رأي ومقالات

سؤالات د. ناجي.. آم سؤالات الحائرين 4

و السؤال (٤) من سؤالات ناجي هو :هل يجوز أن تسمى جماعة من المسلمين نفسها ب (الإخوان المسلمون) أو (جماعة المسلمين) أو (الإسلاميين) أو (الحركة الإسلامية)
والجواب على هذا السؤال فيه تفصيل وفقاً لحالتين محتملتين، الأولى أن يصاحب الاسم اعتقادُ استحقاق حكمه دوناً عن بقية المسلمين، والاسم في حقيقته ينطوي على حكم وجوبي على المسلمين كالإسلام ونصر السنة والأخوة الإسلامية، فلا شك أن هذه صفويّة يرفضها الإسلام حينما قال (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى)، وإن لم يصاحبه هذا الاعتقاد فهو أخف من الأول لكن في النفس منه شيئ فالمسلون تسمّوا بالمهاجرين لما هاجروا وبالأنصار لما نصروا رسول الله والمهاجرين معه، ولم تتسمّ جماعة من السلف الصالح باسم فيه تزكية كاسم الحركة الإسلامية، بل لما اختلفت المدارس الفقهية سموا بالحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة ولما اختلفوا في عمق النصوص تسموا بالظاهرية، ولما اختلفوا في الإيمان سموا مرجئة ولما اختلفوا في الأسماء والصفات سموا مشبهة ومعطلة ومفوضة، وليس في كل تلك الأسماء ما لا ينطبق إلا على مجموع الأمة كأهل السنة ونحو ذلك.
ويرتبط باسم الإسلام فقه آخر وهو أن التسمية فيه ارتضاها الله للأمة على لسان أبينا إبراهيم إذ قال (هو سماكم المسلمين من قبل) و التسمية حكم شرعي، مخالفتها معصية وميل (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا اللذين يلحدون في أسمائه)، فنحن مسلمون لسنا إسلاميين، هكذا سمانا الله ورسوله، فإن قلت لفظ الإسلاميين يدل على من يعتقد شمول الإسلام ونظامه السياسي قلت لك وأعتقاد غير ذلك كفر لايقول به مسلم، فكل المسلمون يجب عليهم اعتقاد ذلك، فإن قلت الإسلاميون هم المتمسكون بالإسلام فأنت لا تتجاوز معنى المسلم كذلك، فلا فضل في المعنى بين المسلم والإسلامي، فإن قلت هو اسم يدل على جماعة تعمل لإقامة دين الله بين المسلمين والعمل به في نفسها فهذه عبارة لا تتجاوز معنى العبارة الأولى، والأَولى اجتناب مافيه تقسيم للمسلمين باعتبار التدين أو الدين والتسمي بما يقبل التعدد والاختلاف والتباين والخصوصية كالعلم والحكمة والرفاه والعدالة والتنمية والمستقبل وغيرها كثير.
ومثل هذا ينطبق على قولنا (التيار الإسلامي) فهو حركة مجتمع مسلم، امّا فئةٌ منه فإنه ينالها نصيب مما ذكرنا سابقاَ.
عجيب هذا السؤال وأعجب منه أجابته فكيف يلاحى أحد الناس أمريء في أسمه ؟ وكيف تمارى جماعة في إسمها ؟ معلوم أن كل الأسماء تيمن ورجاء لليمن والخير.وليست هي إدعاء أو تزكية للنفس. فأذا أسماك أبوك الناجي لا يعني ذلك أنه متيقن بنجاتك أو أنك الناجي الوحيد.
وأما الحديث عن إعتقاد الجماعة الذي بدأ به الكلام أنها لو كانت تعتقد
أنها هي وحدها الاخوان المسلمين فسوف أترك التحقق منه للناجي ليطوف على أفراد الجماعة فردا فردا ليعلم أن كانوا يعتقدون أنهم وحدهم هم الإخوان ومن سواهم لا أخوة لهم. فمن المعلوم أن الأعتقاد الذي في الصدور لا يكون إلا فرديا وأنما يعلم أعتقاد الجماعات من ظاهر قولها أو فعلها. فهل رأى الدكتور الفاضل من قول الجماعة أو فعلها ما يجعله يعتقد أنها تعتقد أنها أختصت بالأخوة دون سائر المسلمين؟ فما قوله أذا في من تسمي بالحرية والتغيير هل فتش عن أعتقاد لديهم أنهم إختصوا وحدهم بالحرية والتغيير وما قوله في الجبهة الثورية السودانية هل أختصوا هم وحدهم بالثورية وحدهم وحزب الأمة هل هم وحدهم حزب الأمة وسائر الأحزاب هي أحزاب الوافدين؟ولماذا لا ينطبق هذا الرأي على حزب ميركل الألماني الذي هو الأتحاد المسيحي هل هم وحدهم المسيحيين ؟وماذل عن عشرات الأحزاب في أوربا وأمريكا الجنوبية التي تتسمى بأسماء مسيحية هل أحتكرت المسيحية هي الأخرى أم السؤال هو أمر خاص بالإسلام وحده ؟.
.والدكتور ناجي يستشهد بآية في غير محلها عندم يستشهد بآية (ولا تزكوا أنفسكم) وألا لكان أسم محمد نفسه تزكية فهو تيمن بأنه الممدوح المحمود في الأرض والسماء.. ولصار إسم الناجي وأسم أمين تزكية للنفس أيضا فما لكم كيف تحكمون؟
أما إنكاره إسم إسلاميين لأنهم لا يختلفون عن المسلمين فمن قال أن المطلوب هي تفريقهم وإختلافهم عن المسلمين فكأنهم يفضلون المسلمين .. لماذا يفهم د. ناجي الاسم على أساس أنه تفضيل وليس تمييز ؟ وإنما أتخذت الأسماء للتمييز لا للتفضيل فعندما يقال إسلامي فهو تمييز لفئة جعلت من أحياء الإسلام وتجديده وتحكيمه همها فنسبت نفسها إليه وذلك في موازاة جماعات سياسية جعلت همها تحكيم الليبرالية أو لشيوعية فتسمت بأسماء ما تدعو إليه.
فنحن إسلاميون ندعو للإسلام بينما يدعو آخرون للتنصل عن الإسلام ويحبون الإنتساب لدعوات و فلسفات سواه.
إما قوله أن الله سمانا المسلمين فلا نسمي أنفسنا إسلاميين فاولا من سمانا مسلمين هو أبو الأنبياء أبراهيم ونحن لم نخلع إسم المسلمين لكن المرء يسمى بصفاته أو ما يرجى له أن يتصف به ولا يحجر عليه أن سمي بأسم أن يتسمى بأسم أو لقب أو كنية غير ما سمي به فإسم إسلاميين تسمية مخصوصة لمن يجتهد في رد أمر الولاية و الحاكمية للإسلام والاسم لعلم الدكتور ناجي ليس بمحدث فقد استخدمه الإمام الأشعري في كتابه الموسوم ب (مقالات الإسلاميين) وعلى كل حال من الجيد ان لم يرفض ناجي استخدام إسم كيزان فهو إسم نحب أن ندعى به ولو ظن بعض خفاف الأحلام أننا لا نفعل.
د. أمين حسن عمر