الحشد العسكري للحركات في الفاشر بداية عملية لإعادة بناء السودان كله
الحشد العسكري للحركات المسلحة بمختلف أفرعها في الفاشر ووقوفها في خندق واحد مع الجيش هذا ليس استعداد لملحمة عسكرية حاسمة وحسب ولكنه أيضاً بداية عملية لإعادة بناء السودان كله.
قفزة عملية في طريق البناء الوطني متقدمة على التنظير السياسي فرضها واقع الحرب واستشعار الخطر، ويجب أن يلاحقها وبسرعة تأطير سياسي يوحد الحركات المسلحة سياسياً قبل أن يوحدها مجتمعة مع الجيش ومع بقية مكونات الشعب السوداني.
المشروع الوطني السوداني ليس بالضرورة أن يتم دفعة واحدة، يمكن أن يُبني عبر مراحل ويتطور لإستيعاب الآخرين. هذه فرصة مناسبة لإدارة حوار سياسي على أسس وطنية تضمن العدالة للجميع ينتهي بموجبه تمرد الحركات وتُدمج فيه قواتها في الجيش وينتهي هذا الملف لنذهب خطوة للأمام.
هناك خط فاصل بين محاربة نظام سياسي ومحاربة الدولة والشعب معاً وضرب كيان الدولة واستهداف المواطنين. الآن تتوحد حركات دارفور مع الجيش على ثلاثة أسس رئيسية:
1- حماية المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم
2- المحافظة على كيان الدولة من التفكك
3- واستقلال القرار الوطني والتوافق على الحوار السوداني الشامل الذي لا يستثني أحد.
هذه أُسس قوية يمكن البناء عليها وتطويرها، وكل من أراد أن يلتحق بها سواء كان من حركات مسلحة أو أحزاب أو مكونات اجتماعية بما في ذلك المكونات المحسوبة على مليشيات الدعم السريع فمرحباً به.
ولكن لا ينبغي انتظار الجميع قبل العمل على بلورة نظام سياسي جديد، وخصوصاً القوى المرتبطة بأجندة خارجية فهؤلاء مجرد عملاء وخونة وضد الوطن وضد الشعب السوداني وأصلاً الحرب هي ضدهم.
حليم عباس