هل يصنع تاريخ جديد في امريكا ؟!
اتابع منذ تفجّر الأزمة الجديدة بين وواشنطن وولاية تكساس تطورات المشهد ، وللأمانة تواصل معي العديد من المهتمين بالشأن الأمريكي من السودانيين وغيرهم ، للسؤال عن التوقعات حول الأمر خاصة بعد مقالة نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي ، ورئيس الوزراء السابق والرئيس الأسبق لروسيا دميتري ميدفيديف ، التي أثارت التساؤلات حول حقيقة هذه الأزمة واحتمالية تطورها ،
وبصدق كنت ردي عليهم ان ما كتبه السياسي الروسي هو تعبير عن رغائب الساخطين على امريكا حول العالم وأظنهم غالبية !! ، وان الاستابلِشمنت الأمريكية ستحتوي الأمر بسرعة ، كما حدث عدة مرات مع تكساس في محاولاتها المتعددة للانفصال !! فلطالما اعتبرتها دعوات سياسية تستخدمها النخبة في صراعاتها مع المركز ،
لكن وبعد مقالات لكتاب ومحللين سياسين حول العالم نشرت خلال امس واليوم ، إضافة إلى محتوى التايم لاين الأمريكي اليوم على منصات التواصل الاجتماعي ،خاصة تويتر ، وضح لي جليّاً ان التعقيدات الداخلية الأمريكية اكبر مما تصورنا ، وان هناك حالة انقسام عميق متعدد الابعاد فهو ثقافي واجتماعي وسياسي وان مسالة انفجاره مسألة وقت وهذا ما قاله المستشرف والمفكر الأمريكي الراحل الفن توفلر في ثمانينات القرن الماضي وقاله بعده المستشرف والمفكر النرويجي يوهان غالتونغ .
كان المحتوى الأمريكي على تويتر يعبر عن حالة غضب شعبي وصدمة ، كانت هناك تغريدات عديدة لكتاب وفاعلين مؤثرين من الإعلامين البارزين تتحدث عن احتمال قيام حرب أهلية، وحديث جدي من ” البعض ” عن ان هذه الحرب ربما يكون مخطط لها من الدولة العميقة في امريكا للحيلولة دون قيام الانتخابات القادمة في ظل فشلهم في منع ترامب من خوضها !!
هوليود ليست مجرد موسسة لصناعة الترفيه ، لكنها ظلت منصة لصناعة التغيير الاجتماعي والسلوكي والأخلاقي ، وما زالت وسيلة مهمة للتمهيد او التبشير بالتحولات والتغيرات المتوقعة ، فكم من اختراع او تحولٍ ما كانت بدايته فيلم او مسلسل في هوليود . وهوليود هذه انتج فيها فيلم ضخم سيعرض بعد شهرين الفيلم اسمه Civil War ..الحرب الاهلية، يتناول اندلاع حرب اهلية بعد تمرد 12 ولاية أمريكية على الحكومة الفيدرالية بقيادة تكساس!! الهاشتاق الترند اليوم في تكساس هو . Texit#
ويدعو لانفصال تكساس
ان ما يجري في الولايات المتحدة مهم للعالم كله ، فإذا عطست امريكا اصيب العالم بالزكام !!
سناء حمد