الحس الأمني
قد لا يختلف إثنان فى أن أى عمليات عسكرية قتالية ناجحة لأبد أن يكون قد سبقها عمل إستخباراتى قوى نتج عنه وضع الخطط و من ثم تنفيذ المهام بدقه .
البعض منا يقدم معلومات للعدو دون قصد و ينتج عنه فشل فى المهام أو تنفيذ بأقل من المستوى المطلوب و على سبيل المثال نشر أحدهم فيديو لتحرك قوات و مصحوب بتعليق( الأن تحرك كثيف للجيش على شارع كذا و بعدد عربات يقدر بكذا و عدد من المدرعات و المدفعية ) ،ربما قصد الناشر إدخال الغبطة و الفرح على المتلقى و لكنه يجهل أنه قد قدم للعدو معلومات على طبق من ذهب و مجانيه ،تسهل عليه إتخاذ الإجراء المضاد أو أخذ الحيطة و الحذر و الإنسحاب من الموقع المستهدف ، و كذلك نشر أحدهم مكتوب ذكر فيه(الأن قصف عنيف من قبل الجنجويد منذ الصباح الباكر على الحاره كذا و عدد الدانات حتى الأن وصل كذا) ولا يعلم الناشر أن العدو يقصف عشوائيا بدون مصحح أو إحداثيات و أن هذا المنشور كان بمثابة تصحيح لمدفعية العدو .
لقد رأينا جميعاً حجم الحرب الإعلامية فى الحرب الدائرة حالياً فى غزه و كيف يلعب الحذر و الحس الأمنى دوراً مهماً على المسرح العملياتى حيث لا تنشر مقاطع للعمليات إلا بعد مرور زمن كاف يحرم العدو من الإستفادة من المعلومة التى تم بثها و يحقق الهدف المعنوى المطلوب . و كذلك حجب وجوه القادة و عدم توضيح المعالم البارزة للأماكن حتى لا يسهل التعرف على مكان تنفيذ المهمة و كذلك للإلتفاف على القوانين الدولية .
نرجو أن يأخذ الجميع عبارة(الأمن مسئولية الجميع) مأخذ الجد لأن الموقف الماثل يتطلب حس أمنى عالى و مسألة قصب السبق و التنافس فى النشر لا يجديان نفعاً فى هذه الظروف و موضوع رفع الروح المعنوية للشخص القارئ الممدد على سريره ليست أولوية فلينتظر الفرحة الكبرى(و القادم الأحلى) بإذن الله تعالى .
إن كان هناك معلومات هامه و عاجله لأبد أن تمرر فليكن ذلك فى الخاص و يمكن أن ترسل عبر القنوات والروابط المعلومة و حتماً سيجرى اللازم دون شك .
نسأل الله تعالى أن ينصر جيشنا نصراً يزلزل الأرض تحت أقدام العدو و أن يرينا فيهم يوما أسودا كيوم عاد و ثمود و إنه ولى ذلك و القادر عليه .
متداول.
و الله من وراء القصد
الرشيد محمد ابراهيم الرشيد