جبريل ومناوي.. لماذا الآن ؟!
لم تكن الحركات المسلحة محايدة بالمعنى الحرفي بقدر ما انها كانت متحفظة على الدخول في الحرب بشكل مباشر ضد الدعم السريع !
رفضت الحركات في البداية دعاوى حميدتى للحرب في صفها (تحريضا وترغيبا وتهديدا)وهى دعاوى تجاوزت السودان للجنوب لأجل محاربة الشمال!
عدم إستجابة الحركات لدعاوى حميدتى كانت لأسباب موضوعية ومنطقية ووطنية ومن بينها مخاوف حقيقية من حرب يقودها (الجنجويد)!
بعد إندلاع الحرب كان ظاهر موقف الحركات الحياد ولكن في حقيقته هو موقف مع الدولة والشعب والجيش وشواهد ذلك كبيرة وان لم تظهر كلها للعيان بحسبان ان غالبها اعمالا غير حربية !
الموقف الظاهر بالحياد للحركات كان الهدف منه تفادي الدعم السريع ما أمكن ذلك مع الوقوف الى جانب الدولة إنطلاقا من موقع السلطة والمسؤولية !
الموقف الأخير للحركات والذي خرج للظاهر بمواجهة الدعم السريع حربا مع الجيش جاء في تقديري لأن إمكانية تفادى الدعم لم تعد ممكنة !
نقل الدعم السريع الحرب مؤخرا بشكل أكبر الى محاضن الحركات المسلحة في دار مساليت ودار (فور)والتهديد بإجتياح دار زغاوة مع غلبة للدعم فى حواكير العرب /هذا النقل الكبير والغلبة البائنة للدعم وضع الحركات أمام مواقف منها التوافق مع الدعم او التسليم له او مواجهته !
إتساقا مع المواقف الأصيلة للحركات ومحاذر المخاوف القديمة والمستمرة من دعم الجنجويد إختارت الحركات تطوير وإعلان موقفها المساند للدولة إنطلاقا من السلطة والمسؤولية بحرب صريحة للدعم السريع هذه المرة!
بقلم بكري المدني