حوارات ولقاءات

السفير اليمنى فى الخرطوم : ثلاث شركات يمنية تعمل فى مجال البترول بالسودان

[ALIGN=CENTER]79200940038AM1[/ALIGN]

ما يكسب الدكتور صلاح على أحمد العنسى ميزة إضافية، وربما تفضيلية. ليست خبرته الدبلوماسية الوافرة، أوصفة سفيرفوق العادة والمفوض للجمهورية لليمنية بالسودان التى تلتحق بإسمه عادة، وإنما لنشأته فى الخرطوم منذ أن كان فى السابعة من عمره وحتى سن السابعة عشر. ففى حى الأملاك العتيق ببحرى، شب الصبى وقتها(صلاح اليمانى) ولعب فى أزقته، وإرتدى الزى البلدى وشرب من (الأزيار) التى كان أهل بحرى يضعونها بشئ من الترتيب قبالة منازلهم، كما تشرب بمعرفة السودان وإرتشف من محبته، فهو إبن لتاجر جملة يمانى معروف فى ستينيات القرن الماضى، وسبعينياته. درس فى بمدرسة الارسالية بالخرطوم بحري ومدرسة عبد الناصر في المرحلة الثانوية، وحصل على شهادة الدكتوراه فى مجال العلوم السياسية من الولايات المتحدة الأمريكية ، بعدها عمل الرجل سفيرا لبلاده فى عدد من الدول، وتم إختياره مؤخرا ليكون سفيرا فى الخرطوم، وفى الخرطوم إلتقته (الرأى العام) بمكتبه بمقر السفارة اليمنية بالعمارات، طرحنا عليه العديد من التساؤلات عن راهن العلاقات السودانية اليمنية من جهة، وعن مايرشح من أنباء غير سعيدة من اليمن السعيد من جهة أخرى، فأجاب عليها دونما تردد حسبما يفهم من هذه الحصيلة:

