مقالات متنوعة

مبارك أردول يكتب (السودان : هل انتظار المساعدات المالية من مؤسسات المال الغربية ذات جدوى)؟

صدعنا بالحديث في الأيام الماضية من بعض المتحدثين، سيما من كان لهم ارتباط بحكومة المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير السابقة، باعتبار أنها فرص ضاعت، وسار المتحدثون قدماً في إلقاء اللوم على القرارات التي اتخذها رئيس المكون العسكري في الحكومة؛ باعتباره المسؤول عن ضياع هذه الفرص التمويلية الضخمة، حد وصفهم، وأننا سوف نقع في أزمة مالية حادة بسببها، وكيفما كانت التوقعات والنتائج.
قام البعض بحساب المليارات من الدولارات (في الهواء) المجدوَلة من المؤسسات المالية الغربية التي أنشئت بعد اتفاقية بريتون وودز في الأربعينات من القرن الماضي، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها من الصناديق والأندية المالية الممولة.
هذه الأموال في الحقيقة كانت مجرد (وعود بالتمويل) للحكومة، ولكن يتحكم الممول في البنود والكيفية التي سوف ينزل بها تمويله، بينها من اختار دعم منظمات المجتمع المدني، وآخرون للتدريب ورفع القدرات، وبعضها للغوث وغيرها، ولم تتقدم جهة بوضوح للدعم المباشر لموازنة الدولة السنوية وفق بنودها المعروفة مثل الفصل الأول أو بنود التسيير والتنمية وغيرها، فقد نأت في وعودها عن الدعم المباشر لخزينة الدولة، فوق أنه ظل مجرد وعد.
الحقيقة التي لن تبارح تاريخنا أننا وقت الحوجة الماسة، عندما كان يقف الشعب في صفوف الخبز والوقود والغاز وتقطع الكهرباء لأكثر من ست ساعات في اليوم، أجبرتنا حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عبر نواب في الكونغرس؛ يدعون اليوم أنهم منحازون لمصلحة الشعب السوداني ورفاهيته، قاموا بربط رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب (الامريكية) بدفع تعويض لأسر ضحايا هجمات لا يد للشعب السوداني من بعيد ولا قريب فيها، فدفعنا جزية وغرامة قدرها 335 مليون دولار كانت على الأقل سترفع موازنة الحكومة وتعالج بعض احتياجاتها الراهنة وتقلل، من جهة، من استدانة وزارة المالية من البنك المركزي حينها؛ حتى لا تزيد من معدلات التضخم وبالتالي تقلل القوة الشرائية لعملتنا الوطنية، على أي حال دفعنا ثمن حريتنا من دم قلبنا، والأنكأ والمرير أن الإجراءات المالية والتحويلات إلى السودان مباشرة مازالت غير سالكة، فدفعنا لهم (راح شمار في مرقة) والألفة العالمي لايمكن أن نشكوه لأي جهة.
لا يجب أن نعود مواطني بلادنا على الإغاثة او المساعدات المالية ونلطم خدودنا اذا ما تسبب أي قرار سياسي داخلي في تعطيله، فدولة تعتمد على الإعانات لن يكون لها أي قيمة في النظام العالمي، فالصين مثلاً قامت قيادتها الحديثة ممثلة في ديينغ شياو بينغ وغيره بتبني مشروع نهضوي، ووضع سياسات أخرجت الملايين من براثن الفقر وأدخلتهم لدائرة الإنتاج الصناعي والزراعي والتكنولوجيا، وأيضاً حكومة الإمارات ممثلة في الشيخ زايد قد صمم برامج في السابق انتشلت الآلاف من مزارعي النخيل العرب من دوائر الفقر، فانتظار الغوث والمساعدات سوف يبطئ عجلة الإنتاج، وبالتالي تتلاشي آمال التنمية والإعمار والتي تقوم بعدم تحقيق الاكتفاء، وتتم من فوائض أرباحنا، فاستغربت لقيادات ائتلافات وأحزاب سياسية يلعنون حظهم بفقدان البلاد للمساعدات ولا يكلفون أنفسهم بدعم مشروعات الإنتاج؛ بل لايملكون تصوراً لها كيف تتم عندما كانوا في السلطة.
إن الذي يريد مساعدة السودان؛ اعتقد عبر الشراكات الإنتاجية في القطاع الخاص أو الحكومي؛ القطاعات المنتجة المتعددة في الزراعة الحيوانية والنباتية والتعدين والطاقة الكهرباء والغاز والبترول وتطوير الموانئ والطرق والمطارات والانضمام للاتفاقيات الإقليمية بالتجارة الحرة أو عقد اتفاقات للتجارة الحرة وابتدارها مع الدول التي تنشط حركة التجارة بيننا وبينهم.
إن من يلعن حظه في فقدان مساعدات الغرب؛ عليه أن يسأل نفسه ماذا ابتدر من تسهيلات في وضع قوانين للاستثمار والصناعة والسعي لتوفير العمالة المحترفة بتدريبها وتأهيلها؛ وغيرها من إجراءات تقدم التحفيزات وتسهل الإجراءات؛ لتشجيع الاستثمارات المحلية بالعمل وتجذب الخارجية منها لسوقنا الداخلي؟ على الأقل هذا دور الحكومة التي يجب أن تندب حظها إذا قطع لها الطريق من تنفيذ برامج مثل هذه.
على هؤلاء أن يخبرونا؛ أي مساعدات قدمتها هذه المؤسسات المالية الغربية وقامت بتطوير دولة أو ساعدتها على النهضة ؟ أستطيع من خلال تتبعي لها أن أقول إن كل أو أغلب تجاربها كانت فاشلة تماماً ، لأنها بدلاً أن تساعد البلدان المفقرة بسياساتها؛ الغير متكافئة قامت في دولها بتوسيع شقة الفوارق بين طبقات مواطنيها فانظر للفوارق في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا بين الطبقات التي تتباعد كل ما أصبح صباح، وبالمقابل انظر إلى دولة مثل الصين والإمارات والسعودية كيف قاموا بانتشال الملايين والآلاف من مواطنيهم من دوائر الفقر إلى مرحلة الرفاه! فاتباع طريق الناجحين أفضل لنا من بأي حال، وعلينا الصبر وتعليم مواطنينا الصبر على أي مشروع نقوم به من أجل الإصلاحات الاقتصادية وإزالة التشوهات، والصبر على نقل مجتمعاتنا من نمط الاقتصاد التقليدي إلى الحديث، وبالتالي سياسياً سوف لن تسمح بمصادرة القرار الوطني لصالح أي جهة، حينها سيكون العلاقة والتعامل معنا بندية في المجال الدولي والإقليمي، وهذا ليس بمشروع صعب غير أنه ضروري، فطلب المساعدات أو انتظارها سوف يضعف موقفنا ويجلب لنا المن والأذى.
الدار البيضاء
31 مارس 2022م

