إنتهى وقت البوليتيكا
ثبت بالدليل القاطع أن اتفاق جدة كان من صالح الدعم السريع،فالهدنة أعطتهم فرصة إعادة تموضعهم في كافة المواقع .. الآن هم يختارون بنايات سكنية بعينها وبعناية ليتخذوها ثكنات عسكرية مشرفة على مواقع مميزة..اضافة لانتشارهم الأفقي الواسع في كل ولاية الخرطوم والجيش اكتفى بتأمين مناطقه العسكرية فقط، صحيح أن الدعم السريع بات لا يشكل خطرا على الوحدات العسكرية ولكنه صار مهددا خطيرا للمدنيين في أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم.. في الجانب الدولي نجد أن أمريكا تتشدد في مراقبة الهدنة وتتوعد بمعاقبة الطرفين، بما في ذلك حظر الطيران وهو الميزة الرئيسة للجيش في عملياته حتى الآن وهذا إن تم هو مكسب آخر للدعم السريع ينتظرون حدوثه بفارغ الصبر.. هذا بجانب تصريحات وزارة الخزانة الأمريكية بتزويد فاغنر الروسية للدعم السريع بصواريخ أرض جو لاستخدامها في حربه ضد الجيش السوداني.. اعتقد أن زمن “البوليتيكا” إنتهى وآن أوان الحسم العسكري النوعي والشامل وإلا ستتفاقم الأزمة داخليا وخارجيا ويصعب الحل بعدها مع تذمر واضح وتململ من قبل الشعب السوداني الذي يتحمل كلفة هذه الحرب بالكامل، هذا التململ يفقد الجيش ميزة أخرى مهمة وحساسة وهي إلتفاف الشعب السوداني حوله ومؤازرته له.. فهل تتحرك قيادة الجيش قبل فوات الأوان؟؟!!!!
د. محمد بشير عبادي