تاريخية جدة.. لقاء البحر والقمر
أعلنَ برنامجُ جدَّة التاريخيَّة، بالتَّعاونِ مع هيئةِ التُّراثِ؛ عن اكتشافِ ما يقاربُ 25 ألفًا من بقايَا موادَّ أثريَّةٍ، يعودُ أقدمُهَا إلى القرنَينِ الأوَّلِ والثَّانِي الهجريَّينِ، (من القرنِ السَّابعِ والثَّامنِ الميلاديَّينِ)، في 4 مواقع تاريخيَّة، شملتْ مسجدَ عثمان بن عفان -رضي اللهُ عنه- والشونةَ الأثريَّ، وأجزاءً من الخندقِ الشرقيِّ، والسورِّ الشماليِّ، وذلك ضمنَ مشروعِ الآثارِ الَّذي يشرفُ عليهِ برنامجُ جدَّة التاريخيَّة، التَّابع لوزارةِ الثَّقافةِ، وهي الجهةُ المسؤولةُ عن الحفاظِ على تراثِ #البلدِ، وإعادةِ إحيائِهَا، «يمن لقمان» كانَ لها تقريرٌ بديعٌ عن مساراتِ هذا البرنامجِ بـ«الوطن» يقولُ:
الأعمالُ التطويريَّةُ التي تُقام في منطقةِ جدَّة التاريخيَّة عبر برنامجِ جدَّة التاريخيَّة الذي تأسَّس 2018، تحت مظلَّةِ وزارةِ الثَّقافةِ، لتحويلِ المنطقةِ إلى مركزٍ حضاريٍّ وتاريخيٍّ متكاملٍ، مع الحفاظِ على التُّراثِ الثَّقافيِّ والمعماريِّ لها، وتعزيز النَّشاط المجتمعيِّ والمجالِ المعيشيِّ في منطقةِ البلد، لتكونَ مركزًا جاذبًا للأعمالِ وللمشروعات الثَّقافيَّة، ومقصدًا لروَّاد الأعمال، والمُبدعين، تحقيقًا للعديد من مستهدفاتِ رؤيةِ المملكةِ 2030، وذلك خلالَ جولةٍ ميدانيَّةٍ للتعرُّف على كيف سيكونُ شكل المنطقةِ.. يهدفُ البرنامجُ إلى إعادةِ إحياءِ منطقةِ جدَّة التاريخيَّة بقيمتها الثَّقافيَّة والتاريخيَّة،
بحيث تكونُ مثالاً للمدنِ القديمةِ، حيث سيتكوَّن البرنامجُ من خمسةِ مساراتٍ رئيسةٍ هي: ترميمُ المباني التاريخيَّة، والبنية التحتيَّة والخدميَّة، وتحسينُ جودةِ الحياةِ، وتطويرُ المجالِ الطبيعيِّ والبيئيِّ، وتعزيزِ الجوانبِ الحضريَّة، يعملُ برنامجُ جدَّة التاريخيَّة على ترميمِ وإعادةِ تأهيلِ 5 أسواقٍ تاريخيَّةٍ رئيسةٍ، وأكثر من 600 مبنى تاريخيٍّ، وأعمالِ البنيةِ التحتيَّةِ، وإنشاءِ واجهاتٍ بحريَّةٍ ومساحاتٍ خضراءَ وحدائقَ، إلى جانبِ الممراتِ والسَّاحاتِ في منطقةِ جدَّةِ التاريخيَّةِ. انتهى.نعمْ، لا تملكُ إلَّا أنْ تثيرَ الشجونَ لديكَ عندِ زيارةِ تاريخيَّة جدَّة، وتعودَ بكَ إلى ذلكَ الماضي الجميلِ بحكاياتِهِ ورواياتِهِ الصَّادقةِ، والتي تُشبهُ تحليقَ الفراشاتِ حولَ الضُّوءِ في كلِّ زيارةٍ لها.. هذه المنطقةُ التاريخيَّةُ الجميلةُ وكأنَّك تحدِّثها.. جدَّة لقاءُ الحُبِّ بينَ البحرِ والقمرِ على شاطئِ أبحر، ومرسَى شعرِ الأنيقِ حمزة شحاتة:
(النُّهَى بَينَ شَاطئيِكِ غَريقٌ
وَالهَوَى فِيكِ حَالمٌ مَا يَفيقُ
وَرُؤى الحُبِّ فِي رحابِكِ شتَّى
يَستفَزُّ الأسيرَ منهَا الطَّليقُ
إيهِ يَا فتنةَ الحَياةِ لِصَبٍّعَهدهُ فِي هَواكِ عَهدٌ وَثِيقُ
فِيهِ مَن يُحرِّكُ الرِّفقَ والعَزَفَ
ومِن أفُقكِ المَدَى والبَريقُ
«جَدَّتِي» أنتِ عالمُ الشِّعرِ والغُنْوةِ
يَروِي مَشَاعرِي وَيَروقُ
لِي ماضٍ لمْ أنسَهُ فيكِ
قدْ غصَّ بشدْوِهِ غرُوبُه والشُّروقُ).
عبدالرحمن عربي المغربي – جريدة المدينة