مصطفى بكري: القاهرة لم تتخل عن السودان ولن تقبل بتقسيمه
قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، إن اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، بدأ باستعراض البرهان للأوضاع في السودان على المستوى العسكري والإنساني.
وأضاف بكري، خلال مداخلة مع فضائية “العربية الحدث” مساء اليوم الثلاثاء، أن البرهان أكد أن الجيش السوداني لن يتنازل بأي حال من الأحوال عن ضم جميع الفصائل المسلحة ولن يسمح بوجود ميليشيا تكون طرفا في صراع أو أزمة على أرض السودان، وأن الجيش السوداني ليس ضد وقف إطلاق النار ولن بشرط تخلي قوى الدعم السريع عن الأماكن التي تتواجد فيها في المنازل والمستشفيات وبعض المناطق الاستراتيجية الأخرى في الخرطوم، كما أن الجيش السوداني ليس طامعا في السلطة بأي حال من الأحوال وأنه مستعد للتخلي عن السلطة بشرط أن يكون هناك توافقا سياسيا على حكومة مدنية وإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن، وعدم التدخل الخارجي.
وأوضح أن مصر ردت بثوابت ثلاثة أكدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي أن مصر مع وحدة السودان جيشا وشعبا وأرضا ومع وحدة المؤسسات، ودعم عدم التدخل في الشأن السوداني، وأن المخرجات الثمانية من اجتماع دول الجوار مصر متمسكة بها ومستعدة للتعامل بها مع السودان في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن القاهرة لم تتخل عن السودان أبدا ودائما كانت تؤكد على رفض التدخل في الشؤون الداخلية السودانية إلا عندما تطلب الحكومة السودانية المساعدة بأي شكل من الأشكال، وهناك اتفاقيات عسكرية موقعة بين البلدين تسمح بوحدة الموقف، ولكن القيادة المصرية نأت بنفسها عن التدخل المباشر في الشأن السوداني ولجأت إلى دول الجوار، وكانت تتابع منذ البداية محادثات جدة ومجلس السلم والأمن الإفريقي، وكان في اجتماع دول الجوار مقررات ثمانية سعت مصر للتواصل مع الأطراف المعنية في السودان وعقد لقاء وزاري في تشاد، وكان هدفه وقف إطلاق نار مستدام ووجود ممرات آمنة للمساعدات، مؤكدا أن لقاء القاهرة أكد على ضرورة السعي السريع لوقف إطلاق النار وإنقاذ الشعب السوداني، ومناقشة باقي الاستحقاقات الأخرى من أجل إنقاذ الشعب السوداني الذي يعاني صحيا وإنسانيا وغذائيا في الوقت الراهن.
وأكد أن البرهان طرح قضية السودانيين على الحدود، فهناك أكثر من 300 ألف سوداني دخلوا مصر، ووصل عددهم إلى 5 ملايين مواطن ويعيشون في وطنهم الثاني، ولكن هناك مشاكل في الإقامة والدخول والدراسة وتم مناقشتها مع الرئيس السيسي وتجاوب الرئيس مع الكثير من هذه المطالب مثلما فعل مع الأشقاء اليمنيين.
وأوضح أن زيارة البرهان لمصر، لها تأثير قوي على الجيش والشعب السوداني، لأنها أول زيارة بعد أزمة 15 إبريل، متوقعا أن تكون النقاط التي توافق عليها الزعيمان تشكيل لمبادرة قد يعلن عنها في فترة مقبلة، وقد تلتقي في كثير من بنودها مع المبادرة التي تبناها مجلس السيادة السوداني خلال الأيام الماضية، متابعا: “أظن أن الزيارة سيكون لها نتائج مهمة ستفصح عنها الأيام المقبلة، خصوصا وأن البرهان لم يكن ليأتي إلى القاهرة إلا ولديه أجندة، كما أن مصر ما كانت لتسمح بعودة البرهان إلا قبل أن تسمعه رؤية القاهرة التي تقف مع الشرعية في السودان والتي تعني الجيش والدولة السودانية”.
وشدد على أن القاهرة أكدت أنها مع وحدة الجيش السوداني، وأنها لم تكن ترغب في انفجار الأوضاع في الخامس عشر من إبريل وأن يحدث الاقتتال والذي سيكون له الكثير من التداعيات على وحدة السودان، متابعا: “نحن نرى الآن الاقتتال انتشر في العديد من المناطق، وكأن هناك سعي دؤوب لمخطط التقسيم وهو ليس بجديد على السودان، والرأي العام في السودان سيحمل جميع القوى الخارجة عن الشرعية هذه المسؤولية أمام الشعب السوداني والأجيال القادمة، فما يحدث جرائم حرب وسيخضع الذين ارتكبوها من الدعم السريع للعقاب”.
وتابع: “القاهرة لا يمكن أن تقبل بتقسيم السودان سواء جيشا أو شعبا أو أرضا، فالجيش السوداني هو المؤسسة الحقيقية والدولة هي الكيان الوطني الحقيقي، والرئيس السيسي أكد على ذلك”.
صحيفة الأسبوع