رأي ومقالات

مقدم هشام الحبوب: اليوم نرفع راية عزنا


📌تزدان الحـروفْ ألقا وجمالاً و إجــلالاً و هيبة لأولئك الذين يتدثرون السماء ويفترشون الأرض والخنادق ملاذا لهم، وهم يفتخرون بالإنتماء للمؤسسة العسكرية و شرف الجندية، وشيمهم معاني الإخلاص والشجاعة والشهامة والبذل والعطاء والتضحية بالروح و النفس و النفيس في ســاحات الحرب، من اجل كرامة وسيادة تراب هذا الوطن العزيز ..
مسطرين بذلك في سفر التاريخ يوما وحدثاً وتاريخاً يحمل بين طياتِه قيم الفخر و الشموخ و الفداء و التوكل و التضحية رافعيين راية العز حتي النصر..
حدث يمثل نقطة تحول في تاريخ هذه الأمة والذي سطرته نواة الجيش السوداني قوة دفاع السودان، كاتبة تاريخاً جديداً وتحولا جوهريا في مسيرها، وهي تطلب الإستقلال نظير مشاركتها مستشرفة بذلك دورها ومستقبلها و اهدافها وغاياتها من أجل الوطن، فكان الرابع عشر من اغسطس من كل عام هو يوم عيد للقوات المسلحة..
إن الحديث عن القوات المسلحة و عيدها ماهو إلا وفقة تأمل و إستلهام وأخذ العبر من الماضي التليد والمجيد، حتي نستشرف المستقبل ونعي واقعنا الأليم اليوم حتي تثور في دواخلنا عزائمنا حاملة احلام التغيير ، الذي يجب أن تكون لنا معه وقفات مهمة لنعيد قراءته على خلفية المتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية بمحيطنا العربي والافريقي و العالم أجمع، حتي تكون لنا بوصلة للانطلاق نحو الأفضل في كل مناحي الحياة..
فهي ليست وقفة لعرض الأحداث وسرد الدروس والإحتفال فقط، ولكنها وقفة لإيقاظ مسؤولياتنا الوطنية تجاه الوطن، حتي يكون تغييرا حقيقيا من أجل الوطن، نصحح فيه مسارنا ونعض بالنواجز على غاياتنا و أهدافنا، ونشحذ هممنا ونصوب واقعنا بين الأممحتي نعيد له سيرته الاولي التي كان يمدحها الفرنجه قبل العرب والافارقة، وليست ببعيد ذلك ولكن بشرط توفر النية الصادقة في القصد والعمل و الأداء مصحوبة بالعزيمة من أجل النهوض به رغم كل المعوقات والعقبات والمخططات و مهما اشتدت عظمة و مكر الماكرين له..
و لقد كان لقواتنا المسلحة اليد الطولي في عمليات البناء و التنمية والنهضة والإزدهار وتعزيز السلام، فلها الفضل من بعد الله تعالى في ما نتمتع به من أمن واستقرار ..
كما كانت قواتنا المسلحة وبكل فخر خير سند للأشقاء من الافارقة و العرب خاصة في أوقات المحن و الشدائد و الأزمات. وهي تقف بجانبهم في دفع الظلم والعدوان عنهم وتشاركهم في بناء أوطانهم ضاربةً أروع الأمثلة في التضامن والتضحية و الفداء، كما امتدت إنجازاتها على المستوى الإنساني بتقديم يد العون للمحتاجين أينما كانوا حتي باته سجلها بحق سجلاً حافلاً بالإنجازات المشرفة التي يتحدث التاريخ عنها وتفتخر بها الاجيال جيلا بعد جيل..
ولا تزال تحقق الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات العسكرية و
الطبية والاقتصادية والإجتماعية و التنموية والمجتمعية، إلى جانب دورها الرئيس في حماية حدود الوطن براً وبحراً وجواً، والمحافظة على أمنه وصون سيادتة واستقلاله، وما كل تلك الانجازات الا لأنها الأكثر تنظيماً وانتشاراً على أرض الوطن، فهي الدرع الحصين و المنيع له..
ايضا قدرتها على صياغة عقيدتها العسكرية بوضوح وفاعلية و تطويرها حسب المتغيرات السياسية المحلية والإقليمية والدولية، وتوفير كل مقومات نجاحها وتطبيقها على أرض الواقع قولاً وعملاً لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة، وينطلق ذلك الدور و
ما تقوم به من جهود عظيمة على كافة الأصعدة الوطنية من إحلال للأمن والسلام والطمأنينة وتحقيق المعاني السامية، ويحق لكل سوداني أن يفتخر بذلك الدور العظيم الذي تقوم به هذه المؤسسة الوطنية العريقة على الصعيد المحلي وكذلك دورها على الصعيد الاقليمي و الدولي..
و من ما لا شك فيه ان القوات المسلحة تواكب التطور حيث شهدت نقلة نوعية في مجال التسليح والتطوير من خلال رفدها بأحدث منظومات الأسلحة وبما يمكنها من القيام بالمهام والواجبات الموكلة اليها، وبما يتماشى مع طبيعة التهديد والرد على اي تهديدات قد تواجهها ليبقى الوطن الأشم شامخاً معتزاً بسيادته..
فهي مؤسسة وطنية ذات أدوار كبيرة متميزة، وإنجازاتها عظيمة ومتوالية وجهودها متواصلة ولا حدود لها كالشمس الساطعة تضيء أرض الوطن الخصيب الذي يتغنى ببطولات و أمجاد الجيش..
سطرت قواتنا المسلحة في كل هذه الميادين إنجازات إنسانية و ملاحم بطولية حتى قدمت في سبيل ذلك كوكبة من الشهداء الأوفياء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن وطنهم و تلبية لنداء قيادتهم وإغاثة لإخوانهم وأشقائهم، فكانوا بحق تيجان فخر وعز، نقشوا أسماؤهم على صفحات التاريخ، تتناقل الأجيال سيرتهم وتلهج الألسنة بالدعاء لهم لتلك المسيرة المشرفة لكل سوداني..
إلى قواتنا المسلحة الباسلة و جنودنا الأبطال الذين حق لنا ان نفتخر و نعتز بإنجازاتهم داخلياً وخارجياً و عالميا فهم قدوات مشرقة وملهمة للأجيال في حب الوطن و التحلي بروح الولاء و الانتماء مترجميين ذلك واقعاً عملياً مشرقاً حتي عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد وخضبوا تراب هذا الوطن الغالي بدمائهم الطاهرة التي يفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار..
حفظ الله وطننا و نصره قواتنا المسلحة وأدام علينا نعم الوحدة و السلام والأمن و الاستقرار..
و لله درك يا وطن .

مقدم هشام الحبوب