بكري المدني: لا داعي للعجلة -تحرير الخرطوم ليس حلا!!
لا شك ان الناس تعبت من الحرب ومن آثارها وأن أكثر ما تحتاجه الآن العودة لبيوتها في الخرطوم والجنينة وفي غيرها من المواقع التى طالتها الحرب ولا زالت ولكن هب أن ذلك حدث بعد إنتصار غالب للجيش او بإتفاق اخرج المتمردين من بيوت الناس/ماذا انجزنا للمستقبل والأجيال القادمة ؟!
صحيح بالحسم العسكري الغالب او الإتفاق السياسي قد نجد حلا لمشاكل الحاضر ولكنه سيكون حلا جزئيا يقوم على أخطاء تاريخية لا تحقق حلولا كاملة للمستقبل
قلتها من قبل أن الأمر متجاوز لتشكيل حكومة ولو بإتفاق الظاهرين الآن على مسرح الأحداث من سياسيين وعسكريين والذين هم مع هذا الظهور الكبير لا يمثلون حقيقة غالب السودانيين ناهيك ان يمثلونهم كلهم -!
لن يكون حلا كاملا التوافق على حكومة برئاسة البرهان ومشاركة كل القوى السياسية بما في ذلك الاسلاميين وتمثيل الحركات جميعها وحتى الدعم السريع (المحلول)!!
ان التراضي على تشكيل حكومة على الشكل أعلاه وان بدت للبعض كاملة وعريضة فإنها فارغة وستكون أوجدت حلا مؤقتا لمشكلة هؤلاء مع السلطة ولكنها لم تجد حلا للبلد ولا لأهلها!
أن حل البلد وأهلها في الإستقرار الدائم بلا مهددات ولا مخاوف من المستقبل على المال والأملاك والأولاد والأعراض وذلك لن يكون الا لإيجاد حل للمشكلة وليس حلا لمن تسببوا فيها ويتصارعون عليها على أجساد المواطنين !
قبل المناداة ببناء الخرطوم السياسية (المركز)على عوج من جديد دعونا نعمل على بناء مراكز سياسية عديدة للكل في وقت واحد/ مراكز في الفاشر ومدنى وفي بورتسودان ومروي وفي الدمازين والأبيض على ان تكون الخرطوم السياسية (صالون)–(ديوان)و(ضرا) للعامة كل يحمل نسخة من المفتاح لأي مناسبة وفي أي وقت -!
دعونا نبني مراكز حقيقية للجميع -سياسية وإدارية وخدمية ومدنية يملكون فيها حقوقهم الكاملة في السلطة والموارد وبتشاركون في علاقة (أهل)في الجسم الأعلى لإدارة البلد!
بقلم بكري المدني
