رأي ومقالات

مبارك اردول: هل هنالك تنسيق سياسي عسكري بين الحلو وحميدتي ؟

عن الأوضاع في جنوب كردفان صباح اليوم(1) ؟
وهل هنالك تنسيق سياسي عسكري بين الحلو وحميدتي ؟
بدون تبرير او تنسيق مشترك بين الحركة الشعبية والدعم السريع ولنقنع انفسنا إن ما يتم مجرد مصادفة او قل نصدق رواية اعضاء الحركة بانهم يريدون حماية المدنيين بعد أن فشل الجيش من حمايتهم أمام إنتهاكات الدعم السريع، وإن كان هم لم يفتح الله فمهم بمجرد بيان إدانة، المهم انهم لايريدون تكرار نموذج الجنينة في جنوب كردفان، حد قولهم، وقد نسوا نموذج لقاواة التي بدأ الهجوم عليها قبل الخرطوم وأفرغوها الدعم السريع ومليشياتها من أهلها ويأويهم سكان مدينتي الدلنج وكادقلي، فلو كانت هذه نوايا الحركة الشعبية حقيقة كان عليهم تأمين لقاواة وارجاع أهلها إليها او تأمين الرهد في شمال كردفان ضد هجمات الدعم السريع، حتى دونما تنسيق مع القوات المسلحة.

ما رصدته الآن منذ بدء حرب أبريل هاجمت قوات الحركة أكثر من(15) حامية عسكرية في جنوب كردفان نجحت في السيطرة على اغلبها وتم صدها في البقية، وكلها كانت حاميات تتبع للقوات المسلحة، وتحاشت تماما المواجهة مع الدعم السريع وإن كانت أماكنها معروفة ومناطق إنتشارها معلومة وبل في بعض المواقع تكون أقرب لهم من معسكرات القوات المسلحة، ومع ذلك يتم تجاوزها، والهجوم على المواقع الآمنة والبعيدة جدا من الدعم السريع، مثل مناطق جنوب الدلنج وجنوب كادقلي، وهذا كله صدفة، ونفهم غصب عنا أنه بدون مشروع سياسي مشترك فيما بينهم، رغم حصول الإمدادات الحربية منذ مايو من دولة جارة صرح رئيسها بانه يقف مع القوات المسلحة، وزارها قائد المليشيا في آخر زيارة خارجية له، ورغم تواجدهم القريب في عاصمة التأمر (نيروبي)، واللوم يقع علينا فقط لأننا نفكر بنظرية المؤامرة، لذلك وجب علينا التخلص منها.

عموما الواقع اليوم بعد أن صدت القوات المسلحة الهجوم على محور جنوب -غرب الدلنج من الجيش الشعبي بقيادة الحلو بالأمس وسيطرة هجوم شمال -شرق بواسطة الدعم السريع على منطقة طيبة وأسر بعض أفراد وضباط القوات المسلحة، أصبحت الأوضاع في الدلنج مربكة وصعبة للغاية أمام المدنيين، فالقوات المسلحة تحارب حاليا في جبهتين، جبهة جنوبية-غربية، وجبهة شمالية -شرقية جيش شعبي ودعم سريع هكذا على التوالي، يتوقع معاودة الهجوم مرة أخرى تحت أي وقت ، سيما وانا مواقع تمركز القوتين المهاجمتين لا تبعد عن ال(50) كلم شرقا وغربا لكل منهما.

أما في محور كادقلي تشن قوات الحركة الشعبية محور شرق كادقلي هجمات على معسكري العتمور والمشتركة متوجهة نحو كادقلي عاصمة الولاية ، وهذا بعد قطع الطريق الرابط بين الدلنج وكادقلي وقبله الدلنج والأبيض والانباء تأتي متقطعة من هناك نسبة لرداءة شبكات الاتصال.

الحقيقة الآن تعيش مدن كردفان جميعها في جزر معزولة يصعب الحركة فيها من والي اي مدينة ففي شمال الإقليم بسبب تواجد الدعم السريع وفي جنوبه بسبب تواجد الجيش الشعبي وكل البنادق موجهة ضد القوات المسلحة.

تعازينا لأسر القتلى في المدينة في الدلنج من جميع جبهات القوات المتقاتلة، وللعلم كل المهاجمين في الجيش الشعبي والدعم السريع والقوات المسلحة هم أبناء المدينة وقراها حقيقة ولربما هنالك أشقاء متوزعين وفي جبهات معادية ضد بعضهم البعض.

مبارك أردول …