رأي ومقالات

السفير عبد الله الأزرق: 📍كان طارت ….حرب فلول (2)

ولأن حميدتي قابل للامتلاء بكل شيء تصبه فيه، وذلك بحكم جهله وشكوكه ومخاوفه، عاد لغضبه مرة أخرى، ورجع من الجنينة حانقاً على البرهان، وأخذ يكرر نفس مقولاته القديمة عن حلف بين البرهان والإسلاميين للإطاحة به، ورفض مبادرة الخليفة الطيب الجد.

وكان ڤولكر بيرتس أقنعه أن حلفاءه الطبيعيين هم القحاتة، فرجع يتقارب معهم، وهاجم قرارات 25 أكتوبر والبرهان.

وواصل حميدتي خطه الجديد الذي أقنعه به ڤولكر وشجعته عليه الإمارات، إلى أن أعلن موافقته على الاتفاق الإطاري، رغم أنه اعترف أنه لم يقرأه!!!

وهكذا واصل ڤولكر بيرتس والإمارات تحريض حميدتي على الاستيلاء على السلطة، وأقتنع هو أن ما معه من قوات وعتاد كافٍ للسيطرة خلال ساعات وبهذا صرّح للقحاتة.
وجرى تنوير وتنسيق وثيق مع العناصر القيادية في قحت بالخطة.
سبق أن أوردت شهادات أمجد فريد ودكتور السجاد، ومني أركو مناوي المثبتة لتخطيط حميدتي لشن الحرب وإحاطته للقيادات القحتية بها، وتنسيقه معها.
وانطلقت تهديدات أربعة من قيادات قحت.
تهديدات فحواها: إما الإطاري أو الحرب.

وكانت تلك التصريحات بداية الخطة الإعلامية الطاغية التي كانت تستهدف البرهان “الكوز” والفلول.

وهكذا تفرّغت الغرف الإعلامية – الممولة أماراتياً – للترويج لفرية أن:
“الحرب بين جنرالين”.
أو أنها “حرب ضد الكيسان والفلول”؛
دع عنك افتراءات أنها حرب من أجل الديمقراطية؛ وضد دولة 56؛ وضرورة القضاء على دولة الجلابة، بل القضاء على الجلابة أنفسهم؛ وما إليها من افتراءات وأكاذيب
غرف إعلامية تعمل فيها كوادر قحت/ تقدم، والكوادر التي اشترتها المليشيا.
المؤكد عندي اليوم أن قيادة مليشيا أولاد دقلو ترسل لقيادات الإسلاميين طلباً كل يومين طالبةً بل مستجديةً الجلوس معهم “لوقف الحرب” وفقاً لتعبيرهم.
وفي تقديري أن الطلب والإصرار عليه فيه خُبث.

فالمليشيا تريد أن ترسل رسالة – إذا جلس الإسلاميون معها – مفادها أن الحرب يديرها الإسلاميون!!!
أما وجه الخبث الآخر فهو أنها تريد أن تحبط معنويات المجاهدين في المقاومة الشعبية، خاصة الإسلاميين منهم، فإذا جلست قيادات الإسلاميين معهم فتلك رسالة لأولئك الشباب: أن قياداتكم تتفاوض فَفِيم تقاتلون؟؟

بل هي رسالة محبطة لكل الشعب الذي يرفض التفاوض من أي طرف مع الذين اغتصبوا بناته ونهبوا أمواله وشردوه في المنافي.
ويقيني أن مرامي طلب المليشيا للتفاوض مع الإسلاميين لم يغب عن فطنة القيادات الإسلامية، وهي ذات دُرْبة بالسياسة وذكاء فيها.
والأخطر: أن المليشيا تهدف إلى دق إسفين بين الجيش والإسلاميين، لتقول لقيادة الجيش: إنك لَسْتِ بشيء؛ وإن هؤلاء هم الأهم، لذا نسعى لتتفاوض معهم.
وقيادة الجيش أصلاً مرتبكة ومرتجفة لأي شيء يربطها بالإسلاميين.
وتفاوض الإسلاميين مع الدعم كفيل بزيادة خوفها منهم.
وأي نجاح – من أي نوع – للإسلاميين سيجعلها قابلة لمزيد عداء معهم.
وقد دخلت “الخُلعة ” في القيادات منذ أيام (الثورة) عبر الحملة التي استهدفت الاسلاميين، ثم زادت “الخلعة” بِحَثٍ من الإماراتيين والخواجات.

وإذا غضضنا الطرف عن المرامي الخبيثة لطلبات المليشيا من التفاوض؛ فهي بطرف إقرار غير معلن بالهزيمة ومحاولة للنجاة.
وهيهات.. هيهات.

📍السفير عبد الله الأزرق
———————————
17 مارس 2024