وسط التحديات الاقتصادية العالمية.. هل تعصف مبيعات الإعلانات بـ”ميتا”؟
عالمية، تكافح شركة “ميتا بلاتفورمز” لحقن إيراداتها التي لا تزال التوقعات سلبية بشأنها.
تقديرات إيرادات الربع الرابع عند الحد الأدنى
وبحسب وكالة بلومبرج للأنباء، أطلقت شركة “ميتا بلاتفورمز” توقعات لإيرادات الربع الأخير من العام الجاري عند الحد الأدنى من تقديرات المحللين، مما يظهر أن منصة وسائل التواصل الاجتماعي ما زالت تصارع ضعف سوق الإعلانات في ظل تباطؤ اقتصادي.
وقالت الشركة المالكة لـ”إنستجرام” و”فيسبوك” إنها تتوقع تحقيق إيرادات تتراوح ما بين 30 و32.5 مليار دولار في الثلاثة أشهر الأخيرة من العام الجاري. كان المحللون يتوقعون تسجيل 32.2 مليار دولار، بحسب تقديرات جمعتها بلومبرج.
فيما هبطت الأسهم بما يفوق 12% خلال ساعات التداولات الممتدة وتراجعت بأكثر من 55% على مدى العام الحالي حتى وقت إغلاق التداول الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وتجابه “ميتا”، التي تجني غالبية أرباحها من الإعلانات، تراجع ميزانيات جهات التسويق جراء حالة عدم اليقين الاقتصادي والتعديل الأخير على قواعد خصوصية شركة “أبل” والتي جعلت إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي أقل نجاعة. قلصت الشركة من التكاليف من خلال إبطاء عمليات التوظيف وتضييق نطاق الأولويات للتركيز على الحفاظ على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة مؤثرة وتوسيع إصدارات الواقع الافتراضي.
لكن في ظل مرور “ميتا” بانخفاض محتمل في الإيرادات في المدى البعيد، قال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج إن الشركة تقوم “بتغييرات ملموسة على كافة الأصعدة لإدارة العمل بطريقة أكثر كفاءة وقد عززت من عمليات التدقيق في جميع جوانب مصروفات التشغيل”.
وتراهن الشركة، التي غيرت اسمها من “فيسبوك” لـ”ميتا” قبل سنة، بصورة كبيرة على “ميتافيرس” أماكن تجمع الواقع الافتراضي المعزز والتي يعتقد زوكربيرغ أنها ستحتضن مستقبل العمل والاتصال. يسفر هذا الجهد عن خسارة ميتا للمليارات، وتتوقع الشركة خسارة أموال أكثر من رهان “ميتافيرس” السنة المقبلة.
وتتوقع “ميتا” حالياً أن يصل إجمالي المصروفات للعام الجاري لما يتراوح ما بين 85 مليار دولار و87 مليار دولار. أعلنت الأربعاء أن هذا الرقم سيزداد في 2023 ليتراوح ما بين 96 مليار دولار و101 مليار دولار.
ومن المفترض أن يبقى إرث “ميتا” من منتجات وسائل التواصل الاجتماعي رائجاً بما فيه الكفاية لتوليد إيرادات من الإعلانات لتمويل الرؤية الخاصة بـ”ميتافيرس”. خلال الربع الثالث من العام الحالي، قضى أشخاص أكثر بسنبة 4% أوقاتاً على منصات “ميتا” بصفة يومية، بالمقارنة بذات الفترة من السنة الماضية، في ظل وجود 2.93 مليار مستخدم نشط يومياً. على أساس شهري، وصلت الشركة عملاقة قطاع التكنولوجيا لـ3.71 مليار مستخدم نشط.
تباطؤ الاقتصاد العالمي.. وضعف مبيعات إعلانات ميتا
تقف ميتا على أرجل مرتعشة عندما يرتبط الأمر بالحالة الراهنة لأنشطتها التجارية، وأبعد قرار زوكربيرج صب تركيز شركته على المستقبل الواعد لـ”ميتافيرس” انتباهه عن معطيات مؤسفة اليوم، حيث إن ميتا ترزح تحت وطأة ضغوط غير معقولة جراء الظروف الاقتصادية العالمية المتدهورة، والمصاعب في ظل سياسة شفافية تتبع التطبيقات لـ”أبل”، والمنافسة من قبل الشركات الأخرى، بما فيها “تيك توكعلى كسب المستخدمين والأرباح.
لكن “ميتا” لا تعد شركة التكنولوجيا الوحيدة التي ترضخ للواقع الاقتصادي الجديد. وقد أعلنت شركة “ألفابت” في الأسبوع الأخير من أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن تحقيق مستويات أرباح وإيرادات في الربع الثالث مخالفة لتوقعات المحللين. فيما شهدت كل من شركة “جوجل”، التي كانت صامدة بطريقة فريدة من نوعها في مواجهة تراجع الإعلانات الرقمية للسنة الحالية ، وشركة “يوتيوب” تراجعاً في المبيعات بالمقارنة بالتوقعات.
وأعلنت شركة “سناب” خلال الأسبوع الماضي عن نمو ربع سنوي للمبيعات هو الأبطأ في التاريخ حتى بعد قضاء السنة في تقليص أعمالها وإعادة توجيه أنشطتها التجارية. انخفضت أسهم “سناب” وشركة “بنترست” عقب صدور تقرير “ميتا”.
وخلال الربع الثالث للعام الجاري، حققت “ميتا” إيرادات وصلت إلى 27.7 مليار دولار، لتتجاوز بقليل متوسط تقديرات المحللين التي بلغت 27.4 مليار دولار. وهبط صافي الدخل 52% بالمقارنة بنفس الفترة الربع سنوية من العام المنصرم لـ4.4 مليار دولار. ووصلت ربحية السهم لـ1.64 دولار، أي أقل من متوسط تقديرات السهم عند 1.88 دولار.
العين الإخبارية