أبرز العناوينرأي ومقالات

الفمنستات وجعفر سفارات

لم تمض إلا أيام على أقوال الأستاذ جعفر سفارات عن مخدرات الاعتصامات والفتيات اللاتي يصدمن المجتمع، ووقوف الكيزان وراء هذه الظواهر،

حتى سيرت فمنستات قحت مسيرةً إلى اعتصام الجودة، روَّج لها القحاطة بعنوان مسيرة #النساء السودانيات، لأنهم يعتبرون هذه الفئه هي الممثل الشرعي للنساء، والقدوة والطليعة الثورية التي أكملت أشواط “الاستنارة”، وقد تهيأت الفمنستات للمسيرة بأغرب و”أجرأ” الأزياء، وتجملن بأقبح التسريحات، وتبارين في استفزاز المجتمع المحافظ بشاذ الأقوال عن الرجال والأسرة والعادات والتقاليد والحريات المنفلتة ..

وكأنهن قد تحسسن من حديث جعفر سفارات، وكأنهن أردن أن يردعنه عن مثل هذه الأقوال التي لا تشبه “ثورة الوعي والاستنارة”، وكأنهن يقلن له : لا حاجة للكيزان ولا غيرهم لإرسال من يقمن نيابةً عنا بصدمة المجتمع الذي يحتاج إلى مثل هذه الصدمات “الاستنارية الثورية الإيجابية” .. بالمقابل كان رد السيد جعفر سفارات هو الصمت، فلا هو استطاع أن يتبرأ منهن وينسبهن إلى الكيزان، ولا هو استطاع أن يدافع عن سلوكهن ويحكم عليه بأنه في الحد المقبول الذي لا يصطدم مع قيم المجتمع المحافظ، ولا هو استطاع أن يعتبرهن دملاً في وجه “الثورة” المزعومة..

هذه الحالة الغريبة يمكن تعميمها على كل إدعاءات قحت، فكما لا تنقص تظاهرات واعتصامات قحت مظاهر الفوضى بكل أنواعها بما فيها الأخلاقية، وكما أن الناس إزاء هذه المظاهر إلى التضرر أقرب منهم إلى الرغبة في، أو القدرة على، زيادتها، وكما أن أي سعي لزيادتها لن يصنع فرقاً، لأنه مهما بلغ فلن يكون سوى نقطة في بحر الفوضى الأصلي، كذلك الحال فيما يخص المعاناة، والشماعات التي استخدمتها قحت، فقد اتخذت من القرارات الاقتصادية شديدة القسوة، وقد دهورت الخدمات بما لا يجعل أحداً مهما كان مجرماً وحاقداً على المجتمع يفكر في زيادتها من أجل مزيد من الإدانة لقحت، فقد انشغل الجميع بمعالجة نصيبهم من الأضرار الخاصة عن القيام بما يساعد قحت في التبرؤ من فشلها ومفاعيل سياساتها القاسية ..
إبراهيم عثمان