منى سلمان
بلّة وأمات طه كيف يُفتى .. ومالك في المدينة ؟
كيف يُفتى .. ومالك في المدينة ؟!![/ALIGN] لأستاذنا (عبد المطلب الفحل) فقرة جميلة في برنامج (دنيا)، أحرص على مشاهدتها ما استطعت إلى ذلك سبيلا، يشرح في كل حلقة معنى واحد من الأمثال السودانية، ولقد تلقيت الكثير من خطابات أصدقاء اللطائف من الشباب وطلاب الجامعات، يطلبون فيها منّي أن أحكي لهم عن قصص الأمثال، التي لا يعرفوا معنى أو قصص الكثير منها، وكم أسعدتني إحدى قريباتي (خريجة جامعية) عندما أخبرتني عن أنها، لأول مرة تسمع عن المثلين (الفيلة دايرة ليها رفيقة) و(منو البقدر يقول البغلة في الابريق)، وذلك عندما كتبت عنهما في ذات مرة.
ولكن ما أثار حيرة شاويشي، ما كتبه أستاذي (د. فتح العليم) في احدى مقالاته، فعندما أورد مثل (لحق أمات طه) في سياق المقال، عقّب بأنه استعمل المثل رغم أنه لا يعرف (أمات طه ديل قصّتن شنو؟) .. حقيقة عندما قرأت ذلك التعليق ضحكت كعادتي كلما قرأت احدى مقالات أستاذنا الكبير، ثم (نفضت) عيوني من الجريدة على طريقة (نفضة يد) متلقي الحجج من الأكل في نكتة (محمد موسى) (الماكلين ليها شنو؟) وقلت لنفسي:
عاد كان د. فتح العليم ما بعرف أمات طه يبقى القاعدين ليها شنو؟!
فلابد أن أتكفل بشرح قصة المثل لأستاذنا كما سمعتها من (أمّاتي)، ولكن قبل ذلك علي أن أستسمح أستاذنا (الفحل)، فلا يمكنني أن أفتي في قصة مثل و(مالك) الأمثال في المدينة.
يقال، والعهدة على حبوباتي، أنه عاش في الزمن الماضي، سبع شقيقات (أخوات لزم) ولم يكن لهن شقيق، فنشأن مترابطات متحابات كأنهن جسد واحد، إذا اشتكى منه عضوا تداعت له الاخريات بالسهر والحمى، والغريبة أن سهم (البورة) النافذ قد أصاب أؤلئك الشقيقات جميعا، ما عدا واحدة فيهن جاءها (السعد) ناقصا، لأنها بعد أن تزوجت لم تتهنى بزواجها طويلا، فقد توفى عنها زوجها بعد انجابها لابنها البكر أو (الأول والأخير) والذي أسمته (طه) ..
بعد وفاة الزوج حملت أم (طه) صغيرها، وعادت لتعيش مع أخواتها، وهكذا نشأ (طه) في غرفة (العناية المكثفة) التي بنتها حوله أمه وخالاته الستة، ولشدة تعلقهن به جميعا اعتبرت كل واحدة منهن أن طه (ود مصرانها) شخصيا، حتى أن الناس أطلقوا على الأخوات كنية (أمات طه)، لتفانيهن في خدمته وتلبة طلباته ولو كانت باستحالة (لبن الطير)، ولكن لأن (ما زاد عن حده انقلب إلى ضده) فقد ضاق (طه) زرعا بوصاية أمه وخالاته عليه، ولازمه الشعور بـ (الخنقة) من كثرة الحنان والمحبة المدلوقين عليه بدون حساب، فكان ينهيهن عن متابعته وملاحقتهن له ولكن دون جدوى، حتى أصابته (عقدة) من معايرة الناس له بدلع أماته، فحمل مخلايته سرا في ذات زهجة و(فزّ) من الحلّة بالفيها هربا من (حنانن) ..
