الخراف ليست غبية.. ترى خلفها من دون أن تدير رأسها
يظن الكثيرون أن الخراف غبية وأنها لاتحزن عند ذبح بعضها، أو فقدان، أولادها، بل لها قدرات فريدة حيث تسير في جماعات لحماية نفسها، وترى من خلفها دون أن تلتف خلفها.
يشكك بعض الناس خلال مناسبات مثل عيد الأضحى في مدى وعي تلك الأغنام بما يدور حولها، في وقت
وأثبتت دراسات وتجارب أجريت على الأغنام قوة وعي هذا الحيوان الإدراكي، على الرغم من افتقاره إلى وسائل الدفاع عن نفسه وفق اندبندنت عربية.
وذكرت مقالة نشرت العام 1999 في موقع “Illinois Livestock Trail” التابع لجامعة إلينوي في الولايات المتحدة، أن “الأغنام تتحد معاً وتبقى إلى حد كبير مع بعضها عند الرعي وما إلى ذلك، ليس لأنها تحب بعضها على الرغم من كونها حيوانات اجتماعية، ولكن بالأحرى هي تتبع ذلك السلوك لغرض الحماية، وحتى مع التدجين احتفظت الأغنام بآليات الدفاع هذه فهي تهرب من الخطر المحسوس”.
وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن الأغنام غبية، إلا أنها في الواقع ذكية بشكل لا يصدق، فلديها “قدرة معرفية مثيرة للإعجاب مثل البشر، فهي تشكل روابط عميقة ودائمة ما نجدها في قطيع مع بعضها عند مواجهة ظروف صعبة، وتحزن عندما تفقد أحد أقرانها”، وذلك بحسب محمية “لايت هاوس” في أوغن الأميركية، التي أثبتت في تجاربها أنه “يمكنها تذكر ما يقرب من 50 فرداً، سواء من بني جنسها أو من البشر لسنوات عدة”.
وأضافت، “لها قدرات عقلية تجعلها تقوم من تلقاء نفسها بالبحث عن علاجها المناسب عندما تشعر بأنها ليست على ما يرام من خلال البحث بين النباتات لتداوي نفسها”.
وفي دراسة نشرتها منظمة “ويل بيغ إنترناشيونال” 2019، ذكرت أن “قدرات فريدة تتمتع بها الخراف كونها من الحيوانات التي تعتبر فريسة، فهي تتمتع برؤية وسمع ممتازين مع المجالات المرئية من 270 درجة إلى 320 درجة”، كما يمكنها وفق الدراسة أن ترى خلفها من دون أن تدير رأسها، وكذلك “تكوين روابط أسرية، إذ تشكل الأمهات روابط قوية مع ذريتها حديثي الولادة لتلازمها مدة تتراوح بين ستة إلى 12 شهراً حتى يبلغ سن البلوغ”.
من جهتها، أجرت جامعة كامبريدج تجربة للباحثين “هانغ وبروم” عام 2004 لدرس الاستجابات العاطفية للعجول في فترة التعلم، فتم وضعها مع بقرة ناضجة في حظيرة صغيرة مع بوابة يمكن من خلالها رؤية وعاء الطعام على بعد 20 متراً، وبعد ذلك وضعت البقرة أنفها في حفرة في الحائط وأدركت المخرج من خلال الضوء الساطع بين الفتحات في البوابة التي كسرتها بعد ذلك، وعندها تعلمت العجول كيفية فتح البوابة وأظهرت سلوكاً مثيراً في شكل القفز، واستجابة عالية لمعدل ضربات القلب في لحظة التعلم.
ومن خلال تلك التجربة ندرك وعي الأغنام لما يدور حولها، إضافة إلى ما أثبتته تجارب رعاتها والمتأملين لأحوالها أوقات الذبح في عيد الأضحى والمناسبات المختلفة، مما يجعل تعليمات دينية عدة وثقافات أخلاقية تدعو إلى مراعاة تلك الأحاسيس، بهدف تقليل معاناة هذا النوع من الحيوان الذي يعتمد عليه الناس في كثير من أمور حياتهم، ويعتبر مصدراً مهماً للمعيشة والغذاء.
صحيفة البيان