سابقةٌ تاريخية ودرْس.. هذه الدولة تَلَقّت 100 مليار دولار تحويلات مغتربين!
قدّر البنك الدولي في أحدث تقرير أصدره عن الهجرة والتنمية، أن تصل قيمة تحويلات المغتربين حول العالم إلى 794 مليار دولار أمريكي في العام 2022، ارتفاعًا من 781 مليار دولار أمريكي في عام 2021.
وكشف التقرير أن العام 2022 سيكون عامًا لا يُنسى بالنسبة للهند؛ إذ إنه لأول مرة في التاريخ، تسجل دولة واحدة وهي الهند تلقّي تحويلات مالية سنوية تفوق قيمتها الـ100 مليار دولار؛ مما جعلها تحتل المرتبة الأولى في قائمة أكبر الدول المتلقية للتحويلات المالية من المغتربين في عام 2022.
تطور العمالة الهندية
يقول الخبير المالي والاقتصادي الدكتور حاتم البنا: إن تحويلات الهنود العاملين بالخارج نمت بنسبة 12% في 2022 لتلامس ما قيمته 100 مليار دولار مقارنة بـ89.4 مليار دولار أمريكي في عام 2021؛ مشيرًا إلى أن السبب الجوهري في بلوغ هذا الرقم هو التطور الذي حدث في خصائص العمالة الهندية العاملة بالخارج خلال العقد الأخير.
وأوضح “البنا”، أن العمالة الهندية المهاجرة كانت ترتكز في السابق على المهارات اليدوية التي لا تحتاج إلى مستوى عالٍ من التعليم، والتي تُحقق مردودًا ماليًّا منخفضًا؛ إلا أن تغيرًا طرأ على هيكل العمالة الهندية؛ إذ باتت الدولة الآسيوية قادرة على تصدير كفاءات بشرية أكثر تعلمًا، مثل الأطباء والمهندسين وغيرهم؛ مما يجعلهم قادرين على تحقيق مردود مالي مرتفع، وهذا ما يفسر بلوغ التحويلات القادمة من الولايات المتحدة المرتبة الأولى كمصدر للتحويلات إلى الهند، وفق “اقتصاد سكاي نيوز عربية”.
وبحسب “البنا”؛ فإن الدرس الذي يجب تعلمه من الهند هو أن الاستثمار في البشر من خلال الإنفاق على التعليم، يخلق ثروة بشرية قادرة على إحداث فرق؛ مشيرًا إلى أن الدولة التي تتمتع بثروة بشرية متعلمة، تكون قادرة على تصدير كفاءات تدر دخلًا قوميًّا يُسهم بشكل قوي في رفع مستويات النمو الاقتصادي للبلاد.
الانتشار الضخم
من جهته، يقول الباحث في الاقتصاد السياسي والاجتماعي الدكتور طالب سعد في حديث: إن الانتشار الهندي الضخم جدًّا في العالم والذي يتراوح ما بين 22 إلى 25 مليون شخص، بات قادرًا على رفد اقتصاد بلده الأم بمبالغ هائلة بالعملة الأجنبية تصل إلى 100 مليار دولار هذا العام؛ مشيرًا إلى أن اليد العاملة الهندية باتت تغزو أسواق العالم من أمريكا إلى أوروبا وحتى إفريقيا وصولًا إلى دول الخليج.
ويكشف “سعد” أن الدولة الهندية نجحت في تقديم عدة تسهيلات وحوافز، تهدف إلى تشجيع أبناء البلاد المهاجرين على الاستثمار في مجال البنية الأساسية الصناعية كي يتمكنوا من الإسهام في مستقبل بلادهم؛ مشيرًا إلى أن المغتربين الهنود في الولايات المتحدة، استطاعوا أن يحققوًا تقدمًا كبيرًا بفضل مهارتهم في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والبحوث العلمية؛ مما مكّنهم من تبوئ مناصب عليا، وبالتالي فإن التحويلات المالية الكبيرة التي تتلقاها الهند من أمريكا تأتي بدعم هؤلاء العاملين، وفق “سكاي نيوز عربية”.
وبيّن أن الطلب الكبير مستمر على المهارات الهندية المتعلمة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والدول الآسيوية المتقدمة، وهذا سيساعد الهند في تلقي تحويلات مالية ضخمة ستفوق الـ100 مليار دولار سنويًّا في الأعوام المقبلة.
صحيفة سبق