رأي ومقالات

بابكر إسماعيل: حمدوك الذي .. خان


زكّي الله تعالي نبيّه إبراهيم عليه السلام
وذلك حين وصفه بقوله تعالي في الآية ٣٧ من سورة النجم:
“وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ”
أما حمدوكنا الذي أقسم بالله
“علي أن يكون مخلصاً ..
وصادقاً في ولائه لجمهورية السودان ،،
وأن يدافع عن سيادة البلاد ..
ويراعي قوانينها ..
ويعمل لوحدتها ..
وأن يصون كرامة الشعب السوداني وعزّته.. ” انظر الفصل السابع المادة ٢٨ من الوثيقة الدستورية الانتقالية تعديل سنة ٢٠٢٠
فإنّه بعد هذا الميثاق الغليظ، قام السيد الدكتور عبد الله حمدوك في يوم ٢٧ يناير ٢٠٢٠ بكتابة خطاب خلسة وبدون التشاور مع أيّ من شركائه سواءٌ من المكوّن العسكري أو المدني في مجلس السيادة وبدون علم مجلس الوزراء وعلي ورقة مزدانة بشعار جمهورية السودان ويتوسط أعلاها رمز عزّتنا وصقر جدياننا وجّهها إلي السيد أنطونيو غوتيريس – الأمين العام للأمم المتحدة فخاطبه في فاتحة خطابه السري بعزيزي أنطونيو وذلك إيغالاً في الحميمية والقرب والتزلّف ..وطلب منه علي وجه السرعة:
تكوين بعثة أممية يكون لها السيادة علي كامل التراب السوداني ..!
وذلك لتقديم الدعم لتنفيذ بنود الوثيقة الدستورية
وللمساعدة في كتابة دستور البلاد الدائم وإعادة اللاجئين
وحماية حقوق الإنسان
ولتدعيم السلام
مؤكّداً له أنه ستكون حكومة الحمدوك علي أهبة الاستعداد للترحيب بهذه البعثة الأممية التي يرجو منه إرسالها بأعجل ما يمكن
الطلب الذي تقدّم به الحمدوك لا يزيد عن كونه طلباً لوضع السودان تحت الوصاية الدولية ..
وفيه انتقاص كبير لسيادة الدولة التي أقسم بالله علي الحفاظ عليها ..
وفيه إهانة لكرامة الشعب السوداني التي وعد بالذود عنها ..
كما أن المطلوبات التي استجداها الحمدوك هي عين الواجبات التي انيطت بحكومته في الوثيقة الدستورية الانتقالية ..
فالسلام وحقوق الإنسان والحريات وتحسين الاقتصاد كلها من أخصّ واجباته التي أسندتها إليه الوثيقة الدستورية الانتقالية
ودعوته للأمم المتحدة لتقوم بالنيابة عنه في حكم البلاد والتحكم في مصير الانتقال السوداني هو خيانة للأمانة ما كان ينبغي أن تحدث ..
وكان يتحتم علي الفولكر أن يلملم عدده بعد استقالة الحمدوك في يناير الماضي ولكنّ خنجر الخيانة مازال مغروسا في صدر الأمة الصابرة وظهر جيشها المقدام ..
ولا نامت أعينُ الخوّان .