صحيفة اليوم التالي

‫5 تعليقات

  1. يا اردول خليك مع ناس التوم هجو والفكي جبرين. وابعد من الكبار. أمريكا لو ختتك في راسها حتتفرم ذي لحمة الكفتة. لا تثرثر كثيرا الثرثرة قد تكلفك غاليا

    1. شكرا يا اردول عين الحق.
      فقط ملاحظة لغوية ..العنوان كان يجب ان يحتوي على ..ذو جدوى و ليس ..ذات جدوى لأن المقصود الانتظار و ليس المساعدات أو المؤسسات.

  2. حكاية الشركة المغربية وفاغنر والمدعو حجار شنو يا أردول !!!! نهب مصلح للذهب وتقول لي ما محتاجين لمساعدات خارجية !!! شوف شغلك احسن ، مالك ومال المساعدات الخارجية وللا الداخلية انت عارف عنها حاجة ، نعم نحن في حاجة الى شراكات وتقنيات ولكن مع الغرب وليس مع فاغنر ، الصين التي تتكلم عنها نجحت بالشراكات الذكية مع الشركات الغربية وأولها الأمريكية والتقنية الغربية عموماً بسبب استقرارها السياسي ورخص العمالة لديها ومهارتها هاجرت الشركات الغربية إليها ،
    ولم تنهض من ذاتها ، اذن الإستقرار السياسي مهم جدا لجذب الشراكات والتقانة الغربية من آليات ومعرفة لنهضة أي دولة وهذا ما كان يعمل عليه الدكتور عبد الله حمدوك وبسبب تآمركم عليه وتكالبكم على السلطة ذهبت كل جهوده ادراج الرياح .

    التفاصيل هنا: https://www.alnilin.com/13247103.htm

  3. هههههها
    شر البلية ما يضحك..
    اردول عايز يقدم نصح و وطنية و حريه و استقرار…
    دا ارزول ولا انا غلطان..
    يهدوها من الطشيش… تبيت برا … دا مثل سوداني قح…
    يا راجل اختشي ولمىم بعضك و اسكت

  4. يتحدث العالم عن ذهب السودان المنهوب من الخارج بواسطة عملاء الداخل الفساد فى السودان فاق كل فساد العالم .ولا اعتقد انكم ستنظرون لهذا وضاعت امال شعبنا فى الامين الوطنى الذى يخاف الله فينا…ولكن لم لن ينقطع املنا فى اللهوبانه يمهل ولا يهمل ودى امانة بين ايديكم امانة ارواح وامة ..يمهل لايهمل من غشنا ليس منا من غشنا ليس منا ولنا موعد معكم ميعا امام المولى عز وجل يوم لاينفع حزب ولا مال ومحامى وهناك القصاص الحق هناك ننتظر هناك الملتقى