حليم عباس: حميدتي والانقلاب الفاشل !
عادي يا اخوانا حميدتي ما أول مرة يقول “فشلنا.. فشلنا”؛ فقد قالها من قبل أيام حكومة الشراكة وأصبحت موضوعاً للسخرية. يعني آخر مرة قال فيها حميدتي فشلنا عمل بعدها إنقلاب 25 أكتوبر.
وعليه، وبالاستقراء، يجب أن نتوقع إنقلاب جديد؛ أصلاً هُناك حكمة تقول بأن الإنقلاب الفاشل علاجه إنقلاب تصحيحي جديد كرت! هكذا فعل الشيوعيون بعد أن شعروا بفشل انقلاب النميري.
ولكن علي اية حال، وبغض النظر عن وجهة نظر حميدتي وأهدافه التي كان يريدها من إجراءات/انقلاب 25 أكتوبر؛ فإن هذه الإجراءات قد صححت خطأ كورنثيا وأعادت أحزاب قحت إلى حجمها الطببعي (وأيضاً جعلتها تقيم ورشة تعترف فيها بأخطاءها ما يؤكد بأن خطأ كورنثيا ما كان يجب أن يستمر).
بالنسبة لحميدتي، وكما ذكرت من قبل، فإن تجاوز إطا كورنثيا قد أفقده الغطاء السياسي الذي وفره له التحالف مع قحت و وثيقة كورنثيا، ليجد الدعم السريع نفسه في مواجهة دعوات الدمج في الجيش بدون غطاء دستوري. الدعم السريع قبل أكتوبر كان يُنظر له من قبل القحاتة كحليف وكحامي ضد مؤسسة الجيش التي يعتبرونها مخترقة بواسطة أعداءهم الكيزان، بعد 25 أكتوبر فقد الدعم السريع هذه الوضعية، وأصبح في مرمى النيران مع الجيش ولكن بدون أي غطاء سياسي، والجميع يطالب بدمجه في الجيش. لذلك من الطبيعي أن يشعر حميدتي بنوع من عدم الرضا؛ ولكن هذا أمر يخصه تماماً.
بالنسبة للسودان، فقد انتهت فوضى ديسبمر مع تلاشي وتفكك ما يُسمى بقوى الثورة، وأصبح السودان لأول مرة مهيأ لعملية سياسية بعيداً عن الهتافية والهرمونات؛ سياسة واقعية عقلانية تتجسد في مبادرات الحوار والتسوية التي بدأت تظهر في الساحة، وهذا أمر جيد.
حليم عباس