معتصم اقرع: الماركسية خشم بيوت
الإقتصادي الماركسي يانيس فاروفاكس أحد أهم المفكرين العالميين. حكي يانيس أنه في بداية الثمانينات كان بوليس بريطانيا يضربه هو والزملاء بسبب مظاهراتهم ضد نظام صدام حسين المعتدي علي حقوق الإنسان العراقي.
والسبب هو أن الغرب كان متحالفا مع نظام صدام حسين الذي وصفه وزير الدفاع الأمريكي ونائب الرئيس بوش لاحقا أنه ود حرام ولكنه ود حرام في صفنا.
ولاحقا عندما غزت أمريكا وبريطانيا العراق عارض يانيس الغزو الذي ترتب عليه موت ملايين العراقيين.
والمفارقة هي أن نفس السلطات التي كانت تضرب يانيس عندما يتظاهر ضد نظام صدام عادت واتهمته بانه عميل لصدام بسبب رفضه لغزو العراق ولأن هذه القوي غيرت موقفها من صدام من خانة ابن زنا في صفها إلي عقبة يجب التخلص منها.
وحكي يانيس أنه حين كان أستاذا في جامعة أثينا أصدرت الحكومة اليونانية توجيها للجامعة بمنح بوتين دكتوراة فخرية وكان يانيس البروفيسور الوحيد في مجلس الجامعة الذي رفض منح بوتين تلك الدرجة بسبب قتله لآلاف الشيشان.
ثم دارت الأيام وانتقد يانيس حنث الغرب بوعوده لروسيا بعدم توسيع الناتو مقابل قبولها بتوحيد ألمانيا لمصلحة الغرب. وقال أن سياسة الغرب التوسعية تسببت في الحرب الروسية الأوكرانية. فاتهمت سلطات وصحافة غربية يانيس بانه عميل لبوتين.
وإلقاء اللوم علي توسع الناتو في إشعال وإدامة الحرب الروسية الأوكرانية مقولة يتبناها كبار العلماء وأساتذة الجامعات الأمريكان من خارج اليسار مثل جون ميرشايمر وجيفري ساكس.
وحكي يانيس أنه يناصر حقوق المرأة في ايران ويدين نظام الجندر أبارتايد في ذلك البلد الجميل. واضاف يانيس أن تضامنه مع المرأة الأيرانية لا يعني قبوله بغزو أمريكي باسمها أو باسم حقوق الإنسان لأن الغزو لن ينتج عنه سوي دولة جحيمية مفككة مثل العراق لا تخدم مرأة أو رجل شروي نقير.
نخلص إلي أن هناك من شيعة ماركس من حمتهم العناية الألهية من السطحية التبسيطية واستبان لهم أن رفض جماعات وسياسات داخلية غير ديمقراطية في دول العالم الثالث لا يعني قبول التدخل الخارجي لنشر الحضارة وسط هذه الشعوب لان التدخل الخارجي في نهاية الأمر مهمة إستعمارية وإن إدعت أنها مأمورية حضارية وإن تلبست جلد حقوق الأنسان المدنية. والاستعمار يخدم العملاء وسيدهم فقط ولا خير فيه لرجل أو إمراة أو طفل أو مهمش. ولهذا فالعميل نرجسي يبيع مصير غيره ويقبض الثمن كتاجر رقيق فلنقاى رخيص.
كما أن التضامن مع الشعوب في صد العدوان الخارجي ورفضه لا يعني بأي حال من الأحوال التواطوء الحالي أو المستقبلي مع أي ممارسات غير ديمقراطية من حكومات تلك الشعوب أو جماعاتها الفاعلة في صد العدوان الخارجي كما يعتقد بعض اليبراليين واليساريين.
ولهذا حين تحرش الغرب بايران ناصر يانيس وجمعه حق شعبها في تقرير مصيره بنفسه في صراعه من أجل توسيع نطاق الحقوق الديمقراطية ولم يدعوا لوصاية غربية علي سنة الليبرال ولم يقولوا أنه صراع لا يخصنا لانه بين امبريالية وظلامية دينية علي منهج يسار يخطئ أحيانا.
و حين غزت قوي غربية العراق بدعوي تحريره من حكومته الفاشية لم يعمل رفاق يانيس مع الغزاة كمخبرين أو مترجمين كما فعل بعض اليبراليين.
ولم يكن موقف يانيس ومراكسته كما فعل يسار من جنس “واللاهي دي حرب نقف منها علي حياد ولا تهمنا لانها بين قوي إمبريالية ضد نظام دكتاتوري فاشي عسف برفاقنا الشيوعيين وأزهق حريات الليبراليين”. ولم يجبن يانيس أمام الأتهامات بالعمالة لبوتين وصدام وملالي بلاد فارس.
معتصم اقرع