منوعات

تقارير ميدانية: الجنجا.. نفاد المخزون الصلب

* مما رشح من معلومات فإن خلافا كبيرا بين قادة المليشيا بجنوب دارفور بسبب استغلال المواقع ونهب الاموال..

فقد استغل القادة الجدد مناصبهما لخصم مبالغ كبير من المجندين ، وهما صالح الفوتى (من أبناء المسيرية) والذي تم تعيينه من قبل حميدتى قائدا للفرقة 16 كما عين على الاحيمر شطه نائبا له (من أبناء الترجمة ) ..

وتشير الانباء إلى انهما خصما لصالحهما مبلغ 200 ألف جنيه من مكافاة أى مستنفر والبالغ 500 ألف جنيه ، بالإضافة إلى ادراج أسماء غير مشاركة فى النفير أو مهاجمة الفرقة 16 ..
وقد ادى ذلك لإنزعاج أبناء الرزيقات ، وهم ضباط بلا جنود ، لأن اكثرية الجنود والمستنفرين من المسيرية والترجم ، كما أن أبناء الرزيقات تم الدفع بهم للفزع فى الخرطوم..

ولمعالجة هذا التوتر صدر أمر نقل على الاحيمر (قائد ثاني) قائدا لفزع أمدرمان بقوة 35 عربة ، تحركت من نيالا الاسبوع الماضي (الإثنين 28 يناير) ،ووصلت أمدرمان منطقة الفتيحاب ، وتم دفع بالقائد صالح الفوتى إلى بابنوسة بعد هلاك اغلب قادة قوة بابنوسة ، من أبناء الرزيقات ، ومساء الاثنين 5 فبراير طاردت القوات المسلحة وقوات الإحتياط جزء من القوة من احياء مدينة بابنوسة وغنمت منهم أربع عربات بعتادها..

وعاد المدعو آدم أبو دقن ، إلى منطقته فى عد الفرسان ، بعد هروبه من شمبات محملا بالمنهوبات ، وبدأ فى إستنفار قبيلته من الهبانية لمواجهة السلامات كما زعم ، وفرض 5% من كل قطيع من الأبقار أو الأغنام أو الإبل ، وتجهيز عربة قتالية لأى عقيد (عددهم 51) ، وقد فسر البعض ذلك بأنها محاولة استنفار للفزع فى محور الجزيرة ، وخاصة أن التقارير تشير إلى تناقص 75% من قوة القائد المليشي عبدالله حسين ، وذلك من المعارك أو الطيران أو الهروب..
وقد اصدر عبدالرحيم دقلو تعليمات مباشرة لناظر الهبانية لقيادة الإستنفار بنفسه بعد تهديدات حسين بالإنسحاب من المعركة..

من الواضح ، أن الجنجا تعانى خلخلة كبيرة فى مواقفها..
* هذا الواقع يشير إلى أكثر من دلالة:

– فقدت المليشيا قوتها الصلبة و أستنزفت فاعليتها واندفاعها ، ليس بإمكانهم تجهيز 120 ألف آخرين ، بينما الجيش اديه مخزون بشرى وشعبي كبير ، وليس بحاجة للنفير أو المال ، بل عندهم أكثر من ذلك الدافعية للمواجهة ، والاستعداد للفداء..

* هذه الروح فى النفير والحشد بطبيعتها القبلية ، لا تثير حفيظة بقية القوى السياسية ، ونخص هنا قحت وتقدم ، لا يرون فى ذلك ما يثير التعجب ، وإنما ما يخيفهم ويزعجهم هو المقاومة الشعبية والتماسك الوطنى ، يزعجهم الذين يدافعون عن اعراضهم واراضيهم وممتلكاتهم ، أليسو هم شركاء فى الجريمة..

* لم تتمكن المليشيا من تجنيد أى عناصر من مناطق انتشارها سوى فى اطراف الخرطوم ، وهؤلاء يتناقصون كل يوم فى معارك وهجمات إنتحارية..

* أى عمليات اخرى سيكون من الصعب على الجنجا تعويض خسائرها البشرية ، وبالتالى كل يوم ستنهار المليشيا وتتآكل..

* زيادة معدلات هروب المرتزقة الأجانب ، قبل يومين غادرت مجموعة إلى أثيوبيا وتم قنص عدد منهم ، والاباء والامهات فى النيجر ومالي يتساءلون عن مصير ابناءهم واغلبهم جثث على اطراف المهندسين والمدرعات واحياء أمدرمان القديمة..

* من ابرز قادة الجنجا الذين هلكوا خلال الاسابيع الماضية نذكر ، محمدو هبيلا
، حميد بندر ، التاج التيجانى ، ابوصرة ، علي الأخضر ، بشارة حجو ، جرن رهاب ، رهاب موسي ، تبلدية ، توكاش
جرن كودى ، وآخرين ..
* الحديث عن الإستسلام فى الاذاعة جدي ، وقطع شوطا ، مع تقدم القوات فى امدرمان القديمة بما يتعذر معه الإمداد والفزع..

* إشارة لجنة مجلس الأمن بالتنبيه على ضرورة إيقاف توريد السلاح إلى دارفور جزء من ضغوط دولية بالغة التأثير لقطع المدد..

* ستسمعون فى الأيام القادمة دعايات كثيرة لتشتيت الإنتباه ، أو محاولات هجوم عسكرى لصرف الأنظار ، وهذا تصرف متكرر..

* ما زال هناك ضرورة للمزيد من النفير والمقاومة الشعبية والتماسك الوطنى ، حتى تحقيق نهاية لهذه المأساة الوطنية..
حفظ الله البلاد والعباد

ابراهيم الصديق
د.ابراهيم الصديق على
7 فبراير 2024م ..