كمال حامد: الهباني الأم درماني

لا أتمنى أن يحيق السوء بديار قبائل عرب دارفور ولا أشمت وبعد كل ما ذقناه ولا نزال أسأل الله تعالى أن يجنبهم عموما والهبانية خصوصا كل سوء فناظرهم (الهبانية ) الخلوق المرحوم صلاح علي الغالي عاش أم درمانيا وتزوج من أم درمان وعاش ومات وقبر في أم درمان 2015م.

ونحن في أم درمان لا نعرف مكانة الرجال في مناطقهم التي جاءوا منها فكنا ونحن في صبانا وشبابنا الباكر نخاطبه ونسلم عليه بكل عفوية بإسمه صلاح مجردا من كل لقب فيرد علينا بأسمائنا مبتسما بكل اللطف والأريحية ، وحين تقدمت بنا الأعمار وفي السنوات الأخيرة صرنا نسبق إسمه بلقب شيخ صلاح احتراما ، ولكنه كان حقيقة أكبر من شيخ فقد كان ناظرا.
ولعل الدارفوري القادم حديثا لأم درمان حين يلمس تلك المعاملات يحكم على الأمدرمانيين بالعجرفة وهي ليست كذلك لكنها أريحية وبساطة الأمدرمانيين وجهلهم بدارفور وتعقيدات ثقافتها وهيكلية علاقات السلطة والزعامات الأهلية فيها.

حين أفكر في وفاة والدي رحمة الله عليه عام 2019م ووفاة الناظر اللواء معاش صلاح علي الغالي في 2015م أقول صحيح هي آجال مسطرة ولكل أجل كتاب ولكن لا يمنعني ذلك من الإحساس الدفين أن الله تعالى قد رحم والدي من حضور يوم يجد فيه نفسه مقهورا ومرغما في شيخوخته على مغادرة بيته ثمرة عصاميته وذكريات عمره وأن يحضر الرجل الطيب الأمير صلاح علي الغالي أياما غبراء مثل هذه.

أقول الأمير بالمعنى الأمدرماني وهي تطلق على كل خلوق وطيب.
#كمال_حامد 👓
اللواء معاش ثم ناظر الهبانية المرحوم صلاح علي الغالي.