رأي ومقالات

التبعية والاستقلال .. الوجه والقناع

▪️حميدتي قبل الإطاري: (بالله زول مرتبو بتدي ليهو سفارة ونقول عليهو وطني؟) .. مريم الصادق قبل الإطاري: (أصبح من المعلوم بالضرورة إنو حكامنا يتلقون آراءهم وتعليماتهم وتوجيهاتهم من الخارج).

▪️حميدتي بعد الإطاري: (كان قلنا ما مسيرانا السفارات كضبنا، لكن دا بطوعنا واختيارنا ..) .. مريم الصادق بعد الإطاري: (نحن رمانة ميزان، نحن صرة افريقيا، العالم سيخطط لنا، يجب ألا نتهم العالم .. فيما يدور الآن نعم هناك اجتهادات حقيقية لهندسة الوضع في السودان من منظور الآخرين، لكن نحن نؤكد على مصلحة السودان الآن وفي المستقبل).

▪️ جعفر حسن أيام الاعتصام: (الناس ديل دايرنهم يبعدوا من السفارات الشغالة دي … ووقت الحارة بنكشف الأسماء) .. جعفر حسن وقت الحارة: (حنباري السفارات سفاره سفارة)
هذه الأقوال تكشف عن قائمة من الحقائق، يمكن صياغة بعضها – مع الرأفة – كالتالي:
▪️الأصل عندهم هو التبعية، وإذا أوحوا بضدها فلا يزيد الأمر عن التجمل الشكلي بقناع شفاف سرعان ما يخلعونه.

▪️الكلمة عندهم، لا سيما الكلمة ضد التبعية، لا قيمة فعلية لها، فهي سلاح صدئ ضعيف للاستخدام المؤقت، لأنها لا تتأسس على مبدأ، وإنما على المصلحة الذاتية المباشرة المرتبطة بتدخلات الخارج.

▪️عندما يختلفون يتتبعون مظاهر التبعية عند بعضهم البعض، ويتشاتمون بها، وعندما يتفقون يتجاهلون هذه المظاهر، أو يتبارون في تجميلها والدفاع عنها.

▪️لا يخلو الأمر من تنافس على التبعية، فإذا مضى أحدهم فيها، دون استصحاب الطرف الآخر، كانت الغيرة، وكانت الإدانة الحقيقية لعدم استصحابه لا للتبعية.

▪️لرسوخهم في التبعية لا يجد أي منهم – بعد التصالح – في المظاهر الجديدة للتبعية عند الطرف الآخر أدلة إضافية على اتهامهم القديم له.

▪️في الحرب الدائرة رفع حميدتي التسيير الخارجي إلى قمة جديدة أعلى مما كان عليه الحال أيام الإطاري.

▪️وقفة جماعة الإطاري مع التمرد تأتي في إطار وقفتهم المعتادة مع التسيير الأجنبي وزيادة اعتمادهم عليه.

▪️الإدانات والإشادات لا تشتغل عندهم على موضوعات متعاكسة، بل تشتغل على ذات الموضوع، والفرق هو مصلحتهم الخاصة أو عدمها، في اللحظة المعينة .

▪️لا يستطيع جعفر حسن أن يوفق بين قوليه بطريقة مقنعة يثبت من خلالها عدم رغبته فيما كان يرغب فيه أؤلئك الذين ذم كثرة تطوافهم على السفارات.
▪️ولا تستطيع مريم الصادق أن تفصل، بشكل واضح، بين (المهندسين) المذمومين و(المخططين) الممدوحين، ولا أن تسميهم.

▪️ولا أن تنفي، بأدلة حقيقية، بأن هؤلاء (المهندسين) لا يعولون على حزب الأمة ولا هو يعول عليهم. ولا أن تذكر قائمة بأقوال وأفعال حزب الأمة المقاومة لهذه الهندسة المذمومة.
▪️ولا أن تدعي، صادقةً، بأن هذه (الهندسة) الأجنبية المذمومة تتعلق بشيء آخر غير الاتفاق الإطاري القائم على التسيير الأجنبي كما أقر حميدتي.

▪️ولا أن تقنع أحداً بوجود محتوى حقيقي مقاوم للهندسة في قولها: (لكن نحن نؤكد على مصلحة السودان الآن وفي المستقبل)، ولا أن تثبت وجود فرق حقيقي بينه وقول حميدتي (لكن دا بطوعنا واختيارنا).

▪️إقرار حميدتي بالتسيير السفاراتي الطوعي يطرح السؤال: أيهما أكبر: غضبهم من صراحته الصادمة الفاضحة، أم ارتياحهم لإعلانه الانضمام الطوعي الكامل والنهائي إلى ركبهم، ركب التبعية والقابلية للتسيير ؟ غياب أي ملمح لغضب حقيقي، يرجح الثانية، وتضامنهم معه في تمرده المرتبط بالخارج يؤكدها.

إبراهيم عثمان