجمع بين الراب والطيران فكلاهكما يجسدان الإبداع.
الخرطوم: طيران بلدنا