أصاب الفزع (أمات طه) عندما علمن بخبر هروبه منهن، وأسرعن بالخروج للخلاء خلفه علّهن يتمكن من اللحاق به واقناعه بالعودة معهن، ولاستعجالهن للخروج لم يهتمن باصطحاب (دليل) أو أخذ (الزوادة) لتعينهن على السفر، ثم (تمت الناقصة) عندما ضلّن الطريق وتاهن في الخلاء لأيام حتى هلكن جميعا بسبب الجوع والعطش، فصارن مضرب مثل لفاجعة الموت الجماعي !
أما المثل الثاني الذي أود أن أورد شرحه فهو (يحلّنا الحلّه بلّه من القيد والذلّة)، فقد كتب (أبن حكايات) الصغير (أسامة جاب الدين) محاولة طريفة لتفسير قصة هذا المثل، ولكن برواية مقطوعة من عرقوب (مخّو) الممتلئ بالابداع، ذكر فيها نسبة المثل لـ (واحد مفلس) تورط بلبس جلباب أسود في توقيت خاطئ مما تسبب له في أن يتعرض للتقيد والجلد من سكان مدينته الذين حسبوا أنه (الفقر) بي ذاتو أو كما (فتل) ود جاب الدين ..
وللحقيقة فحسب رواية أمهاتي فإن (بلّه) المقصود في المثل، لم يكن يلبس جلبا أبيض أو أسود، حتى أنه ليس بسوداني من أساسو (وإن كان في ذلك قولان)، لأن (بلّه) المعني في المثل هو الصحابي الجليل سيدنا (بلال بن رباح)، حيث أن أهلنا زمان كانوا يضربون به المثل، في صبره على القيد والجلد والهوان، الذي تعرض له على أيدي كفار قريش وثباته على ايمانه وتوحيده لله، حتى أكرمه الله تعالى بـ (الحلل) عندما تقدم سيدنا (أبو بكر الصديق) بشرائه من سيده (أبو جهل) ثم أعتقه لوجه الله، ومن هنا جاء مثلنا بعد سودنة اسم (بلال) ليصير (بلّه)، ليكون معنى المثل في شكل دعاء يقول:
(يحلّنا الله سبحانه وتعالى من كُربتنا كما تكرم بحل كُربة سيدنا بلال من هوان القيد والذل).
أها .. رايكم شنو؟ كده أحسن وللا مع أسامة أطيب ؟!!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
عسل عديل يامني انتي وماشاء الله عليك موسوعة في كل شئ ربنا يخليك ويزيدك علم كمان وكمان وحالتو قلتي لي شغاله من منازلهم ربنا يوفقك
اختي مني الله يزيد دينا ودنيا ويحفظك .بالمناسبة أكيد قربيتك ده حنكوشه
والله من غير مجاملة وبكش مقالاتك عساااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال وعايز اسال الاخت منى عند علاقة الاستاذ محمدسليمان مقدم برنامج بدون عنوان سابقا
رائعة يا استازةبس الايامات دي مواضيعك بقت ما هادفة زي زمان لانو انا انجزابي ليك كان لاحد مواضيعك الهادفة في المجتمع السوداني المسامح وانا امس كتبت ليك ن شئ انشاء الله تكوني راجعتيهو والله يزيد مراتبك كمان وكمان
الاخت العزيزة الاستاذة/ منى – مثل امهات طه انا سمعتو من حبوباتي قريب لي مثل حبوباتك والاختلاف البسيط في القصة هو ان خالات ولدنا طه كانوا اربعة بعد ان طفش طه اتفقن للبحث عنه وكل واحدة مسكت ليها قبلة وخرجن على غباهن بدون موعد للقاء او رجوع للبيت وكل واحدة عايزة تلقاهو قبل التانية وتقول لي نفسها ارجع كيفن بدون طه وللان مارجعن – وديل حبوباتي وديل حبوباتك وكل واحد اصدق حبوباتو :lool: :lool: :lool:
مشكورة الاستاذة منى
How are you mam iwam:lool:
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته
في الحقيقة أنا والله من المعجبين بيراعك الرنان وحقيقة هذا المثل ينطبق على أهلنا في البادية والحضر وشكراً على ما صدر منك من شرح موجز لهذا المثل.