رأي ومقالات

📌هشام الشواني: عيد الجيش


منذ نضالات ثورة أكتوبر ١٩٢٤، ومنذ تمرد وإضراب طلاب المدرسة الحربية، ثم حتى بداية التاريخ الرسمي لمؤسسة القوات المسلحة السودانية في العام ١٩٥٤، نقول بكل ذلك التراكم تكون قوات الشعب المسلحة هي تعبير أصيل عن القومية السودانية وعن حمضها النووي، فلقد مثلت هذه المؤسسة طلائع تقدمية وطنية في البدايات المبكرة، ثم سيطرت عليها نزعتان بعد الاستقلال، الأولى محافظة دولتية لا تعبأ بالسياسة والأفكار وخير تعبير عنها الجنرال عبود، والثانية آيدلوجية عسكرية يسارية وخير تمثيل لها النميري في البدايات. لكن المؤسسة ظلت طوال ذلك التاريخ تحمي الدولة ضد مخاطر مخططات حصار الدولة الخارجية، بل وظلت تدفع ثمن أخطاء السياسة الداخلية، ثم بعد ذلك ومع المشروع الحضاري تكاملت النزعتان المحافظة والثورية، لتعطي القوات المسلحة عقيدتها الوطنية والحضارية المتصلة بقيم السودان ودينه الإسلامي وثقافاته المحلية.
اليوم وفي عيد القوات المسلحة ال٦٨؛ نجدد العهد بأننا جميعا جنود في هذه القوات، نحن جنود احتياط، وإن جاء ذلك الوقت ونادانا شرف الجندية والقتال، سنلبي النداء. ثم نجدد العهد أيضا مع الوطن، ومع وحدته التي لا مساس لها، والتي لن يستطيع كل عدو خارجي أو عميل داخلي أن يفككها. ثم نجدد العهد مع قيم السياسة الوطنية؛ تلك التي تعطي الدولة بعدها الحضاري، بأن تقوم في هذه البلاد نهضة وطنية حضارية شاملة، نهضة تستلهم طاقات كل الشعب، وتدفع بهم نحو عزة وتقدم ونموذج أصيل؛ يحكي عن أصالة وهوية هذه البلاد.
بكل تلك المعاني نحن جنود للحق والوطن
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام الشواني