أبرز العناوينرأي ومقالات

“بلد الفن” و”العودة إلى الأمام”

وسط التدفق الهائل من الإبهار والقفزات الواضحة للنجاحات، تبدو “جدة التاريخية” التى تشمل مبادرات عديدة للإبداع والمبدعين من بينها مبادرة “بلد الفن” التى انطلقت فى ديسمبر الماضى وتستمر حتى مارس المقبل بكل ما تحمله الكلمة من معاني الإبهار والجاذبية للزائرين من أنحاء العالم، فمنذ أيام كانت “جدة التاريخية” مقصدًا لإعلاميين من مصر والسعودية ولبنان وبريطانيا وأمريكا والعراق وإيطاليا والبحرين والصين وتونس وباكستان، وغيرها من بلدان العالم، والذين شاركوا فى جولات متنوعة داخل مزارات وأماكن مبهرة من بينها حي البلد، وعمره أكثر من ألف عام، والذى تم الحفاظ عليه بإتقان ليكون بمثابة تذكير بتاريخ المملكة العربية السعودية – وتحديداً دور جدة كنقطة دخول رئيسية للحجاج.

فاستطاعت “جدة التاريخية” أن تقدم بنجاح بلد الفن كمنصة فنية متطورة تحمل تجارب فنية وثقافية تجدد الأهمية التاريخية للبلد كبوتقة تلتقي فيها الثقافات، وتوحد الناس من خلال اللغة العالمية للفن والتراث.

فتعرف السائحون والزائرون على بلد الفن فى جولاتهم عن قرب، وكيف أنها حركة فنية شعبية تربط إرث البلد التاريخي بالمستقبل من خلال الفنون والثقافة، وشاهدوا معارض فنية وبرامج موسيقية وعروضًا مسرحية متنوعة وورش عمل حرفية وتجارب طهي من قبل مطاعم محلية وعالمية، وهو ما صنع مكانة ودورًا شديد الأهمية لبلد الفن لما يقدمه من برامج مستدامة تدعم تجديد منطقة البلد كمركز إبداعي وتركز على رعاية المواهب المحلية والدولية، وتنمية التعاون الفني، والاحتفال بمشاركة المجتمع في الأنشطة الثقافية.

لفت انتباهى وأعجبنى شعار بلد الفن وهو “العودة إلى الأمام”؛ ولذلك تجدر الإشادة به وبمن وضعه؛ حيث يربط هذا الشعار المعبر تراث البلد التاريخي والثقافي بالحاضر والمستقبل، باستخدام الفنون والثقافة كوسيلة جذابة باعتبارها بوابة وبوتقة تلتقي فيها الثقافات عبر التاريخ، فتُعيد بلد الفن الآن تصور مفهوم التبادل الثقافي من خلال مختلف تيارات الفنون.

من يشاهد بلد الفن يجده يقام على خلفية فريدة من نوعها بمنطقة جدة التاريخية، أحد مواقع التراث التابعة لليونسكو، وهو متجذرة بقوة في تراث البلد الغني كبوابة ترحب بجميع الثقافات والناس من جميع أنحاء العالم، مع توفير نظرة جديدة وثاقبة حول الأهمية التاريخية للبلد، فجمعت الجولات داخل جدة بين الأصالة والعراقة والحداثة ومشاعر السعادة والزهو والراحة النفسية والروحانيات وكل المعانى الحلوة التي تبدو جدة بها كمدينة جميلة نابضة بأجمل حياة.

فاطمة شعراوي – بوابة الأهرام
2018 636505357828987654 898 main