راشد عبد الرحيم: لوحة شرف
في المحن تظهر معادن الرجال وليس من محنة اكبر واشد قسوة من الحرب .
النفس الكريمة هي التي تقف مواقف الشرف سواء في مطلق عمل الخير أو في إحسان أداء الوظيفة العامة .
من الذين قدموا نماذج نضرة في هذه الحرب الغاشمة الفنان الشاب طه سليمان .
فهو شاب ناجح في مجاله وصاحب شهرة وجماهير كبيرة . له من القدرة ما يمكنه أن يعيش في أيام العنف والموت في مكان آمن ووضع مريح سواء في السودان أو خارجه ولكنه تحلي بروح وطنية سمحة فضل معها أن يبقي مع أهله في شمبات بالخرطوم بحري ويخصص من وقته وماله ومعارفه وعلاقاته ما يفيد به أهله ومنطقته فبقي بينهم يواسي وينفق في تلبية حاجة المحتاجين وإلتف حوله شباب الحي يعدون الطعام والمياه وهو بينهم لا يفارقهم ولا يخرج من حيه راسما بذلك لوحة أنيقة من الإيثار وبذل الجهد كله مؤديا الدور المرتجي من أهل الفن .
في الخرطوم ومن واقع المسؤولية ظل والي الخرطوم السيد احمد عثمان حمزة في موقعه رغم الصعوبات ودانات المتمردين التي تتفجر حول مكتبه واماكن تحركه الواسع في أرجاء الولاية .
لم يهاب الموت ولم يوقفه الرصاص من العمل الدؤوب وهو يجتهد في توصيل المياه والكهرباء وتنظيم الخدمات وإدارة شأن الولاية .
فنان ومطرب شاب يؤدي رسالة الفن بجدية وإخلاص ومسؤول يقدم القدوة والمثال الحي .
رجلان يستحقان كل شكر وذكر حسن وجديران أن يخط إسميهما في أرفع قائمة شرف .
لم إلتق في حياتي أيا منهما ولكن لهما دين علي ولا أملك إلا شهادة حق وكلمات أقدمها ردا لجميل مشهود قدماه .
راشد عبد الرحيم