معتصم اقرع: صافي الحكاية لا احب ان يصير السودان امريكا ولا اوروبا
شوفتي:
عشت نصف حياتي في السودان وخبرت القري والحضر وعشقته بكل جماله والابجقة والورم الذي تعلمون.
عشت النصف الثاني في غرب انتمي الي جانب من منجزه الحضاري واحب كثيرا من جوانبه التنويرية المعادية لسلطته واستعماره وهيمنته من بيرتراند رسل الي سارتر وتشومسكي ويانس وقلين قرينوو.د.
واكره جوانب اخري في هذا الغرب.
وصافي الحكاية لا احب ان يصير السودان امريكا ولا اوروبا ولا ورشات الرأسمالية الاسيوية حيث الراحة المادية وخواء المعاني.
يبدو انني دقة قديمة.
نحنا ناس قدال “صفوفهم مرامك وحلمك حلمهم, رغيفه وكرامة وسلامة”..
أو كما قال الطيب الصالح: ” نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوروبي، فلاحون فقراء، و لكنني حين أعانق جدي أحس بالغنى، كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه.”
في الغرب حيث الأم والجد في دار المسنين وسوف ارسل لهم كرت في الكريسماس. لو ما نسيت.
وفي السودان حيث تطعن الجدة في العمر محاطة بمحبة البنات والابناء والاحفاد.. وتخرج الي قبرها من دارها محاطة ببكاء صادق من الأهل والجيران,
كسوداني لا اتعالي واطلاقا لا اشعر بدونية تجاه غرب يطرح نفسه كمثال لا اشتريه. ولا داعي للدخول في ضلوع الغرب في دفعنا نحو قاع.
لكن قال حكيم افريقيا شينوا اشيبي: “الرجل الأبيض ذكي للغاية. جاء بهدوء وبسلام حاملا معه دينه. كان مسليا في حماقته وسمحنا له بالبقاء. ولكنه قد فاز الآن بأشقائنا واخذهم لجانبه، ولم تعد عشيرتنا تتصرف ككيان موحد. لقد وضع الرجل الأبيض سكينا على الأشياء التي جمعتنا معا ووحدتنا وها نحن نتداعي وننهار ”
ماهذا يا ناس؟
معتصم اقرع