✒️عادل الباز:🔹 على ماذا سيفاوض حميدتي.. ما هي الأجندة؟
1 هب أن الرئيس البرهان التقى حميدتي في عنتيي فما هي أجندة الحوار؟. بقدر ما نظرت وأعدت النظر كرتين وتفكرت في الأجندة التي سيتفاوض حولها حميدتي مع الرئيس البرهان إزدادت دهشتي واحترت، حسناً.. سأحاول تحرير تلك الأجندة المبذولة في ثنايا تصريحاتهم.
2
لنبدأ ببند الإسلاميين،
هؤلاء مطلوب إعادتهم للسجون وكنسهم من أي موقع ومصادرة كل أموالهم وبيوتهم والتنكيل بهم.
3
البند الثاني،
بند الإصلاح الأمني والعسكري.. نظافة الجيش من كل الإسلاميين ودمج الجيش نفسه في الدعم السريع أو بالأقل مناصفة الجنجويد، الجنود والقيادة.
4
البند الثالث، تكوين حكومة مدنية يسيطر عليها حلفاءه القحاته.
5
رابعاً: وهو الأهم تعويض الدعم السريع عن خسائره المليارية، وعدم المساس بممتلكاته وثروته الحالية المقدرة بـ31 تريليون بحسب آخر إحصاء.
تخيلت أن هذه هي البنود التي سيضعها قائد التمرد للوصول لتسوية تنهي الحرب. هذه الأجندة وغيرها تختبئ داخل التصريحات المتناثرة، وأتوقع أن هذه هي البنود التي سيضعها قائد التمرد في الطاولة. قائد التمرد لأنه يتوهم في هذه اللحظة أنه انتصر على الجيش ومن حقه أن يفرض شروطه.!!.
6
باختصار تطالب هذه البنود بالتفاوض لتسليمهم الدولة هم وحلفائهم ليفعلوا بها مايشاؤون.!!.السؤال الذي سيدور حول هذه البنود، هل يمكن التفاوض حولها؟.
ولندقق النظر في تلك البنود لنرى إمكانية تحقق أياً منها… مثلاً كيف يمكن التفاوض حول إعادة قبض الإسلاميين وهم الآن يقاتلون في صفوف الجيش وفي المقاومة الشعبية.. من يملك بل من يجرؤ على طرح الفكرة كأجندة تفاوض لنقل انها طرحت بالفعل وهى اصلا مطروحه فهل سيقبل الاسلامين أن تقدم رقابهم هكذا لأعدائهم وبيدهم السلاح؟ هل سيقبلون أن يقتلوا ويسلحوا بهذه المذلة.؟. وهم الذين قاتلوا في الجنوب وقدموا الآلاف من الشهداء؟، وإذا كان أصلهم (ميتين ميتين) بيد الجنجويد فلأجل ماذا يسلمون أنفسهم للموت في السجون؟. ما أعلمه تماماً ألا أحد منهم سيقبل ذلك، سيفضلون الشهادة وليس الاستسلام و.إذا تم ذلك فيصبح أمام الجيش أولاً قتال الإسلاميين، وهل سيفعل الجيش ذلك وخاصة الضباط الإسلاميين بالجيش ينتظرهم ذات مصير إخوانهم حالما استسلموا لشروط الميليشيا.
7
دعك من الإسلاميين، هل سيقبل الضباط الوطنيين بالجيش أن يصعد حميدتي وعبد الرحيم لقيادة الجيش ويصدرون لهم الأوامر ويدوسون على أجساد ثلاثين شهيداً في أبواب القيادة؟. في تلك اللحظة التي سيفرض عليهم ذلك الموت اظن انهم سيقبلون على الموت مقبلين غير مدبرين وهذا ظني بهم، أما الذين سيطأطئون رؤوسهم لأي اتفاق مثل هذا فحري بهم أن ينزعوا قاشاتهم ويستبدلونها برحط.!!
8
هل سيقبل قادة الجيش أن يدمج جيشهم في الدعم السريع… وفيهم من اغتصب أهل بيته وقتل وشرد ونهب.. ظني في قادة الجيش جميعاً أنهم يفضلون الموت وقوفاً قبل أن يصطفون لتحية حميدتي أو عبد الرحيم في ساحة القيادة، ليتلقيا التحية العسكرية منهم وهم منكسرين؟!!. وما الرجولة والشرف والكرامة وكيف سينظرون من بعد في عيون زوجاتهم وأمهاتهم وأولادهم ناهيك عن الشعب.
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ.
9
نأتي إلى البند الثالث وهو تشكيل حكومة مدنية من قحت والجنجويد تدير البلاد إلى مالا نهاية. هل ستقبل الحركة السياسية أن يحتكر نشطاء قحت السلطة بواسطة الجنجويد ويظلون هم خارج الملعب مذعنين خاضعين لإرادة الجنجويد.؟. هل سيقبل قادة غرب السودان وقبائله المستهدفين بالإبادة بمبدأ تسليم الدولة للقحاته والجنجويد وهم يعلمون ما ينتظرهم حالما تم ذلك؟.
10
نذهب للبند الرابع وهو ثروات آل دقلو… ترى من أين سيعوض الشعب آل دقلو خسائرهم بعد ما نهبوا كل موارده وجعلوه على الحديدة معلم الله. ثروات السودانيين تبعثرت في إقليم غرب إفريقيا من الضعين إلى واقادوقو.!!
ومن سيعوض السودانيين عن أموالهم التي نهبت ومنازلهم التي سرقت ودمرت وكل ثرواتهم التى نهبها مرتزقتهم الذين أتوا بهم من كل حدب وصوب.
11
أخيراً، يطل السؤال…هل هناك قائد أو رئيس يمكنه قبول أياً من تلك البنود أو التفاوض حولها ناهيك عن توقيع اتفاق يمهره بيده مع الجنجويد.!!. لا أظن وإن تجرأ أياً من كان وفعل ذلك، فسيكتب نهايته بيده، لأنه استسلم في وقت نهوض الجيش، والشعب للمقاومة، ثم لأنه وقتها يكون قد قاد البلد إلى الفوضى الشاملة.
12
ما الحل؟ الحل أن تدرك المليشيا أنها مهما فعلت واستولت على القرى والمدن بل وإن استولت على السودان كله ألا مستقبل لها وعليها الآن أن تكتفى بـ الخراب الذي أحدثته وتلتزم بما وقعت عليه بجده وتنفذه وتغادر أرض وسماء السودان.
13
سيستغرب العملاء والذين في قلوبهم مرض من قولي هذا في وقت يظنون فيه أن المليشيا انتصرت أو ستنتصر، هؤلاء جهلة بتاريخ السودان.. فكم من الغزاة عبروا من هنا… وكم منهم دحرناهم حرباً وسلماً.؟. سيقاتل الشعب مائة عام وسينتصر وهذا وعد الله للمؤمنين. الآن ليس هناك ما يستحق الحفاظ عليه في هذه البلاد الان سوى الكرامة وهي ما لن يتنازل عنه السودانيين مهما فعل الجنجويد بأرضهم ومالهم وعرضهم.
عادل الباز