رشان أوشي: سيدي الرئيس شعبكم يطالبكم بمراجعة قراركم هذا…
قرار غريب صدر عن رئيس الوزراء المكلف “عثمان حسين” ، يقضي باستئناف الدراسة على مستويات التعليم العالي والتربية والتعليم، وجه بموجة انتقادات واسعة، وأثار حفيظة الرأي العام.
علمت من مصادري الخاصة أن القرار مصدره توجيه من رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وكان قد ناشده مواطنين في إحدى زياراته الميدانية مؤخرا، التزم “البرهان” بمعالجة قضية التعليم في أقرب فرصة، وحاول أن يفي بوعده ولكن…
قطاع التعليم إحدى ضحايا الحرب المدمرة التي تدور رحاها في عدة ولايات سودانية، حيث تحولت المدارس والجامعات إلى دور إيواء، لملايين السودانيين الفارين من جحيم الحرب في العاصمة والمدن الغربية، إذا تستخدم مباني المدارس والجامعات الآن في أغراض أخرى عاجلة أكثر أهمية من العملية التعليمية برمتها، فلا يمكن أن تفرغ الدولة المباني من النازحين وتدفع بهم إلى العراء، هل وفرت بدائل؟.
المعلمون، التلاميذ والطلاب أنفسهم غير موجودين، من هم الطلاب المقصودون بالعملية التعليمية؟، أين يقيمون؟، هل نزحوا إلى الولايات القريبة من العاصمة؟، أم لجئوا خارج السودان إلى دول الجوار؟، هل وفرت وزارة التربية والتعليم أي معلومات وإحصائيات حول عدد الطلاب المستفيدين من القرار وفصولهم الدراسية؟.
هل وفرت وزارة المالية رواتب المعلمين؟، هل وفرت المعينات من طبشور وسبورات و… إلخ؟، هل قامت بصيانة مباني المدارس والجامعات؟، التي تحولت فصولها إلى مساكن ومطابخ ودمرت مرافقها الصحية بسبب الضغط.
المنهج الدراسي نفسه هل مكتمل؟ حسب المعلومات المتوفرة لدينا أن منهج الصف الثالث متوسط لم يطبع أصلا، بجانب الدمار الذي لحق بالإجلاس وأثاثات المدارس والجامعات.
إذا كل المعطيات الواقعية سيدي الرئيس تقودنا إلى ضرورة مراجعة قراركم هذا، لأن تنفيذه مستحيل في ظل الحرب، أبناءك الطلاب والتلاميذ احتسبوا عامهم الدراسي كواحدة من تضحياتهم الجسام في معركة الكرامة، كما أن هناك الآلاف من أبنائك الطلاب قد استجابوا لندائكم بالمشاركة في الدفاع عن الوطن، وهم الآن في صفوف معركة الكرامة الأمامية، لن يترجلوا عن ركب رفاقهم من جنود وضباط القوات المسلحة ليتجهوا إلى مقاعد الدراسة في ظل ظروف اقتصادية ومجتمعية قاسية.
محبتي واحترامي
رشان أوشي