📌عندما يتفق الإسلاميون والعلمانيون !!
رغم السجالات بين الإسلاميين والعلمانيين حول أيهما يمثل الحق : الشريعة الإسلامية أم الفكرة العلمانية، إلا أن هناك نوع من الاتفاق على أن الشريعة هي الحق والعلمانية هي الباطل، هذا الاتفاق يتضح في بعض المواقف :
▪️ اضطر العلمانيون قبل حكمهم إلى تطمين الشعب ووعده بعدم تطبيق مشروعهم العلماني في الفترة الانتقالية .. وقام تطمين الإسلاميين للشعب على وعده بالضغط من أجل الحفاظ على الشريعة كمصدر للتشريع … وفي الاتفاق على نوع التطمين المطلوب اتفاقٌ كاملٌ على تعريف الحق والباطل ..
▪️ بعد الاتفاق على نوع التطمين المطلوب، وهو بقاء الشريعة مصدراً أساسياً للتشريع في الفترة الانتقالية، التزم الإسلاميون بوعدهم بالعمل من أجل هذا الهدف، وخالف العلمانيون وعدهم .. وفي ذلك ما يوضح الحق والباطل ..
▪️ لا يحتاج الإسلاميون إلى التقية وإخفاء مشروعهم الإسلامي عن الشعب .. بينما يحتاج العلمانيون إلى التقية وستر عورات مشروعهم عن الشعب .. وفي هذا وذاك اتفاق على تعريف الحق والباطل .
▪️ وإن اضطر الإسلاميون في مرحلةٍ ما إلى التقية، فلخداع (الخارج) إلى حين التمكن واكتساب القوة لمواجهة عقوباته .. ويمارس العلمانيون التقية لمخادعة ( الداخل )، إلى حين التمكن وتلقي جوائز الخارج التي تقويهم في مواجهة الشعب … وفي الموقفين اتفاق على تعريف الحق والباطل ..
▪️ إيمان الإسلاميين بدور الدين في الشأن العام لا يكون على حساب التزامهم بالجانب التعبدي الخاص .. وإيمان العلمانيين بأن الدين علاقة خاصة بين العبد وربه لا يترجمونه في التزام تعبدي خاص زائد عن غيرهم، هذا إن لم يكن ( أغلبهم ) من أكثر الناس بعداً عن التعبد الخاص .. وبين هذا وذاك يتضح الحق من الباطل ..
▪️ إذا تولى إسلامي إدارة المناهج الدراسية فهو لا يحتاج إلى تطمين الشعب ووعده بعدم انعكاس فكرته الإسلامية المعتدلة على المناهج .. ينما إذا تولاها علماني، أو صاحب فكر شاذ، فإن وعده التطميني المثالي للشعب هو ذلك الذي يتضمن عدم تسلل فكرته إلى المناهج، وغالباً ما لا يلتزم به … وفي نوعي الوعدين، اتفاق كامل على تعريف الحق والباطل ..
▪️ يركز العلمانيون في خطاباتهم إلى الشعب على اتهام الإسلاميين بالتقصير في الوفاء لمشروعهم الإسلامي، ولا يكون عدم الوفاء تهمةً إلا إذا كان المشروع يمثل الحق .. بينما يتهم الإسلاميون العلمانيين بشدة الوفاء لمشروعهم العلماني ، ولا تكون شدة الوفاء تهمةً إلا إذا كان المشروع يمثل الباطل … وما بين التهمتين يتفق الطرفان على تعريف الحق والباطل. .
▪️ يتحاشى العلمانيون الانتقاد الجذري للفكرة الإسلامية في خطاباتهم للجماهير، قناعةً منهم بأنها فكرة أغلبهم .. ويركز الإسلاميون على الانتقاد الجذري للفكرة العلمانية … وفي نوعي الانتقاد اتفاق بينهما على الحق والباطل ..
▪️ عندما يتهم العلمانيون الإسلاميين بالانحراف عن مشروعهم الإسلامي، لا ينتقلون إلى الخطوة المنطقية التالية، وهي تقديم البديل الذي يعالج الانتقاد، بالوفاء الكامل للمشروع الإسلامي .. وعندما يتهم الإسلاميون العلمانيين بالانحراف ( بواسطة ) مشروعهم ينتقلون إلى الخطوة المنطقية التالية،
ويقدمون البديل الذي يعالج علة انحراف العلمانيين المتمثلة في أصل مشروعهم .. وبين الانتقال إلى الخطوة المنطقية التالية وعدمه اتفاق على تعريف الحق والباطل ..
▪️ يرد الإسلاميون على اتهامات التقصير بأنهم كانوا أوفياء لمشروعهم إلى درجة كبيرة حتى لو لم يبلغوا المثال .. ويرد العلمانيون بما يمكن ترجمته بأنهم ليسوا أوفياء لمشروعهم بالدرجة التي يزعمها الإسلاميون … وفي الردين اتفاق على تعريف الحق والباطل،
▪️ لا يقترب العلمانيون من الدين والمجتمع وقيمه إلا بالانحراف عن مشروعهم، تقيةً ومنافقةً .. بينما لا يقترب الإسلاميون من الدين والمجتمع وقيمه إلا بالوفاء لمشروعهم، صدقاً والتزاماً .. وبين هذا وذاك لا يصعب التمييز بين الحق والباطل ..
▪️ يتهم العلمانيون الإسلاميين بتشويه الشريعة أثناء تطبيقهم لها .. ويتهم الإسلاميون العلمانيين بتشويه الشريعة في ذاتها أثناء سعيهم لإقناع الناس بعدم صلاحيتها … وفي نوعي الاتهام اتفاق على تعريف الحق والباطل ..
▪️قد يقع الإسلاميون في تضخيم ما أنجزوه بخصوص الأسلمة أملاً في نيل رضا الشعب .. وبالمقابل يهوِّن العلمانيون ما انجزوه بخصوص العلمنة رغبةً في تقليل مخاوفه … وفي التضخيم والتهوين اتفاق على تعريف الحق والباطل ..
▪️ العيوب في التجربة الإسلامية تأتي من وعود يقصِّر عنها العمل، وهذا لا يخالف كثيراً
معتاد البشر وتقصير أعمالهم الخيرة عن بلوغ كمالات وعودهم الجيدة .. بينما العيوب في التجربة العلمانية تأتي من أعمال لا تقابلها وعود، وهذا يخالف معتاد البشر، ويأتي من الخجل من الوعد، ومن سوء العمل …. وبين هذا وذاك يتضح الحق والباطل ..
إبراهيم عثمان