رأي ومقالات

محمد أبوزيد كروم:🔴 البرهان وقادة الجيش.. ماذا تفعلون وماذا تنتظرون !!

منذ بداية حرب مليشيا الدعم السريع وحتى هذه اللحظة أنا متفهم جدا لطبيعة المعركة التي يخوضها الجيش ومقتنع للغاية بالنتائج والمكاسب التي تحققت، وهذه قناعة لكل من يعرف خبايا المعركة الوجودية التي تصدى لها الجيش صبيحة 15 أبريل.

– هل الخسائر قليلة أو مقبولة جراء هذه الحرب ؟ بالطبع لا.. الخسائر فادحة جداً، وباهظة للغاية، ولكنها تكلفة ما كان يُخطط للسودان من تدبير شيطاني خطير.

– هل تعامل الجيش مع المعركة بما تستحق؟ نعم .. الجيش لم يقصر عسكريا ، قاتل ببسالة رغم الخيانة والتآمر والطابور الخامس، اذاً من الذي يؤخر النصر ويرفع من تكلفة الخسائر ؟ هذا سؤال مهم .. من الذي يهزم السودانيين منذ 15 أبريل؟؟ من الذي يتحمل المسؤولية رغم معطيات النصر المتوافرة؟

– هنالك تطويل بائن في حسم المعركة.. وهنالك تكلفة كبيرة جراء ذلك.. سيفقد الجيش قدر غير قليل من الإلتفاف الكبير حوله، الخرطوم فعليا تدمرت، قدم الشعب السوداني شهداء كُثر، فقد الجيش خيرة بنيه، فقد الناس ممتلكاتهم وما يدخرون، ولكنهم وبالاجماع قالوا كل هذا فداء للوطن .. قدم الشعب السوداني أبنائه في المعسكرات مستنفرين ومجاهدين تلبية لنداء قائد الجيش، انخرط المتطوعين والمستنفرين مع الجيش في الخطوط الأمامية وقدموا أرواحهم رخيصة .. وهنالك الآلاف ينتظرون إشارة التحرك لدواس الجنجويد .. بإختصار لماذا يطول البرهان وقيادة الجيش في أمد المعركة؟ وهل القرار بيد البرهان وحده؟؟ أين قيادات الجيش من هذا إذاً؟!

– سقطت جنوب الخرطوم في أيدي الجنجويد بسوء الصنيع والتدبير، دخلوا إلى اليرموك وما كان لهم ذلك، دخلوا الاحتياطي المركزي بالكلاكلة والتحية هنا لأبطال الاحتياطي المركزي الأشاوس فقد لقنوا الجنجويد الدروس قبل انساحبهم من مقر الاحتياطي والكلاكلة بعد المعارك الضارية.. للأسف لم تسندهم قوات أخرى في معاركهم حتى الانسحاب قاتلوا لوحدهم، التحية لهم فردا فردا أينما كانوا فقد رأينا بطولاتهم وثباتهم بأم أعيننا..

بعد سقوط الاحتياطي أشتد الخناق على سلاح الذخيرة والمدرعات ، قاتل أبطال المدرعات بجسارة بقيادة الفريق نصر الدين عبد الفتاح ومن معه من جيش ومتطوعين .. بسالتهم منعت عبث الجنجويد بالمدرعات وحصدت أرواحهم بالآلاف وتحقق النصر العظيم..

– خرج قائد الجيش البرهان إلى بورتسودان وتجول داخليا وخارجيا لقرابة الشهرين حتى الآن، كل ذلك كان محفزاً لسرعة الحسم ولكن!!

– ملأ المستنفرين معسكرات السودان جميعها وهم في شوق للقتال والدواس مع المرتزقة، الجيش في حامياته في الولايات وفي مقراته داخل وحول الخرطوم .. المليشيا في تناقص يومي .. تملكهم الإحباط واليأس تشتتوا في كل مكان وهرب من هرب، ويعمل ما تبقى معهم بأجرة اليومية والمقاولة مع مرتزقة دول الجوار، ليست هنالك قضية للقتال لهم.. هزموا شر هزيمة في نيالا والأبيض ومازالوا يٌهزمون..

– لم يعد مع الجنجويد إلا التافهون بعضهم من ظواهر لايفاتية نكبة ديسمبر ،أو كل من له ثمن للبيع والشراء ، على سبيل المثال الحرامي المبتز المدعو خالد عجوبة، وقاطع الطرق الجهلول النهاب المدعو ابوعاقلة كيكل، والمسخرة دسيس مان هؤلاء هم سند المليشيا.. اذاً أين الجيش من الحسم!! ولماذا التأخير!!

– حُرقت قبل اسابيع أبراج ومعالم الخرطوم ولم تحدث أي ردة فعل ! دخل بعض من المرتزقة إلى منطقة العيلفون الآمنة وعاثوا فيها تقتيلاً وفساد تحت ناظري الجيش! ولم يُكنسوا إلا بعد وقت متأخر! التدوين العشوائي للمليشيا يستهدف أحياء أمدرمان القديمة وبعض مناطق كرري، وكذلك جبل أولياء وينزح المواطنين منها ويُقتلون في البيوت والأسواق في الجبل .. يزداد النزوح من الخرطوم في الوقت الذي عزم فيه الكثيرون على الرجوع وبدأوا في ذلك بالفعل لضيق الأحوال وتطاول الأزمة!!

– ما زال الناس ينتظرون لحظة الصفر وهم يرون ضحكات وتبسم قائد الجيش ويتفاءلون.. قائد الحرب لا يضحك أثناء المعركة إلا إذا استشعر قرب النصر! لم أر مسحة حزن وتأثر على وجه البرهان إلا بعد أن طالبته إبنة رفيقه الشهيد العميد الركن جعفر الطاهر بأخذ ثأر أبيها الذي كان مع البرهان منذ لحظات الحرب الأولى! غير ذلك لا شيء يحرك البرهان لا موت حرسه الخاص ولا زملائه ورفقائه ولا حريق الخرطوم ! هل ينتظر البرهان منبر جدة؟ .. بعد جعل الميدان الحربي قابلا للتفاوض!

– السادة قائد وقادة الجيش الذي يحدث الآن غير مبرر.. لن نتدخل في عملكم الذي تعلمونه جيداً ولكن الانتشار ومحاصرة الخرطوم وتنظيفها لم يعد أمراً يحتمل التأخير والمماطلة إلا إذا كان في الأمر إن وخبايا.. أرجو ألا تهزموا شعبكم وتفتحوا علينا أبواب التدخل الخارجي.. فقد رأينا الآن دول جوارنا تطمع في أرضنا جراء ضعفنا وهواننا.. ورأينا بعض جيراننا يتجرأون في دعم التمرد بكل وقاحة ونهارا جهارا عبر أراضيهم ومطاراتهم..

ما كانوا يستطيعون فعل ذلك من قبل لأننا كنا دولة مُهابة وقوية قبل أن يتولى أمرنا البرهان!!
– الحقيقة لم يعد هنالك وقت .. وسؤال من يهزم ويعمل على هزيمة السودان وشعبه صار مطروحا حتى من الأطفال.. فهل فهم البرهان!!

محمد أبوزيد كروم