يسروها ولا تعسروها؟

لا يختلف اثنان على رقي منظومة الخدمات الصحية في قطر ومدى التطور فيها. وفي قطر التي يقطنها حوال ٣ ملايين نسمة يمثل القطريون حوالي ١٣ ٪ من هذا المجموع يتلقون الخدمات الصحية من مؤسسة حمد
الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الاولية. وهما المفروض مكملان لبعضهما. ولكن بالرغم من هذا التطور في الخدمات والعلاجات الطبية الا ان هناك مشكلة في الإدارة للأسف. فمثلا رأيت احد الاشخاص المقيمين من موظفي الدولة ممتعض من بعض الآلام اثناء العمل فطلبت منه الذهاب إلى المركز الصحي ففوجئت بقوله انه لرؤية طبيب عام عليه ان ينتظر موعدا قد يصل إلى اسابيع او أشهر! فهل يعقل ان المراكز قد اخذت العدوى من مؤسسة حمد الطبية؟!.
نعلم ان التوجه العام هو التوجه إلى القطاع الخاص من خلال نظام التأمين الصحي ولكن السؤال هل تم تأمين كافة المقيمين والوافدين من خلال جهة أعمالهم سواء في القطاعين الخاص والعام حتى يتم البدء في تطبيق نظام المواعيد في المراكز الصحية التي هي المفروض ان تكون مفتوحة لاستقبال المرضى ومعالجتهم او تحويلهم إلى العيادات التخصصية في حمد الطبية؟. فهل اصبحت مراكز الرعاية الصحية مستشفيات صغيرة موزعة في المناطق؟. وان اصبحت كذلك وجب الحاقها مباشرة مع مؤسسة حمد الطبية ولماذا اللف والدوران وزيادة المصاريف والمناصب؟
لأنها لم تعد رعاية صحية أولية بل علاجية!
نريد المنطق هنا!
المسألة إذا اكتمل موضوع التأمين الصحي وتم تأمين كافة المقيمين والوافدين حسب النظام ان كان على نفقة صاحب العمل أم على المقيم للعلاج في القطاع الخاص نستطيع ان نضع الأنظمة المناسبة مع الوضع العام. فلا يجوز ان نترك المريض لآلامه لأنه مقيم وفي هذا ظلم ويؤثر على إنتاجية عمل الموظفين الذين يعيشون امانات بين ظهرانينا.
وانوه هنا أن هذه الملاحظة لا تنتقص ابدا من الجهود الجبارة التي تبذل لتطوير الرعاية الأولية وانما جاءت فقط من باب النصح وتصويب الأمور. فطرحتها لعل وعسى أن يكون لها صداها لدى المسؤولين!
يا جماعة.. يسروها ولا تعسروها.. ودمتم.
جاسم ابراهيم فخرو – الشرق القطرية