رأي ومقالات

(العطاوة) براء من مشروع آل دقلو


قيام البعض بالترويج بأن المليشيا المتمردة المجرمة تسعى لإقامة ما يسمى ب ( دولة العطاوة ) فيه تجنِ و ظلم كبير ( للعطاوة ) الذين هم براء منها و من جرائمها !!

تأريخ السودان يشهد ( للعطاوة ) بأنهم جزء أصيل و مكون رئيسي من مكونات الوطن بل هم لحمته و سداه و الشواهد و الوقائع على ذلك لا تعد و لا تحصى ، و هم أحد أكبر مكونات القوات المسلحة التي تقاتل المليشيا الآن في مختلف الجبهات !!

المليشيا بدأت مشروعها الذي إستخدمت فيه خطاب عاطفي داخلي تمت صياغته بعناية لتعبئة قبائل بعينها في دارفور و كردفان تحت مسمى ( العطاوة ) و وضعت لذلك الخطط و رصدت الأموال و كونت المجموعات و بدأ إستقطاب الإدارات الأهلية لهذه القبائل بوسائل ذكرتها في منشور سابق جاء تحت عنوان ( رسالة إلى قادة الإدارة الأهلية ) و كان يشرف على هذا العمل حميدتي بنفسه بمعاونة عشرات المستشارين و قد نجحت الخطة في استقطاب البعض و خداع البعض الآخر و غالبيتهم للأسف لا يعرفون حقيقة المشروع الذي يتم إستخدام قبائلهم و شبابهم من أجل تنفيذه !!

فليعلم الجميع و خاصة الذين ما يزالون يظنون أن المليشيا تسعى لتمكين مشروع وطني في البلاد بأن المشروع الحقيقي الذي تسعى و تعمل من أجله هي و جناحها السياسي ( قحت ) بدعم قوى الشر الإقليمية و الدولية هو مشروع لا علاقة له بالداخل السوداني و لا بأي أجندة وطنية بل هو مشروع حاء نتاج لتلاقي أجندة و أهداف عدة جهات أبرزها :

1/ المخطط ( ا ل ص ه ي و م ا س و ن ي ) الذي صمم للعمل على إضعاف كل الدول العربية بإثارة النزاعات و الصراعات الداخلية فيها تمهيداً لتفتيتها و تمزيقها ، و هو مخطط قديم و معروف !!

2/ خطة فرنسا التي تبحث عن وطن بديل لعربان الشتات المنتشرين في دول غرب أفريقيا حيث مستعمراتها القديمة التي ما تزال تسعى للإستمرار في السيطرة عليها و على مواردها و ثرواتها و هو مشروع قديم لكنه تبلور بصورة أوضح بعد قيام الطوارق و بالتحالف مع بعض المجموعات من العربان بالسيطرة على أجزاء واسعة في شمال مالي منذ العام 2012 ، و بعد تزايد النفوذ السياسي لعربان النيجر الذين فاز مرشحهم محمد بازوم بالإنتخابات الرئاسية في 2021 كأول رئيس من أصول عربية ، و تسارع وتيرة إنتشار اللغة و الثقافة العربية في تشاد !!
و لذلك تسعى فرنسا لأن يكون السودان أو على الأقل إقليم دارفور هو الوطن البديل لعربان غرب أفريقيا !!

3/ الإمارات التي تسعى لتحقيق أجندتها الإقتصادية المتمثلة في الإستحواذ على موانئ السودان المطلة على البحر الأحمر الذي يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم ، و كذلك الإستحواذ على الذهب الذي يعتبر السودان من كبار منتجيه ، و أجندتها السياسية المتمثلة في محاربة التيار الإسلامي و القضاء عليه و تمكين تيارات علمانية موالية لها و لمشروعها !!

4/ طموحات و رغبة حميدتي في أن يصبح الرجل الأول في حكم السودان و هو طموح مشروع لكنه للأسف لم تكن منطلقاته وطنية بل كانت منطلقات شخصية إلتقت مع أهداف و أجندة قوى الشر ، و أشارت كثير من المعلومات المتداولة و التي صرح بها بعض قادة القوات المسلحة إلى أنه كان ينوي تحويل السودان إلى مملكة يحكمها هو و أفراد أسرته و قبيلته !!

إنه مشروع قوى الشر الإقليمية و الدولية و تحالف (المليشيا / قحت) و ليس مشروع ( دولة العطاوة ) كما يزعمون و لا علاقة للغالبية العظمى منهم به لا من قريب و لا من بعيد و من شارك فيه فإنه يشارك بنفسه و لا يمثل غيره !!
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
15 ديسمبر 2023