رأي ومقالات

السودان .. الجزيرة المفترى عليها

□ مشهد اول
قرية قوز ود كبيش ريفي ابوقوتة يهاجمها عدد من أفراد مليشيا الدعم السريع بقصد السرقة، يتداعي سريعا أهل القرية استجابة لنداء استغاثة من أحد المواطنين حاولوا سرقة عربته، فيهجم اهل القرية وهم يحملون السواطير والسيوف والعكاكيز ويقتلون أربعة أفراد من المليشيا ويهرب الاخرون.

□ ليفأجا أهل القرية وهم عزل صبيحة اليوم الثاني بمحاصرة القرية بعدد 60 عربة مسلحة بالدوشكا وغيرها من الاسلحة، ويطلبوا من أهل القرية دفع فدية 20 مليار جنيه او يتم حرق القرية باكملها، فاستنجد اهل القرية بالميديا والمواقع الاسفيرية علها توصل صوتهم للقنوات العالمية حتي لا تتم ابادتهم، وفعلا يصل صوتهم بفضل الاعلام والتجاوب الكبير من النشطاء، فيقوم قادة المليشيا بذكاء بزيارة القرية ومعهم عدد ضخم من العربات المسلحة ويطالبوا اهل القرية بمكبرات صوت التجمع في مسيد القرية، ويطلبوا منهم تصوير مشهد استقبال حافل للدعم السريع وأنه هو المنقذ ويهللوا ويكبروا لقادته، فيفعل اهل القرية ذلك خوفا من البطش..
□ ويشاهد المشهد زول قاعد في بيته في أقصي شمال السودان او جالس في مكان عمله خارج السودان، فيسب ويلعن اهل الجزيرة بحجة انهم رحبوا بالدعامة وهو لا علم له بما جري لاهل القرية من رعب وارهاب.

□ مشهد ثاني
مواطني مدينة المعيلق جمعوا شبابهم واقاموا ترس منيع في مدخل المدينة، فتهاجمهم المليشيا باسلحتها الفتاكة، وتقتل عدد منهم، وتأسر الباقين وتتوعد اهل المدينة بالويل والثبور، وتعلن لهم اذا لم تصوروا معنا مشهد في فيديو ترحبوا بنا وتهتفوا لنا سنقتل ما تبقي منكم.

فيوافق اهل المدينة مجبرين علي ذلك ويتم تصوير فيديو فيه الاهل مرحبين بالجنجا، فيقوم نفس ذلك الشخص الذي جالس وسط اهله في ديوان عمه، بالقول بالله تعال شوف ناس الجزيرة خائبين قدر شنو؟.

□ مشهد ثالث
قرية من قري الكواهلة النفيدية تعمل كمين للمليشيا وتقضي علي عدد 27 جنجويدي، وحتي ليلة الامس تظل قري الكواهلة النفيدية عصية علي الجنجا، وهم يسطرون مواقف للتاريخ، ولكن لم يتم ذكر ذلك المشهد من احد، ونفس ذلك المشهد ينطبق علي عدد من القري صمدت ولازالت تصمد وفقدت في سبيل ذلك افضل شبابها وابناءها.

□ ما نود قوله، ان اهل الجزيرة برغم انهم لم يقوموا بفتح كبري حنتوب للجنجويد لكي يدخلوا الولاية ويعيثوا ما عاثوا فيها من خراب،،، وبرغم انهم اعدوا 41 الف مستنفر من غرة شبابهم للمشاركة في معركة الكرامة، ولكن تم رفض تسليحهم من قبل قائد الفرقة الاولي بمدني ووالي الولاية السابق، وانا كنت من ضمن وفود لجان المستنفرين الذين حاولوا بشتي السبل اقناع قادة الولاية بتسليح المستنفرين، ولم نجني سوى الوعود.

لايوجد منزل بقري الجزيرة ولم يتم سرقة عرباته او مدخراته من اموال وذهب ومحصولات زراعية، فدفعوا وحدهم الثمن ومازالوا.

ورغم كل ذلك يتعرض انسان الجزيرة صاحب القلب الابيض والمسامح والاعزل الذي تحمل كل اهل السودان من شماله وغربه وجنوبه، يتعرض للسخرية في ابتلاءه.

□ إننا نقولها وبالصوت العالي، إن انسان الجزيرة لن ينسي الذين ضحوا به وقدموا الولاية للجنجويد بدون قتال، ولن ينسي من رفضوا تسليحه، وتركوا السلاح في المخازن ليغنمه الجنجويد، ولن ينسي من سخروا منه، وهو اعزل يواجه اله حربية ضخمة لمرتزقة لا دين ولا اخلاق لهم.

□ معركة تحرير الجزيرة هي معركة رد كرامة انسان الجزيرة في المقام الاول، وكلنا الان شركاء فيها، فما وجدناهم بالمناقل من ابناءنا في المقاومة الشعبية وفي الجيش وقوات العمل الخاص، يؤكد ان النصر صبر ساعة، وكلنا في انتظار زمن تحديد تلك الساعة وبعدها لكل حادث حديث.
○ عاش السودان حراً أبياً.

كتب: غاندي إبراهيم