عالمية

عقبات أمام دور السعودية في أزمة العراق… ما الذي سعى له عمار الحكيم

طرحت زيارة رئيس تيار الحكمة العراقي عمار الحكيم للسعودية تساؤلات عدة بشأن، الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة في ظل الأزمة القائمة بين “الإطار التنسيقي” وتيار مقتدى الصدر.
زيارة الحكيم إلى الرياض استهدف من خلالها التأثير على مقتدى الصدر والتراجع عن بعض الشروط، فيما تداولت بعض المعلومات عن مبادرة تتضمن سحب الإطار ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء، فيما أكد كاطع الركابي القيادي في “الإطار” تمسك الأخير بمرشحه لرئاسة الحكومة، محمد شيّاع السوداني، وهو ما يطرح تعقيدات أكبر حول المشهد.
تتباين آراء الخبراء بشأن قدرة المملكة العربية على التأثير على الصدر، أو لعب أي دور كبير في الرحلة التي تجري فيها مفاوضات مع إيران لا تريد لها أن تتأثر من أجل تهدئة الجبهة اليمنية.
أهداف زيارة الحكيم
ويرى الخبراء أن زيارة الحكيم بهدف التأثير على الصدر، لكن تعقيد الأوضاع يحول دون قدرة المملكة على التأثير الكبير في الوقت الراهن على مجريات الأوضاع.
الاجتماع الذي عقدته الرئاسات الثلاث دون حضور الصدر أو من يمثله، الأربعاء الماضي، خرج ببيان ختامي من خمس نقاط، تضمن إشارات ضمنية بالمضي نحو إجراء انتخابات مبكرة، ولكن ضمن آليات دستورية وقانونية لكن ما يعرف بـ”وزير القائد” قال في منشور على “فيسبوك” إن “جلسة حوار تبنّاها رئيس الوزراء مشكوراً، لم تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع ليس فيها ما يخصّ الشعب، ولا ما يخصّ خدمته ولا كرامته ولا تطلعاته”.
من ناحيته قال الدكتور أحمد الشريفي الخبير الاستراتيجي العراقي، إن زيارة الحكيم للسعودية غير مؤثرة على مسار الأوضاع الداخلية.
ما أدوات الملكة؟
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن الأزمة أكبر من إمكانية تدخل المملكة وإيجاد الحلول، خاصة أن الرياضة ماضية بتطبيع العلاقات مع إيران من أجل تهدئة الأوضاع على الجبهة اليمنية.
ويرى أن الرياض لن تجازف بأي خطوة يكون لها تداعيات سلبية على مسار المفاوضات مع إيران، يمكن أن ترتد في اليمن.
وأشار إلى أن زعامة “الإطار” تتمثل في نوري المالكي، الذي تربطه علاقات قوية مع إيران، ولن يستجيب لأي مسار عربي، في حين أن الحيكم هو طرف ثانوي.
ولفت إلى أن الحكيم ذهب إلى السعودية على أمل ضغط الرياض على مقتدى الصدر من أجل تليين مواقفه، في حين أن الصدر لا يخضع لأي تأثيرات سعودية.
ويرى أن الأزمة في العراق لا ترتبط بالموارد المالية، في ظل وجود الموارد المالية والظهير المسلح لكلا الطرفين في العراق. محذرا من انعكاسات خطيرة إثر النزاعة بين الدولة العميقة، خاصة أن الأجنحة المسلحة للأحزاب أقوى من المؤسسات، وهو ما يفرض تحديات كبرى.
من ناحيته قال القانوني السعودي أصيل الجعيد، إن العراق شريك استراتيجي للمملكة العربية السعودية، وأن الرياض يهمها استقرار العراق حكومة وشعبا.

ولفت إلى أن اللقاء الذي جمع الأمير محمد بن سلمان والسيد عمار الحكيم يصب في اتجاه الدور الذي تلعبه السعودية تجاه العراق. مشيرا إلى أن الاقتصاد العامل الأهم لأي دولة، وجزء من حلحلة الأزمة العراقية.
زيارة تعكس الواقع
فيما قال الخبير الاستراتيجي العراقي عبد الكريم الوزان، إن زيارة عمار الحكيم للمملكة يعكس حالة الصراع الخاصة بين السيد مقتدى الصدر والإطار التنسيقي الذي يمثل إيران في العراق.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن عمار الحكيم يدرك مدى تأثير الرياض على مجريات الأوضاع في العراق، وكذلك على مقتدى الصدر.
ولفت إلى أن الحكيم يسعى من أجل طلب الملكة من مقتدى الصدر التراجع قليلا عن بعض شروطه، ومنها إبعاد المالكي وقيس الخزعلي عن إدارة الحكومة الجديدة.
اعتصام متواصل
يواصل أنصار التيار الصدري اعتصامهم في محيط مبنى البرلمان العراقي، للأسبوع الثالث على التوالي، مطالبين بحل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات جديدة بعد تعثر انتخاب رئيس لأشهر وتشكيل حكومة جديدة.
على الجانب الأخر يعتصم أنصار الإطار التنسيقي عند البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء، لدعم موقف الإطار مقابل مطالب الصدر.
يعيش العراق أزمة سياسية منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، والتي فاز فيها الصدر بأكبر كتلة نيابية.
وصلت الأزمة إلى مستويات أعلى من التوتر بين الصدر والإطار، بعد ترشيح الأخير السوداني لرئاسة الحكومة، ورفض تيار الصدر الذي يتمسك الصدر بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

العربية نت