منى سلمان

هركول ممكور فتّان .. ما بجود بمثلو زمان ..!!

[JUSTIFY]
هركول ممكور فتّان .. ما بجود بمثلو زمان ..!!

عند التفكر في النهج الذي ينتهجه كل من الجنسين في اختيار مواصفات شريك حياته، نلاحظ انه غالبا ما يدفع هوى النفس طالبي الزواج بعيدا عن وصايا العارفين واهل الحكمة التي تبين الطريقة المثلى للاختيار، كذلك يتم تجاهل الهدي النبوي الذي يحرض راغبي الزواج من الشباب للسعي وراء (ذات الدين)، كما أوصى (صلى الله عليه وسلم) معشر النساء لتحري التدين في صفات زوج المستقبل، فقد جاء في وصيته (ص) عندما استشاره أحد الصحابة: لمن يزوج ابنته، فأشار عليه بأن يزوجها ممن يخاف الله فإن أحبها أكرمها وإن بغضها لم يظلمها.
اذن بعيدا عن الحكمة والهدي النبوي غالبا ما يجري التنافس على حلقات التسابق للوصول لـ بيت الحلال .. لا ننكر أن الجمال من أكبر العوامل التي تؤثر في اختيار كل من الطرفين للآخر، فجمال الرجل ووسامته تؤثر بالمرأة، كتأثير جمال المرأة بالرجل والذي اخبرنا رسولنا الكريم انه من ضمن ما يبحث عنه الرجل في المرأة.
حسنا يا جماعة .. النصيحة لـ الله وليس تحيزا لبنات جنسي، فقد كانت النساء اكثر عقلانية في تقييمهن والمفاضلة بين من يتقدم لهن من العرسان .. كانت النساء قبل ان يصيبهن سهم الطمع في السعي وراء القدرة المالية، غالبا ما يلفتهن في الرجل قوة شخصيته .. رقته وأدبه .. جمال حديثه وعمق صوته فـ(درجة عمق الصوت وخشونته) من أهم مكملات الرجولة في نظر النساء لو كنتم تعلمون.
بالمقابل يعاني (بعض) الرجال من السطحية الشديدة في رؤاهم عن الشريكة المناسبة .. بعض دي تفيد التبعيض يعنى ما كلهم !! فما يلفت انتباه تلك الفئة بشكل كبير هو جمال المرأة الجسمي مقارنة بجمال صوتها، ومدى أنوثتها ومظهرها الخارجي، وإذا ما اقترن هذا الجمال بشيء من العلم والثقافة والذكاء وقوة الشخصية فـ(خير وبركة)، وإن لم يكن فلا بأس، فالجميلة الغبية أحب للرجل من (أم رأي) الما بجي من وراها غير وجع الدماغ.
ذلك الاختلاف في طريقة تقييم كل من الطرفين للآخر ليس بالجديد المستحدث مع تطورات الحضارة والمدنية بل قديم من سنة (آنستو)، فمن ما ضمنه التراث القديم عن مواصفات الرجل المناسب، ما قالته امرأة من قبيلة حمير عندما سألوها عن الرجل الذي تريده زوجا فأجابت:
إن كان محمود الأخلاق مأمون البوائق فقد أدركت به بغيتي، على انه ينبغي أن يكون كفؤا كريما، يسود عشيرته ويرب فصيلته .. لا أتقنع به عارا في حياتي ولا أرفع به شنارا لقومي بعد وفاتي.
وقديما سُألت ثلاث فتيات عن المواصفات التي يحببن أن يكون عليها زوج المستقبل، فقالت الأولى:
أحبه أن يكون غيث في المحل، ثمّال في الأزل، مفيد مبيد.
وقالت الثانية:
أحبه أن يكون مصامص النسب، كريم راضي، كامل الأدب، غزير العطايا، مقتبل الشباب، أمره ماض، وعشيره راض.
وقالت الثالثة:
أحبه أن يكون عظيم المراقد، يعطي قبل السؤال، ونبيل قبل أن يستنال، في العشيرة معظم، وفي الندى مكرم.
فاهمين حاجة يا شباب ؟؟ .. حقو تحاولوا تفهموا الكلام ده معناه شنو!!
لأن آراء الشابات الثلاثة تأكد ما ذهبت إليه من زعم عن نضج ووعي النساء (الزمان) في اختيار مواصفات الرجل المناسب كزوج لهن حسب الطباع والأخلاق، بخلاف ما يراه الرجال من صفات في المرأة التي يقبلون بأن تكون زوجة لهم، فالصفات الحسية تقدم على المميزات الاخلاقية، كمثل وصف الأخوين عمرو وربيعه، فعندما سألهما والدهما عن أهم الصفات التي يحبونها في المرأة، أجاب عمرو:
الهركولة اللقاء، الممكورة الجيداء، التي يشفي السقيم كلامها، و يبرئ الوهيب إلمامها، الفاترة الطرف، الفلة الكف، العميمة الردف.
أما أخوه ربيعه فقال في وصفها:
الفتانة العينين، والأسيلة الخدين، الكاعب الرداح ، الشاكرة للقليل، المساعدة للحليل، الرخيمة الكلام.
طبعا محاولة التفسير أو الاسترسال في وصف ما يحبه الأعراب قديما في المرأة يدخلني تحت طائلة (الممنوع من الصرف) من الكلام .. مالنا ومال كدي !!
أما عن ما يطلبه الرجال في زمنا الحالي في زوجة المستقبل من صفات، فبالإضافة لجمالها فهم يحبونها ان تكون متعلمة وموظفة لتشاركهم في أعباء الحياة الاقتصادية، أما ما تنشده بناتنا في زوج المستقبل، فبالإضافة إلى جمال الخلقة والاخلاق تتمنى البنات أيضا الحصول على الزوج الغنى ذو الوظيفة المرموقة و الشخصية القوية.
كما أن شلهتة المواصلات والإيجارات دفعت بالكثيرات للتشبث بشيئين لا ثالث لهما يجب أن يمتلكهما زوج المستقبل:
العربية والبيت المِلك.
في الختام لابد أن نقر بحقيقة أن العشق وهوى القلب لا يعرف الصفات والمواصفات كما أن القسمة والنصيب هي المتحكم الأول والأخير في اختيار شريك الحياة.
[/JUSTIFY]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

تعليق واحد