بورتسودان، القاهرة.. “ورطة” بدر وتاركو
بعد أن تمنعت السُلطات المصرية ورفضت الاستجابة لنداءات الآلاف من العالقين ولم تتجاوب مع خطابات رسمية من الجانب السوداني ، عادت بعد أن وصلت الحرب في الجزء الجنوبي من وادي النيل شهرها الخامس إلى الموافقة على إستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، وهو أمر رغم أنه تأخر كثيراً دون إبداء أسباب إلا أنه وجد ارتياح كبير وسط العالقين السودانيين بمصر خاصة المرضى وكبار السن وغيرهم من الذين لايمكنهم السفر عبر الطريق البري الرابط بين البلدين.
وما إن وافقت السُلطات المصرية على إستئناف رحلات الطيران بين البلدين عبر مطاري بورتسودان والقاهرة سارعت شركتي تاركو وبدر إلى الإعلان عن تسييّر الرحلات واستعادتا ذاكرة مايقترب من الثلاثون رحلة كانت الشركتين تسييرها أسبوعياً بين الخرطوم والقاهرة قبل الحرب.
وعقب يوم واحد من إعلانهما إستئناف الرحلات مضت شركة مصر للطيران بعيداً على ذات الطريق ولم تكتفي بزفّ البشري لعملائها بل طرحت أسعار التذاكر وحددت موعد الرحلات التي يفترض أن تبدأ يوم الأحد، واحدثت الشركة المصرية ربكة في أروقة تاركو وبدر بتحديدها زمن الرحلات وهو الأمر الذي لم تتمكن من فعله لإجراءات تخص الجانب المصري بالإضافة إلى خفض سعر التذكرة الى 460 دولار.
فإذا بدأت الشركة المصرية رحلاتها قبل تاركو وبدر يعني هذا استحوازها منفردة على أكبر حصة من سوق النقل الجوي بين البلدين وبما تمتلكه مصر للطيران من طائرات كبيرة يمكنها نقل إعداد مُقدرة من المسافرين وهو الذي سيكون خصما على بدر وتاركو إذا لم يستأنفا رحلاتهما في ذات توقيت تشغيل مصر للطيران.
اما التحدي الثاني الذي يواجه تاركو وبدر يتمثل في تواتر أنباء عن صدور توجيه من القنصلية المصرية ببورتسودان بأن يكون السفر على مصر للطيران من اشتراطات الحصول على التأشيرة وحدوث هذا يعني حرمان بدر وتاركو من الركاب في رحلاتهما من بورتسودان وهو أمر حال حدوثه من شأنه أن بتسبب لهما في خسائر مالية وربما يدفعهما للعدول عن فكرة إستئناف الرحلات بين البلدين.
أما أكثر التحديات الشائكة التي يتوقع أن تواجه بدر وتاركو تكُمن في تحديد مصر للطيران 460 دولار سعر للتذكرة وهو مبلغ لايمكن للشركتين تجاوزه بالزيادة، كما أن ذات المبلغ إذا اضطرت بدر وتاركو لبيع التذاكر استناداً عليه فإنه سيطرح الكثير من الأسئلة حول أسباب إرتفاع أسعار تذاكر رحلاتهما إلى محطات قريبة مثل جدة وغيرها وانخفاضها لرحلات القاهرة.
وخلاصة الأمر فإننا ننحاز إلى جانب المسافر السوداني في أن تنخفض الأسعار بين بورتسودان والقاهرة حتى الي ما دون 460 دولار، ولكن في ذات الوقت فإن مصلحة تاركو وبدر وهما شركتين سودانيتين تفرض على سلطة الطيران المدني بالسودان التحرك من أجل معرفة الأسباب التي حالت دون تحديد السلطات المصرية موعد رحلات بدر وتاركو حتى الآن بالإضافة إلى الاستفسار عن حقيقة حصر سفر حملة التأشيرات على مصر للطيران وذلك لمنع احتكار الرحلات للشركة المصرية وهو أمر إذا حدث يعني زيادتها أسعار التذاكر مستقبلا لعدم وجود منافس وهذا يضر المسافر السوداني.
كتب:رئيس التحرير
طيران بلدنا