الزواج قد يساعدكم لضبط مستويات السكّر في الدم
ربطت دراسات علمية بين الزيجات السعيدة ومجموعة من الفوائد الصحية التي تعود على المتزوج مقارنة بالأعزب، بما في ذلك التمتع بحياة أطول، وسكتات دماغية أقل، ونوبات قلبية أقل، وفرص أقل للتعرض لنوبات الاكتئاب. لكن دراسة جديدة نشرت يوم السادس من فبراير/ شباط الحالي، في مجلة BMJ Open Diabetes Research & Care، أعدها باحثون في الصحة العامة وعلم النفس، أشارت إلى أن الزواج يمكن أن يساعد أيضا في ضبط نسبة السكّر في الدم، والحفاظ عليها عند مستويات منخفضة، بغض النظر عن جودة هذه العلاقة أو مدى انسجام الزوجين.
فحص الباحثون بيانات من دراسة إنكليزية سابقة أجريت في الفترة من 2004 إلى 2013، على 3335 فرداً بالغاً من الرجال والنساء، تتراوح أعمارهم بين 50 و89 عاماً، ولم تثبت إصابتهم بداء السكّري عند بدء الدراسة. جمعوا البيانات من المشاركين كل سنتين، مع بيانات العلامات الحيوية. جمع الباحثون معلومات عن عدة عوامل، مثل العمر والدخل ومؤشر كتلة الجسم ومستوى النشاط البدني والتدخين والاكتئاب وأنواع العلاقات الاجتماعية الأخرى. سئل المشاركون عما إذا كان لديهم زوج أو زوجة أو شريك يعيشون معه. وطُلبت منهم الإجابة عن أسئلة لفحص مستوى التوتر والدعم داخل العلاقة.
أظهرت البيانات أن 76 في المائة من الأشخاص في التحليل كانوا متزوجين أو يعيشون مع شريك. ومن خلال الإجابات والبيانات المتاحة أيضاً، وجد الباحثون أن جودة العلاقة لم تحدث فرقاً كبيراً في متوسط مستويات الغلوكوز في الدم، ما يشير إلى أن وجود علاقة داعمة أو متوترة كان أقل أهمية من مجرد وجود علاقة على الإطلاق.
في تصريح لـ”العربي الجديد”، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، كاثرين فورد، باحثة ما بعد الدكتوراه في علم النفس في جامعة كارلتون الكندية: “وجدنا أن التغيّر في الحالة الاجتماعية كان مرتبطاً بشكل كبير بمتوسط مستويات السكّر في الدم بين البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً. بالنسبة لأولئك الذين انفصلوا عن شريك الحياة، أظهرت النتائج أن متوسط مستويات السكّر في الدم لديهم كان أسوأ من نظيره لدى المرتبطين. وجدنا أيضاً أن النفقة الزوجية والإجهاد الزوجي لا يبدو أنهما مرتبطان بمتوسط مستويات السكّر في الدم بين أولئك الذين كانوا متزوجين، أو يعيشون مع شريك”.
اختبر المؤلفون أيضاً الفروق بين الجنسين، ووجدوا أن الارتباطات كانت متسقة للرجال والنساء، إذ إن النوع الجندري لم يحدث فرقاً في النتائج.
توضح فورد أن النتائج تسلط الضوء على أن الشراكات في منتصف مرحلة البلوغ إلى أواخرها من المحتمل أن تكون مهمة لصحتنا الجسدية. مع التقدم في العمر، قد تصبح التغيّرات في الحالة الزواجية أكثر شيوعاً، مثل وفاة الزوج على سبيل المثال، فضلاً عن حالات الانفصال أو الطلاق، وهو ما يعتقد الباحثون- من خلال النتائج- أنه يرتبط بتغيّرات محتملة ذات صلة بمتوسط مستويات السكّر في الدم.
وعن مدى موثوقية النتائج أو إمكانية تعميمها أوضحت الباحثة أنها وأعضاء فريقها لا يدّعون تقديم علاقات ارتباطية سببية، بمعنى تلازم حدوث هذه النتيجة مع كل الأفراد على مستوى العالم، ولكن ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث للوصول إلى هذا التعميم. وأشارت فورد إلى أن الدراسة تعاملت مع العلاقات، سواء كانت “زواجاً” أو “شراكة حياة”، كما هو شائع في كثير من المجتمعات الغربية، على أنها نفس الشيء، ومع “الانفصال” و”الطلاق” و”الترمل” على أن لها نفس التأثير، وهو أمر ربما يؤخذ على النتائج أو ينتقده الباحثون الأقران، لذلك، فإن الباحثة تعتقد أن اختبار هذه الحالات بشكل فردي من شأنه أن يقدم نتائج أكثر تأكيدا، وهو ما تسعى إليه الباحثة في الدراسة المقبلة.
العربي الجديد