رأي ومقالات

حسن إسماعيل: قحط (راحت عليك)

– صرح أحد متكلمة قحط قبل يومين أنهم يسعون إلى الدعوة لإجراء حوار يؤسس لتسوية شاملة لاتستثني أحدا ماعدا (المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية) !!

– دعوني أستخرج لكم من خزانة ذاكرتي وأرشيفي هذه التصريحات… وبالمناسبة فإن هذه التصريحات( جديدة) صالحة للإستهلاك والاستشهاد السياسي فهي مثل ( شعيرية نوبو) وعدس الفراشة لم ( يحل عليها الحول)

– كانت قحط قُبيل انقلابها في (١٥ أبريل) عندما تريد أن (تنتفش) في وجه أردول وتِرك وعسكوري والتوم هجو تقول في غباء وأنانية طفولية (بريالة مركزة) .. ( لن نضم هؤلاء إلى الإتفاق الإطاري فنحن لانريد إغراق العملية السياسية ) !!

– هل تذكرتم هذا ؟ إذن فالسؤال الفحل الآن هو لماذا تسعى قحط الآن لجمع تصريحاتها من فضاء السياسة كما يقرر مسؤولو الجودة في تلك الشركات جمع منتجات (عدس الفراشة وشعيرية نوبو) من الأسواق قبل أوان تاريخ إنتهائها؟ ماهي عيوب الصناعة والجودة في تلكم التصريحات والعنتريات قبل أن تُكمل سنةً واحدة فعادت تحدثنا عن تَفضُلِها بزيادة( ضلفة) في باب الحوار والتسوية؟؟ !!

– ولكن السؤال الأهم من ذلك هل تمتلك قحط حائطًا من الأصل لتضع عليه بابا للحوار بمقاساتها هي من (ضلفة واحدة أو من ضلفتين) ؟ بل هل تمتلك قحط أرضا لتقيم عليه حائطا أو بابا للحوار؟

– وبصيغة أبسط وأكثر مباشرةً.. هل لازالت قحط تظن أنها تمتلك مفاتيح اللعبة في السودان؟؟ إيييه!!

– الذي يُدقق في مسيرة احتراق فحط وفشلها سيكتشف بسهولة أنها أضرت بنفسها قبل أن يضر بها الآخرون من خصومها ومنافسيها وذلك عندما أصبحت مجرد ( أُذن) تسمع للخارج وتُطيع وتُنفذ متجاهلةً شروط الفضاء الداخلي واحتياجاته… ظلت تفعل ذلك إلى أن وجدت نفسها خارج الجغرافيا (فعليا ووجدانيا).. من مباني المجلس التشريعي في وسط مدينة الخرطوم إلى رُدهات الفنادق في أثيوبيا وتوغو!

– لم أكن مسرفا عندما كنت أصف قحط هذه بأنها (صرصار) مُصاب بقصر النظر وسوء الهضم ويُصر على تسلق حائطٍ أملس كلما وصل إلى (رُبع المسافة) سقط على ظهره وأرجله تسبح في الفضاء ورائحة الخيبة والفشل تخرج من كل (فجوات جسده) وتملأ الفضاء ويظل على هذه الحال إلى أن يعاف نفسه ويعافه الناس!!

– استمع إلى قحط وهي تتحدث عن أنها ستمنع المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من أن تكون جزءًا من التسوية القادمة لتكتشف حالة الذهان النفسي ولتقيس الفجوة الزمانية والإدراكية التي يعيش فيها (صرصار) قحط وهو يصر على تسلق حائط الوهم بعينين معتلتين وأطرافٍ كسيرة!!

– ستعود قحط إلى السودان فتكتشف متأخرا أن الكثير من قوانين اللعبة قد اختلفت وتغيرت…
– ستعود قحط وسوف لن تجد المجرم فولكر الذي كان يؤمها في (صلاة الخيانة) بغير وضوء بل ولن تجد البعثة الدولية (قوادة المؤامرة) ضد الوطن ولن تجد موائد عشاء بيوت السفراء مبسوطة بالأكل الحرام!!