العلاقات بين البلدين قوية منذ الخمسينيات، والصلة بين قيادات البلدين مستمرة بشكل جيد وهنالك تميز في العلاقة بين عبد الله صالح والرئيس عمر البشير ونحن كسفراء هذا التعامل يسهل علينا الكثير من مشاق العمل الدبلوماسي بسب ان التواصل بينهم مباشر.
* مع هذه الحميمية، لكن من الواضح ان حجم العلاقات بين الدول اصبح يحدد وفق حجم المصالح المشتركة وبالتالي فإن هذه العلاقة من الصعب أن تزدهر فى غياب مصالح حقيقية بين الخرطوم وصنعاء؟
في خمسينيات القرن الماضي كانت العلاقات اليمنية السودانية تجارية.. لكن في الاونة الاخيرة بدأ التجار اليمنيون يغادرون بسب ضيق الفرص التجارية، ايضا تحسن الاوضاع بشكل او باخر طغي علي الهجرة السودانية، الان حجم العلاقات بين البلدين تجابهه صعوبات مثل اعطاء التاشيرة واجراءات المتابعة، و نحن نطالب بالغائها . والجانب الاخر قضية جذب الاستثمار، فالتوجه اليمني للاستثمار في السودان يأخذ شكلاً كبيراً وحجم التبادل التجاري متمثل في عدة اعمال وشركات.
* ما هو مقدار الاموال اليمنية المستثمرة بالسودان؟
حقيقة لا استطيع ان احددها..لكن هنالك شركات يمنية كبري تعمل في السودان. حيث تعمل فى مجال البترول بالسودان ثلاث شركات
* هل انتم راضون عن مستوي التبادل التجاري؟
نتمني ان يكون النشاط بصورة اكبر ..ونسعي لزيادة حجم الاستثمار خصوصا في المجال الزراعي، واليمنيون هم اصحاب الزراعة.
* ماهي المعوقات التي تعوق استثماراتكم في مجال الزراعة؟
المعوقات تتمثل في حجم السقف الموضوع لرؤوس الاموال الخليجية، وهناك حاجة لتعديله فيما يتعلق بالجانب اليمني.
* كأنك تريد أن تقول أن السقف الموضوع لولوج الإستثمارات اعلي من قدراتكم كيمنيين؟
ليس اعلي من قدراتنا، فرأس المال لا يعلن عن نفسه..لكن فيما يتصل بالتسهيلات المطلوبة نري اننا الاولي من غيرنا.
* انتم تطالبون بألغاء التأشيرة..هل ثمة إشكاليات أجلت الموافقة على هذا الامر؟
لا ابدا..بالنسبة للمسؤلين السودانيين لهم منا كل الشكر والاجلال لتجاوبهم معنا في كل المطلوبات. ولكن الاجراءات الرسمية الضرورية تقتضي ذلك.
* ما الذي تطمحون في القيام به من مشروعات صناعية في السودان؟
اكبر طموح بالنسبة لنا المشاركة الزراعية، والطموح الاكبر ايضا انشاء خط بحري بين البلدين من واقع التكلفة الاقتصادية بيننا عبر البحر الاحمر الذي يعتبر صلة الوصل الدائمة بين البلدين.
* هنالك اتهامات بتراجع دور اليمن الريادي في دعم القضايا العربية والمقاومة؟
دور اليمن كما هو عليه في دعم القضايا العربية، والوقوف بصلابة مع السودان من اللحظة الاولي ومازالت اليمن تتبني قضايا السودان بشكل كامل.
* هل يسبب الحوثيون لكم إزعاجا؟
أى شئ نشاز يسبب إزعاجاً سواء أكان فى الصوت أو فى الصورة أو فى أى مجال آخر. والحوثى شخص إستغل التناقضات القبلية وبعض مطالب القبائل، فليس هناك تيار مقاتل أو قبائل حوثية فى اليمن، هناك شخص ممول ومدعوم ليقود تمرداً مسلحاً كما يحدث فى دارفور، وكما أن الحركات المسلحة لا تمثلها، فإن الحوثي لا يمثل أهل اليمن
* من يقف وراء الحوثى ويدعمه؟
هو معروف، ونحن عبرنا عنه فى وسائلنا الدبلوماسية ، وأبلغنا المعنيين بالأمر أكثر من مرة. وطالبناهم بالكف عن دعم التمرد وتسليحهم لان هذا ليس من مصلحتكم.
* لماذا الحديث عن داعمى الحوثيين يتم على استحياء من جانبكم؟
ليس على إستحياء، فالرئيس على عبد الله صالح عبر عن ذلك وهو يؤمن بالحوار
* مقاطعة- الحوار مع من؟ مع أنصار الحوثى؟
مع الحوثى نفسه، فقد أعلن الرئيس أكثر من مرة أنه يعفو عن المتمردين لأن سفك الدماء شلال لاينقطع وليس فى مصلحة اليمنيين. فالرئيس أعلن العفو والمصالحة والمهادنة والإستجابة للمطالب التى لاتخرج عن حدود المسموح به، لكننا نحن كيمنيين نبعد دائما عن الإثارة والتصيد الإعلامى.
* كيف تنظر إلى الدعوات الإرتدادية عن الوحدة اليمنية ؟
الزهايمر السياسى مرض لايعدى، فهو مرض يصيب أصحابه ويبقى عندهم، وكذلك الحال بالنسبة لدعاة الإرتداد عن الوحدة
* هل من الممكن تحت أى ضغط أو تسوية قادمة منح حنوب اليمن حق تقرير المصير كما حدث لجنوب السودان؟
لا، لا يمكن أن نوافق أبداً عليه.
* لماذا؟
لإختلاف الظرف الموضوعي واختلاف الطبيعة واختلاف المعطيات، ففي اليمن، وأنت أكثر الناس دراية، هنالك ظرف موضوعي بحت، فتقرير المصير لمن.
* لكن هنالك مطلوبات للوحدة لم تحققها صنعاء للجنوب، فهي تتحدث عن دعم خارجي للمتمردين ولم تدفع استحقاقات الوحدة؟
هذا سؤال جميل، فبمجرد إعلان الوحدة في اليمن، كان هناك تباين كبير في التنمية بين المحافظات الشمالية والجنوبية، وطوال الخمسة عشر سنة الماضية حرمت المحافظات الشمالية من التنمية واتجه كل الاهتمام للمحافظات الجنوبية، فالمطالبة بدفع استحقاقات الوحدة في ظاهرها الخير وفي باطنها الشر.
* هل تريد أن تقول إن استحقاقات الوحدة قد دفعت بالكامل؟
دفعت كل مستحقات الوحدة.
* وفيم المطالبة إذن؟
ما يطالب به هي مستحقات من انفصلوا عن الوحدة وتم العفو عنهم ويطالبون بدفعها مجدداً بعدما دفعت وكلفت الدولة (57) مليار ريال، ونحن كلنا مواطنون يمنيون وأي حقوق تنتقص من أي مواطن فنحن أولي بالضجيج بسببها من غيرنا.

المصدر: صحيفة الراي العام