موقعة ذات الفندنغ جاتنا في صمة خشمنا
اندلع جدل حول التمويل الأجنبي للكيانات السياسية السودانية، بعد تصريح الأستاذة رشا عوض عن التمويل الأجنبي للمنظمة التي تعمل كمتحدثة باسمها. تمحور دفاع الأستاذة رشا حول نقاط رئيسية: أ) هدف التمويل الغربي هو دعم الديمقراطية، دون أجندة أخرى في السودان، ب) أي شخص يختلف معها فهو إما كوز أو مغفل نافع، ج) تلقى الإخوان تمويلاً أجنبياً قذراً أيضاً. بالطبع هذه حجة واهية، إذا فعلت شيئًا خاطئًا فلا يمكنك الدفاع عنه بالقول إن الكيزان فعلوه أيضًا.
شخصيا ابتعدت عن مناقشة قضية التمويل الأجنبي حتى الآن، والتعليق الوحيد الذي أدليت به هو أنه في بعض الأحيان تكون المنظمات غير الحكومية الغربية بمثابة أسلحة خفية لحكومات بلدانها الأصلية وأضفت أنه في بعض الأحيان يتم استخدام التمويل الأجنبي لتعزيز الأجندة الإمبريالية ولكن في بعض الأحيان يفعل أشياء جيدة مثل حفر بئر ماء أو بناء مدرسة. وكان هذا تعليقا عاما لم يتناول الحالة السودانية.
على الرغم من أنني لم أنضم إلى موقعة ذات الفندنغ، فقد تم إشراكي كما يتضح من السكرينشوت التي وصلني في الانبوكس. ولكن كما قلت من قبل هذه تهمة مغفل نافع نرجسية وكاذبة. وقلت أيضًا اتهام الناس بأنهم أغبياء، دون أي دليل، لا يعدو أن يكون حالة صراخ هيستيري تفتقد الجدية المطلوبة في الحوار الوطني. فكيف تصف روائي ذو باع طويل (بركة ساكن) ومن قام بتدريس الفيزياء (محمد سليمان) أو اللغويات (عشاري) أو الفلكور والتاريخ (محمد جلال) والتاريخ والثقافة (عبد الله علي إبراهيم) في الجامعات السودانية والغربية بأنه مغفل؟ وشتان ما بين نقد وتفنيد أراء أي مشارك في الحوار العام وإثبات خطلها وبين شتمه بانه مغفل وهذه بروبغاندا وبلطجة فكرية، ثقافية لا تليق بمعلق جاد. ولا يخطر ببال الأستاذة أبدا أن تطبقمنهجيتها الفكرية علي نفسها أبدا لتسأل روحها إن كانت “مغفلة نافعة للجنجويد”.
معتصم اقرع