– نعم سوف تتلفت قحط لتكتشف أن كثيرا من الوجوه الطيبة للجان المقاومة قد التحقوا بمعسكرات الاستنفار يذودون عن البلد وعن الحرمات والحرائر أما الجزء الفاسد من هذه اللجان فهو مطارد بلعنات الأهل والجيران ومطارد بطلبات النيابة العامة لرد المسروقات!!
– ستكتشف قحط (العمشاء) أن شباب السودان زحفوا من تحت أشجار النيم في الجزيرة وتداعوا من تحت أشجار النخيل ليلتحقوا بمتحركات الحق والفضيلة لتدافع عن الوطن الذي أشعلت فيه قحط النار في أطرافه وهربت!!

– ستكتشف قحط أن شباب كردفان ودارفور يصطفون الآن لوقف جرائم القتل والتهجير التي يقوم بها كفيلهم عبدالرحيم!!

– إيييييه … ستلتقط أٌذن قحط المثقوبة أهازيج الإحتفاء بالجيش وقوات الطيران الحربي وقوات العمل الخاص

– ستكتشف قحط (الغبيانة) أن نجوما جديدة صعدت وأزهرت في سماء الخرطوم ( ولايفاتية جُدد) هم فرسان التطوع والعمل الخاص هم أبطال المرحلة إذ أصبح الناس ينتظرون بشاراتهم بالخير والصبح القريب…

– تتوهم قحط أنها ستعود لتُدير حربا تلفيقية سهلة ضد الإسلاميين وماانتبه هؤلاء البُلهاء أنهم بفشلهم المتراكم جعلوا الإسلاميين في العُمق الاستراتيجي الحيوي من جديد وأعادوا لهم تمركزهم في الخارطة( الشعورية ) والاجتماعية خلال شهور الحرب التي مضت وهو تجذر أهم بكثير من الحضور السياسي المهتم بيوميات الصراع السياسي وهو تجذر من الصعب جدا محاصرته بالكيد الهتافي الإعلامي الساذج والبسيط

– ستكتشف مجموعة أحزاب ( قفة دقلو) أن علي كرتي وبقية قادة الإسلاميين في الداخل مشغولون كأشخاص( بتأبير النخل ) و(استيلاد الفسايل) في المزارع على خاصرة النهر ولكنهم ككيان قد وثقوا أنه لاأمر في هذه الجغرافيا يمكن أن يُعقد بدون مشورتهم أو رضاهم فهم في ( المصاطب الشعبية) لهم حق تغيير اللاعبين والمدرب وإلغاء الدوري من أساسه( اسمع مني) !!

– أما قادتهم في الخارج فهم مشغولون بالتشريح والمراجعات والحسابات الكلية وكان هدفهم المرحلي البسيط هو معالجة هتاف ( شفاتة جوا بوليس جرى) ورميه على فمه وحشوه بالتراب… وقد كان… !

– ومع هذا فالإسلاميون ليسوا عباقرة إلى هذا الحد ولكن غباء خصومهم المستحكم هو الذي يمنحهم كل هذه النقاط!!

– لايدري أحد أين ستعقد قحط ندواتها في الخرطوم إن هي عادت!! هل في ميدان شمبات الباكي؟ أم مركز شباب العباسية الحزين؟ أم ميدان الأهلية الجريح؟

– ستعود قحط ورائحة دماء المغدورين تطاردها و(صدى الثاكلات المنتهكة كرامتهن) سيحشو آذانها وضَراعات الملايين بالانتقام والعقاب الرباني يحاصر آجالهم…. كل هذا وقحط الغبيانة تتوهم أنها لاتزال تمتلك شيئا من مفاتيح اللعبة… ( يا للبؤس) فأحزاب ( قفة عبدالرحيم) أصبحت من سقط المتاع السياسي يعرضها السراقون في أسواق آل دقلو للمنهوبات ثم يعافها الناس فلايشترونها بفلسٍ واحد ( فمن ذا يشتري ذو علةٍ بصحيح؟)
– هوامش…
– وقال طه عثمان( المحامي الأفشل ) و(السياسي المغمور) و( الغواصة المشتركة ) أنهم لن يدينوا فظائع التمرد لأن الإدانة ستجرهم إلى تصنيفهم سياسيا!!

– اللهم أدِم عليهم هذا ( التخنُّث ) و( الرُّخص) و ( الجهل والغباء) و ( كسرة الظهر والخاطر)
– اللهم آمين

حسن إسماعيل