مقالات متنوعة

البحر الاحمر والربكة الدولية


صباح محمد الحسن
ادانت قبل يومين كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية محاولات المساس بأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر ، واكدت على أهمية ضمان حرية الملاحة بتلك الممرات البحرية المحورية، وضرورة التصدي لأي تهديدات لها باعتبارها تشكل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وأعلنت السعودية ومصر، في بيان مشترك رفضهما المساس بأمن البحر الأحمر وتعارض الدولتان إقامة قواعد عسكرية عليه.
ويبدو ان الزيارة التي قام بها قائد قوات الدعم السريع ، الفريق محمد حمدان دقلو خلقت ربكة دولية بسبب تحركاته الاخيرة التي كان ابرزها زيارته الى روسيا والتي تحدث بعد وصوله منها عن إمكانية العودة لبناء القاعدة الروسية على البحر الأحمر.
هذا الحديث الذي كان وقعه صادما على آذان أمريكا والدول العربية الحليفة لها ، وكان بمثابة تصريح خطير يؤكد جدية السودان في اقامة علاقاته مع روسيا الامر الذي يقلص فرص اقامة علاقات مع الولايات المتحدة الامريكية خاصة انه حديث صدر من الرجل الثاني في الدولة.
وتظهر مواقف الدول الخارجية جلياً هذه الايام في محاولة منها للعب دور مهم ، يعمل في ترجيح إحدى الكفتين ، فبينما تنشط المواقف الداعمة للحكم المدني في تكثيف الضغوط بحثا عن حلول تتوافق مع مطالب الشارع الثوري ، وطرح مبادرات خارجية وداخلية ، لا يزال الدور الروسي مُغريا للمجلس العسكري بالمضي في تثبيت اعمدة الانقلاب.
لكن لان حميدتي لم يكن الرجل المناسب ، لتحديد ملامح العلاقات السودانية مع الدول الغربية ولان خطواته وتصريحاته تأتي تخبطا وعشوائية وجد الرجل نفسه في مواجهة مع الدول العربية التي تربطه بها علاقات كبيرة ، مثل المملكة العربية السعودية ، التي تعتبر مصدر رئيسي مهم لنمو أموال حميدتي وأسرته، وذلك بعد اشتراك قواتهم في حرب اليمن مقابل مبالغ مالية ضخمة ، يعود معظمها لحميدتي وشقيقه عبدالرحيم ، لكن لأن حميدتي ليس بقارئ في مجال العلاقات الخارجية والدبلوماسية خطى خطوة كارثية سيكون اثرها سلبيا على علاقاته مع الدول العربية التي لن تقبل المساس بأمن البحر الاحمر .
وترجمت المملكة رفضها لخطوات حميدتي عندما رفضت السفارة السعودية منح تاشيرة دخول لاراضيها لشقيق حميدتي عبد الرحيم دقلو والذي قد تقدم قبل اسبوعين ،بطلب لسفارة السعودية بالخرطوم، للحصول على تأشيرة الدخول، ورفضت السفارة طلبه دون ابداء أسباب .
لكن هذا الرفض جاء مباشرة بعد تصريحات حميدتي من روسيا ، والذي ألمح فيه بموافقته منح روسيا قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، وهو مايهدد الأمن القومي للدول المطلة على البحر الأحمر، ومن بينها السعودية
لذلك ان زيارة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أمس الاول ، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، قد تأتي للحد من الاثار السالبة التي نتجت عن تصريحات حميدتي وموافقته لروسيا انشاء قاعدة عسكرية ، الأمر الذي يجب ان يوضحه البرهان ان كانت هذه التصريحات تمثل الحكومه السودانية، ام انها تمثل فقط الفريق حميدتي وهل يمكن ان يتم تلافيها ومعالجتها في ايام قادمات ، والاهم من ذلك معرفة ما اذا كان المكون العسكري يتفق مع دقلو في ماذهب اليه ام لا.
فهل ستلعب الدول العربية دورا مهما يمكنه ان يغير وجهة العلاقات السودانية التي حاول حميدتي ان يرسم لها طريقا برؤية ضيقة وكأنه يفصل جلبابا على مقاسه ، و مامصير العلاقات السعودية بقوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو ، فهل سيتراجع حميدتي عن خطواته بضغوط عربية حتى لايخسر الكثير ام انه سيواصل في طريقه نظرا لمصالحه الخاصة التي تحققها له الخطوة مع روسيا ، ويترك الامر للعسكريين لمحو اثارها والعمل على وقف مايترتب عليها من ردود افعال.
فما عجزت عنه الحكومة بالداخل للحيلولة دون التمدد السياسي لدقلو هل تنجح في وقفه الدول الخارجية !؟
طيف أخير :
وسيقضي الله أمراً كنت تحسبه مستحيلا

صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. يعني الكلام ده انتو مهاجمينو عشان بيزعل سيدتكم امريكا ..طيب الى الامام يا حميدتي و أي شي يفقع مرارة امريكا و عملائها القحاتة حلو و جميل منك.

  2. لماذا هذه الهجمة وهذا التحليل المنحاز ضد الرجل .
    جربنا امريكا والخليج وكان الثوار يتوقعون انه باسقاطهم للاسلامبين سينالون جائزة السيسي فاذا هو حصار وعقوبات للشعب والجيش لذا فقرار البشير بزيارة روسيا كان سليم تماما لكنه تاخر جدا …الان يجب علينا ان نبحث عن مصالحنا ومصر والسعودية مهما اوتيت من قوة لن تستطيع ان تمنعنا من اقامة قاعدة روسية لان بلدهم يستضيف اعداء السودان أمريكا وبريطانيا وفرنسا.وهذا حق سيادي.
    لو رفض البرهان القاعدة الروسية ستكون نهايته عكس البشير نسبة لتغيير موازين القوة وبسبب ظهور مواقف الغرب والخليج السالبة من الشعب وحصاره والضغط المتواصل لفرض أجندة العلمانية والتدخل السمج الاخرق من أمريكا والخليج.
    كاتبة جاهلة كهذه لا يجب تن يسمح لها بل يجب نشر مقالات كتاب استراتيجيبن يدعمون مواقف وطنية وليس كتاب عملاء