رأي ومقالات

غروب شمس إمبراطورية “آل دقلو” (٤)

غروب شمس إمبراطورية “آل دقلو” (٤)
لماذا قررت القوات المسلحة حسم “حميدتي” عسكرياً؟
رشان اوشي
لعبت المحاور الإقليمية دوراً بارزاً في إنهاء أسطورة مليشيا “آل دقلو” التي تمددت كثيراً ، وضربت بهيبة الدولة عرض الحائط.
اولا: كانت الهدنة في “اليمن” بمثابة المسمار الأول في نعش احلام “حميدتي” بأن يحكم السودان بواسطة ثروة مالية ضخمة يحرسها جيشه .
كان الآلاف من الشباب السوداني الذي تحطمت آماله على صخرة الاوضاع العامة في البلاد، يتوافد سنوياً الى معسكرات مليشيا “آل دقلو” ،بهدف التجنيد وصولاً الى اليمن ،والحدود السعودية ، مبلغ (٧٠٠٠) دولار شهرياً مغري ،مقارنة بإنسداد الأفق في السودان .
كانت هذه الرحلات تدر ربحاً جيداً ل”حميدتي” ، حيث يقبض “كومشن” على راتب الفرد الواحد ما يقارب 30% من جملة المبلغ تودع في وديعة خاصة به في البنك المركزي.
عندما قررت المملكة العربية السعودية وضع حد للحرب الأهلية في اليمن ،التي استنزفت موارد الخليج العربي بلا فائدة ، ووضعت “الإمارات” تحت سلطة الأمر الواقع ، هنا بدأت احلام حميدتي تهتز ، خاصة وانه سيفقد مورداً هاماً.
بدأ الجنرال الثري يفقد مصادر ثروته ، في ذات الوقت كان يواجه ضغطاً شعبياً كبيراً وسط المجتمعات المحلية بمناطق تعدين الذهب ، بجانب الضغط الإعلامي ، اصبحت مسألة الاستمرار في نهب الذهب بتلك الطريقة مهدداً آخر لطموحه نحو حكم السودان ، لأنه يحتاج ايضاً لقدر من القبول الشعبي ، اضطر للانسحاب من “جبل عامر”.
بدأ يفقد أهميته لدى الإمارات نفسها التي شعرت به شخص غير مفيد في مشروعها نحو السودان .
“مصر” لم تكن راضية عن تمدد مليشيا “آل دقلو” مطلقاً، وكان للنظام المصري آراء واضحة في تمدد “حميدتي” ، واخطرت “البرهان” بذلك عدة مرات ، بالطبع “مصر” تخشى على أمنها القومي .
“إثيوبيا” تخوض حروباً داخلية ، ليس لديها مصلحة في انفلات الاوضاع في السودان والذي يأوي عشرات الآلاف من اللاجئين وتوفر لهم الأمن .
“تشاد” ، تعاني ايضاً اضطرابات داخلية ، كما أنها لا ترغب ايضاً في ان يصل “دقلو” حليف “الروس” الى سدة الحكم في السودان ، لذلك وافقت بلا تردد على حسمه، و سارعت بإغلاق الحدود.
“حفتر” يواجه موقف اقرب لموقف “حميدتي” ،توقف الدعم الإماراتي ، وكذلك الحرب في ليبيا ، بل وشرع في ابعاد المرتزقة السودانيين عبر منبر تفاوضي في النيجر ، ينعقد الآن.
اذا لن تساند المحاور الاقليمية “حميدتي” في حربه التي يخوضها في مواجهة الجيش السوداني .
ونواصل

رشان اوشي